الكيتش عند كونديرا هو الوفاق التام مع الوجود، نقطة التَّماس بين نداء الواجب العام وبين الدوافع الشخصية الخفية، الوفاق التام كرغبة محرقة عند أناس يشعرون بالضبط بعدم الوفاق مع أنفسهم ومع العالم، تلك الثغرة في الوجود الإنساني، التي من توترها بين الحلم والواقع – بين الأمل في الوفاق التام والعجز عنه – تصنع المواهب الكبيرة، وأيضًا كل أنواع الإحباط والفشل والجريمة.






أروى صالح، المبتسرون



يرى «ميلان كونديرا» أن الأحلام الرومانسية بتخليص العالم من الشر تأتي دومًا لأفراد يُعانون من عدم الوفاق مع أنفسهم، أفراد لا يجيدون تجاوز تعقيدات ذواتهم فينزعون لتغيير الطرف الآخر في المعادلة، وهو العالم.

يسمي كونديرا تلك العاطفة «كيتش»، وهي كلمة ألمانية تُشير للشيء الرخيص أو المحاكاة الكاريكاتورية الهابطة لشيء أصيل، في إشارة لكون كل الأحلام الكبرى بتأسيس عالم مثالي تبدأ دومًا بفكرة أصيلة نقية، وتنتهي لواقع كاريكاتوري رخيص، وأحيانًا كارثي مثل الشيوعية والنازية وغيرها.

في تلك الرؤية لا تجد المسافة كبيرة بين البطل النقي والشرير الدموي، بل قريبة جدًّا حد أن الأبطال والأشرار يُولَدون بالأساس من رحم واحد يتشاركون فيه، هو عدم الوفاق مع العالم كما هو عليه ورغبة كلٍّ منهما في دفع عجلة الأمور نحو تشكيل نسخة مثالية للعالم مطبوعة في وجدانهم، لذا بتتبع سمات الأبطال الخارقين وأشرارهم (باعتبار أن البطل الخارق هو النسخة الكيتش الأكثر كاريكاتورية ومبالغة من الحلم الإنساني الأصيل بإنقاذ العالم وتغييره عبر جهود أفراد هم أكبر من الحياة نفسها) نجد أن البطل الخارق وعدوه يتشابهان كثيرًا في عالمهم السيكولوجي الداخلي، عكس المتوقع من أن الحبكة التي يتشاركانها هي صراع نقيضين بين أبيض نقي وأسود مظلم، بل في بعض السمات يكاد الخط الواهي الفاصل بينهما يزول حتى يمكن أن يبصر البطل ملامح الشرير في وجهه حين ينظر للمرآة، إليك بعض تلك السمات التي يمكنها أن تنتهي بك في صف باتمان أو أحد أتباع جوكر مجنون.

لا تخضع للقيم، بل اصنعها

الإنسان الأعلى هو من يجرؤ على صنع قيمه الخاصة ثم امتلاك القوة والكبرياء الكافي للعيش وفقها.





نيتشه

يمكنك أن تتذكر بسهولة هذا المشهد الأثير حيث يقف مفتشو الشرطة ورجال القضاء وعمدة المدينة عاجزين أمام جريمة يعرفون فاعلها، يخرج المجرم بلا خدش من محاكمة هزلية بلا أدلة، أو هربًا من سجن كل حراسه فاسدون رُشُوا، ليجد باتمان ينتظره في زاوية مظلمة ليلحق به جزاءً عادلًا فشلت منظومات القيم الخاصة بجوثام ومؤسساتها في تطبيقه، أو ربما تتذكر معلمي هوجوورتس المتزمتين وهم يلتزمون بالإجراءات البيروقراطية في وزارة السحر لحفظ سلام عالمهم، بينما هاري بوتر يحطم بارتجال كل قاعدة وقانون، ويدرب جيشًا من السحرة الصغار على مواجهة فنون الظلام.

الحاجة لبطل خارق هي إعلان المجتمع بالأساس عن عجز منظومته القيمية السائدة عن تحقيق الأمان والسعادة لسكانه، فيحتاج الأمر متمردًا يصنع قيمه الخاصة ويعمل وفقها، لهذا تجد الأبطال الخارقين مثل باتمان والمنتقمين دومًا في حالة قلقة مع السلطات والمؤسسات الحافظة لقيم المجتمع المستقرة، وكثيرًا ما تتطور الحبكات بمبالغة ليصير البطل الخارق هدفًا للأشرار؛ لأنه يفسد خططهم، وهدفًا للسلطات كذلك؛ لأنه يعمل وفق منظومة قيم خارج مظلة الحكومة، منظومة قيم تجعله أقرب لمقتص غير قانوني، لمنتقم غير شرعي بأجندة شخصية.

هذا جُزء من سحر الشخصية البطولية، أن يتوحَّد المتلقي مع بطل يفعل ما يتمنى فعله ولا يجرؤ، عدم الامتثال وتحطيم القوانين وإذلال المتنمرين وتحقيق العدالة الناجزة الخفيفة التي لا تحوي شبكتها ثغرات قانونية يفر عبرها المجرمون.

يبشر نيتشه بعالم بلا كتالوج استخدام، بلا منظومة قيم عليا، حيث يمكن للمرء بإرادة قوته أن يصنع قيمه الخاصة، وبقدر سحر النداء المسكر لبطولة كتلك وسط مجتمع مكبل، إلا أنه نداء موجه للجميع، فهذا النداء قد يكون مصباحًا موجَّهًا للسماء يأتي في إثره باتمان لإنقاذنا، وقد يكون نداءً تاريخيًّا يأتي في إثره ثانوس، أو هتلر بشارب مضحك وخطة جنونية لفرض قيم عنصرية تسببت في حرب أبادت 50 مليون نسمة.

لتكون بطلًا خارقًا لا بد أن تعمل وفق قيمك الخاصة التي تجعلك تتحرك بخفة وسط منظومة القيم الثقيلة غير العملية لمجتمع منهك، لكن السطر نفسه يسري على الشرير.

لهذا يسهل في عوالم الأبطال الخارقين أن يتحول البطل في لحظة لمطارَد، وبتلاعب بسيط بالسرد يصير باتمان كريستوفر نولان هو المتهم بكل جرائم جوثام، والرجل العنكبوت في عالم مارفل هو الشرير الذي قتل «ميستريو» والمطلوب للعدالة، وذلك لأن البطل والشرير يعملان وفق قيم خارج شرعية المجتمع بالأساس، في براح نيتشوي غير محكوم يسهل منه صنع بطولة أو مذبحة.

امتلك مأساتك الخاصة!

كل ما يحتاجه الأمر هو يوم واحد سيئ ليصل أعقل إنسان إلى حافة الجنون.





killing joke 1988

تدور حكاية «المزحة القاتلة» حول فلسفة بسيطة، وهي أن الإنسان تختفي حقيقته خلف مأساة لمَّا تُختبَر بعد، لكن المرعب أن تلك المأساة قد لا تتطلب الكثير لحدوثها، أحيانًا لا يتطلب الأمر سوى مأساة صغيرة قوامها يوم واحد سيئ لتنقلب حياة المرء رأسًا على عقب.

يخبرنا

الباحث «رون نوفي»

أن ألم المأساة هو الرابطة الذهبية بين باتمان والجوكر التي تجعلهما شديدي التشابه رغم كونهما البطل ونقيضه، الأول كان طفلًا مر مع أسرته عبر زقاق مظلم ليواجه سطوًا مسلحًا دمر حياته للأبد، والثاني كان مهندسًا يحلم أن يكون كوميديانًا، وبزلة قدم سقط في حمض حارق فخرج منه مشوه الشكل والروح. كانت المأساة هي التعميد المثالي ليخرج كلٌّ منهما من عاديته ملبيًا نداء نيتشه بصنع قيمه الخاصة للتعامل مع جنون جوثام التي دمرت حياتهما بمأساة يوم واحد.

خلال القصة يُخبر الجوكر باتمان أن الوجود مزحة جربها كلٌّ منهما، مزحة يُمكن أن تكون قاتلة، لكنها في النهاية مزحة لا أكثر، فلماذا يأخذها على محمل الجد إلى تلك الدرجة؟

المثير هنا أن الخيط الوحيد الذي يمثل الفارق بين البطل الأخلاقي والشرير المجنون هو الطريقة التي اختارها كلٌّ منهما للتعامل مع ألمه، الجوكر سوف يُكرس حياته بأكملها ليمر كل إنسان بهذا اليوم السيئ ويختبر بنفسه هشاشة البحيرة الثلجية التي يرقص وجودنا على سطحها، الجوكر لا يملك فلسفة ما، إنما يتعاطى الفلسفة قرعًا بالمطرقة على كل الأنظمة التي شكَّلها الناس لتحميهم من مأساة الوجود بينما هي فقاقيع لا أكثر، يُمكن أن يهزمها يوم حار، أو زقاق مظلم أو زلة قدم.

هذا ما يجعل أبسط تفسير للجوكر هو ما قدمه  الخادم «ألفريد» في نسخة «نولان» أنه ينتمي لطائفة من البشر يودون أن يروا العالم يحترق وحسب، هو رسول موت سيُهدي كل الأبنية الأخلاقية والجمالية يومها السيئ الذي سيحولها لفُتات.

بينما باتمان يشبه اللقطة الجمالية لرجل يغرس فسيلة في قيامة أبوكاليبسية، شخص يحاول تدعيم سد ورقي أمام فيضان، تم تصميم جوثام بالأساس لتكون مقبرة أخلاقية لا يمكن إنقاذها بشرطي دورية يقبض على اللصوص من الأزقة المظلمة، فالكل فاسد من العمدة لشرطي المرور، تبدو كل محاولات باتمان مثل رجل يحاول التوازن على سطح بحيرة ثلجية ثم لا يلبث أن ينزلق ويسقط بطريقة مثيرة للشفقة والضحك، كل جوثام يبنيها باتمان تحترق، وكل فاسد يعيده للسجن يخرج. لكن باتمان يفعل كل شيء لكيلا تمر جوثام مثله بيومها السيئ الذي انتصرت فيه فوضى زقاق مظلم على منطق مدينة آمنة.

يُولَد البطل والشرير هنا من رحم مأساة تحرمهما من التعامل مع المجتمع بطبيعية للأبد، وتفترق مصائرهما بالطريقة التي يختارها كلٌّ منهما في التعامل مع الألم، إما ببذل كل شيء لكيلا تستعاد المأساة، وإما بحبس الجميع في مأساة المرء الخاصة.

اختر رمزيتك

أنا لا أملك أدوات لأكون بكل مكان، الخوف هو الأداة، عندما يضرب نور المصباح السماء، هذا ليس نداءً، هذا تحذير.





Batman 2022

ما يجعل باتمان مميزًا بين كل الأبطال الخارقين هو أنه أكثرهم بشرية، لكنه رغم ذلك يحاول باستمرار أن يكون إلهًا للعدالة، وهذا ما يجعله أكثر الأبطال الخارقين تمثيلًا للكيتش، هذه الفجوة الواسعة بين تواضع بشريته وما يتوق له تجعله كذلك أكثر الأبطال الخارقين ظلامية ومعاناة من التمزق النفسي، لهذا يدرك باتمان أكثر من أي بطل آخر أنه لا يملك القدرات الفعلية ليكون موجودًا في كل مكان وينفذ مهمته، لهذا عليه أن يمتلك القوة الرمزية، وهي إيهام الجميع ليصدقوا أنه رمز أكبر من رجل ورداء.

مصباح الخفاش المضيء بوسط المدينة يخبر كل مجرم في مكانه أن باتمان يمكن أن يكون في الزقاق المجاور، وأنه قادم له خصيصى وهذا يجعله يترك غنيمته ويفر، وحتى لو حدقت في المصباح فستجد الرمزية، الخفاش كان أكثر المخلوقات التي تخيف بروس واين، لهذا كان جواز سفر خروجه من بشريته هو أن يعانق خوفه، فرمزية الخفاش هي رمزية إنسان تحرر من أشرس مخاوفه تجذُّرًا بداخله، فلن يخيفه الآخرون مهما كان إجرامهم.

الرمزية لا غنى عنها لمن تصدى للبطولة، سواء كان بطلًا مثل باتمان أو مجنونًا مثل هتلر والجوكر (الذي تجسد هيئته الرمزية فكرة عالم فوضوي كحظوظ أوراق اللعب بلا عدالة)، فالرمزية هي المكياج المثالي لإخفاء كل العوار الإنساني الذي يفسد بقصوره مهمة فرد مسكين في تغيير عالم بأكمله.

في الثلاثينيات أراد النازيون، وفي مقدمتهم وزير الدعاية «جوزيف جوبلز»، إقناع الألمان أن هتلر أكثر من مجرد بشري، أنه إله قادم من أوبرا فاغنر لإنقاذ أمتهم، لهذا كان هتلر ينزل بالطائرة كإله هابط من السماء في كل مدينة ألمانية ليصنع دعاية انتخابية لنفسه، ورغم كل مهارات هتلر الخطابية فإن النازيين احتاجوا ما هو أبسط من ذلك، احتاجوا إلى مصباح باتمان، رمز بسيط جدًّا يمكن لطفل نقشه على وجهه في مسيرة حاشدة، لكنه يحمل في قيمته المعنوية ثقل النازية الأيديولوجي.

من هنا جاءت فكرة صليب سواستيكا المعقوف، وهو رمز ينتمي للغة السنسكريتية الهندية، ويعني «الرفاه والتوازن»، رمز أبهر الغربيين ممن زاروا آسيا ببساطته الهندسية، واستعملته شركات عملاقة في دعايتها مثل «كوكاكولا»، وانطبع على منتجات أطفال الكشافة والمجلات النسائية.

انقض النازيون على

الصليب المعقوف

وصنعوا قصة مفادها جذور مشتركة بين السنسكريتية واللغة الألمانية، جذور تشير لشعب قديم آري كان يستوطن تلك الأرض وتلك علامة استعادته.

كانت تلك القصة ورمزها هي كل ما يحتاجه بعض الفاشيين ليتحولوا في نظر أعدائهم لوحوش قديمة قادمة من أسطورة مخيفة يقودهم إله غاضب لا سبيل لهزيمته. نجحت تلك الرمزية البسيطة في تدمير معنويات أوروبا وجعل النازيين أول جيش عسكري يستولي على دول بأكملها في ساعات محدودة دون قتال، بتكنيك يُدعى «حرب البرق الخاطف» أو «بليتزكريج»، والذي يشبه بشكل مثير التأثير الذي يصنعه باتمان بحضوره دومًا على أعدائه، فيفرون دومًا قبل أن يأتي، لأنه لو أتى فسيحصدهم كالبرق في لحظات.

الرمزية هي وسيلة البطل والشرير على حد سواء ليصير شيئًا أكبر من بشريته وتاريخيته.

عُد أو لا تعد إلى معركتك الأولى

نبدأ دومًا بشيء نقي، بديع، ثم تأتي الأخطاء، المساومات، وبهذا تتخلق من بطولتنا شياطيننا.





Iron Man 3

تُمثل ميثولوجيا الأبطال الخارقين وأعدائهم الكيتش المثالي المعبر عن المسعى الإنساني للبطولة على العالم، وكيف يصير هذا المسعى مثل السير القلق على صراط رفيع بين الكمال الأخلاقي والسقوط المروع؟ لكن تُمثل تلك الميثولوجيا كذلك الوعي الشديد بخطورة أن يسعى المرء للبطولة، لذا في كل قصصها نجد البطل الخارق عليه في النهاية مواجهة عدوه الحقيقي، وهو ذاته نفسها وشياطينه الداخلية التي فر منها في البداية.

في ثلاثية «فارس الظلام» ينتصر الجوكر عندما يُهدي ممثل العدالة «هارفي دينت» يومه السيئ، يبدأ هارفي كأسطورة نقية وينتهي بدفعة جنون بسيطة كقاتل شرير بوجهين، قاتل عجز عن تجاوز ألم مأساته الشخصية وقرر تصديرها بعنف للخارج، بينما يصنع كريستوفر نولان مشهدية النهاية لفارس الظلام بتصويره كرجل بسيط يجلس مع حبيبته في مقهًى دون أن يعرفه أحد، كمال البطولة لباتمان في هذا العالم هو أن يتجاوز ذاته ويرتد لعاديته بعدما أدى مهمته، لم تصِر جوثام آمنة بشكل أبدي ولم ينتهِ الشر، لكن سكان المدينة تعلموا ألا ينتظروا أبطالهم وأن ينفروا لبطولة أقرب لبشريتهم بدلًا من انتظار بطل خارق، يمكن في سقوطه الفردي أن يحطم أمل مدينة بأكملها، وهذا عبء أثقل من أن يحمله فرد واحد.

يبدأ السعي لبطولة تغير العالم من عدم وفاق للمرء مع ذاته، وينتهي بملحمة أو مذبحة، تبعًا لشجاعة الإنسان في العودة للمعركة نفسها التي فر منها في بادئ الأمر، معركته مع ذاته.

لهذا يكتمل قوس الشخصية لكل الأبطال الخارقين عندما يواجهون مأساتهم الأصلية، يصير آيرون مان بطلًا حقيقيًّا عندما يوقن أن كينونته شيء أكبر من آلاته وبذلته الجهنمية، ويصير ثور ملكًا حقيقيًّا عندما يُقدِّم صالح شعبه على كبريائه وتعطشه للمُلْك، ويصير بروس واين بطلًا عندما يوقن أن زي باتمان ليس حلًّا شخصيًّا أنانيًّا لتعطشه للانتقام، لكنه وسيلة لغاية أحيانًا ما يكون كمال تحقيقها هو خلع زي البطولة نفسه.

في 19 مارس/آذار عام 1945م أيقن «أدولف هتلر» أن رمزيته سقطت، وبينما هو يرتجف في مخبئه أقر «مرسوم نيرون»، وبموجبه على مَن تبقى من الجيش الألماني أن يدمر البنية التحتية لألمانيا والطرق والمصانع والمستشفيات، كان المرسوم هو إقرار ضمني بتدمير هتلر لجوثام خاصته، عجز هتلر حتى اللحظة الأخيرة عن تجاوز نفسه ولو بالاستسلام، لهذا قرر مثل الجوكر وثانوس أن يُدمر عالمًا لا يستطيع أن يُشكِّله كما يحب، لا حياة لألمانيا بموت هتلر، ولولا عصيان وزيره الأثير «ألبرت شبير»

لخطته

لكان هتلر قدَّم بالفعل للعالم برلين باعتبارها نسخة من جوثام محترقة في قصة أبوكاليبسية.

تبدأ البطولة دومًا بوعد نقي، مسكر، هارب من أسئلة الذات لبراح العالم ، وعبر صراط من المساومات والأخطاء يمكن أن ننتهي لساحة سكينة، ويمكن أن ننتهي بأن نكون نحن الشياطين الذين ظننا أننا نحاربهم طوال الوقت.