بدأت الحكاية تريند معتاد تتحدّى فيه سيدات العالم أنفسهن، وبالذات المشاهير منهن. فيظهرن على العلن بدون استخدام مكياج أو مساحيق تجميل.

أخذ التريند مساره المعتاد، وحظي، بنسبة تفاعل جيدة حتى شاركت فيه الممثلة الأمريكية ألكساندرا داداريو، فقامت الدنيا ولم تقعد.


فابنة الـ32
عامًا ظهرت في مشاركتها بالتحدي في قمة جمالها بالرغم من تخليها المفترض عن أي
وسيلة لتحسين البشرة، وهو ما أثار موجة عارمة من التفاعل بين الشباب العربي
اللاعنين لبختهم المائل في بنات جنسهم العاجزات عن نيل هذه المكانة ولو استخدمن
كافة مساحيق تجميل الأرض.

وهو ما دفعنا
بدورنا للتساؤل حول حقيقة جمال ألسكاندرا، وهل هو مجرد هبة ربانية لإحدى مخلوقاته
أم أن هناك عوامل أخرى لعبت دورًا في امتلاك ألكساندرا هذه البشرة الرائقة.

إذا ما
استثينا مستحضرات الحفاظ على البشرة باهظة الثمن التي تستخدمها ألكساندرا
بِانتظام، أو جودة كاميرا التصوير، فإن هناك أسبابًا أخرى خلف الكواليس ساعدت
الممثلة الأمريكية على إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأيام
الفائتة.

ألكساندرا تعزف البيانو

View this post on Instagram


It’s Saturday

A post shared by

alexandra daddario

(@alexandradaddario) on


View this post on Instagram


?

A post shared by

alexandra daddario

(@alexandradaddario) on


يقول الدكتور حامد عبدالسلام زهران، في بحثه «العلاج بالموسيقى.. دراسة استطلاعية»، إن الموسيقى تؤثر في الحالة الجسمية، حيث ينتظم إيقاع الحركة داخل الجسم بواسطة موجات الموسيقى، وتُحدث استرخاءً ونسبة معينة من التوافق بين التنفس وسرعة النبض والحالة الانفعالية والنفسية.

ويؤكد أن الموسيقى يُمكنها أن تلعب دورًا كبيرًا في تنمية النواحي العقلية والقدرة على الملاحظة والقدرة على التنظيم المنطقي، كما أنها تزيد من الذاكرة وتُحسّن من إدراك المرء للزمان والمكان وتزيد من قُدرته على الابتكار وزيادة المعلومات.

لم يتوقف الأمر على هذا، وإنما

في هذه المقالة يعتبر طبيب التجميل الأمريكي جون لايك

أن الاستماع إلى الموسيقى يُحسِّن من المظهر الخارجي!

فهي تُخفف من التوتر الذي يُصيب أصحاب المشاكل الصحية المزمنة كالصداع والأرق والاكتئاب.

وعندما أجرى بعض الباحثين في مستشفى ماساتشوستس، وعزفوا إحدى مقطوعات موزارت على البيانو لبعض المرضى المصابين بحالات حرجة، لم ينخفض فقط توترهم وانما زادت قوة جهازهم المناعي كذلك، كما اكتشفت أبحاث أخرى أن زيادة الاستماع إلى الموسيقى يزيد من بعض أنواع الخلايا التي تهاجم البكتيريا وكافة الفيروسات وأيضًا الخلايا السرطانية.

كما

أكدت دراسة أجرتها مؤسسة هارفارد

، أن تعلم العزف على آلة موسيقية يُعزز من قُدرة الدماغ على إتقان المهارات اللغوية وزيادة قوة الذاكرة والانتباه.

وفي كتابه «العلاج النفسي بالموسيقى» يكشف عبد الفتاح نجله عن أنه يمكن الاستعانة بالموسيقى في تخفيف آلام الولادة وعلاج الزهايمر والوقاية منه.

وبخلاف ذلك فلقد أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن الموسيقى يُمكنها أن تقضي على الأرق وتمنحنا نومًا أكثر عُمقًا، بخلاف أنها تُساعد في تقليل نسبة الآلام التي نشعر بها، وبالتالي تزيد من قابلية الجسد للتحمّل.

كما أن الاستماع إليها خلال أداء التمارين الرياضية يزيد من الوقت الذي تقضيه في أداء التدريبات، وهو ما يقودنا مباشرةً إلى النقطة التالية.

ألكساندرا تلعب الرياضة

View this post on Instagram


If only it was this quick

A post shared by

alexandra daddario

(@alexandradaddario) on


في إحدى الدراسات العلمية التي أُجريت على
أشخاص تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، لكنهم يمارسون الرياضة بانتظام، أثبتت الفحوصات
أنهم تمتعوا بجلدٍ مرن يمتلكه الأشخاص في العشرينيات والثلاثينيات.

وكما يُمكن للتمارين الرياضية أن توفّر لياقة
بدنية كافية لعضلات جسدك، فإن بشرتك لن تكن بمعزل عن ذلك، وستبدو أكثر نضارة وأصغر
سنًّا كلما مارست الرياضة.


يقول طبيب الأمراض الجلدية «شيامالار جوناتيسان»

، إن عملية إطلاق العرق التي تُصاحب ممارسة الرياضة تُخلِّص الجسد من السموم وتجعله يبدو أصغر سنًا بفضل إثراء الدم بالأكسجين، فيتدفق على الجلد حاملاً معه الكثير من الخيرات.

وهو ما تؤكده المُدرِّبة جوسلين بتروني، التي تقول إن الرياضة تجعل الجلد «يضيء من الداخل»، وإن الرياضة تُكسب ممارسيها وجوهًا حمراء ولامعة بفضل الدم الغني بالأكسجين الذي تضخه التدرييبات في الأوعية الدموية للوجه وتجعله يبدو أكثر مرونة وتوهجًا.

كما أثبت العلماء في جامعة ماكماستر الكندية، أن الرياضة تُبطئ من شيخوخة الجلد، وأن كل أولئك الذين يُمارسون الرياضة بِانتظام يبدون أصغر من أقرانهم في ذات المرحلة العمرية.

ألكسندرا تلعب اليوجا الساخنة

View this post on Instagram


Finding some peace

A post shared by

alexandra daddario

(@alexandradaddario) on


تقول داداريو، إن اليوجا الساخنة هي الرياضة المفضلة
لديها، وتعتبر أنها تفيدها في تحسين جسدها وعقلها.

و

تعتبر

، أن الساعة التي تقضيها لممارسة هذه الرياضة فرصة ذهبية
لإراحة ذهنها عن مشاغل العالم الخارجية، والتركيز فقط فيما تفعله الآن.

يقول الكاتب ريتشارد هيتلمان في كتابه «اليوجا للرجال والنساء»، إن البالغين يستعيدون صفات كثيرة شبابية فور ممارستهم اليوجا، وذلك يرجع إلى أنها تعمل على تنشيط القوة الداخلية، ما يُتيح حتى لكبار السن فضيلة الاسترخاء التي تجعلهم يشعرون بأنهم أكثر شبابًا، ويُصبحون قادرين على الاستمتاع بحياتهم بدرجة كبيرة.

وأكدت دراسة أجرتها جامة كولورادو الأمريكية، أن اليوجا تُساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض السكر وضغط الدم وآلام الظهر والاكتئاب، كما أنها تُساعد على زيادة مناعة الجسم بنسبة 50%.

اليوجا الساخنة هي إحدى الأنواع العديدة التي تمتلكها اليوجا اليوم، وهذا النوع طوّره المُعلم الهندي بيكرام تشودري، لذا فإن بعض الأوراق العلمية تمنحها اسمه وتُطلق عليها اسم «يوجا بيكرام».


تشترط

اليوجا الساخنة ممارسة رياضة التأمل تحت درجات حرارة عالية تتراوح بين 95 و105 فهرنهايت لمدة 90 دقيقة تقريبًا، لا يسمح خلالها الممارس بالحديث مُطلقًا.

وتلعب هذه الرياضة دورًا أساسيًا في تنظيم
ضربات القلب وعلاج آلام المفاصل، وكذلك طرد السموم من الجسد، ما يزوّد الجلد بدورة
دموية أفضل كفاءة، وهو ما يؤدي إلى تنظيف البشرة وحمايتها من الالتهابات
والحساسية.

كما أنها تلعب دورًا في تقليل الضغوط التي
يتعرض لها الإنسان، وتُساهم في تنظيم مشاعره وتهدئتها.

وهو ما ينعكس على مظهر الأشخاص الذين يُمارسونها، فيبدون أصغر سنًّا من أقرانهم الذين لا يتّبعون هذه الرياضة، حتى أنها وُصفت بأنها «نشاط مضاد للشيوخية».

ووفقًا لدارسة أجراها باحثون في جامعة
كولورادو، فإن

معدل

حرق السعرات الحرارية خلال هذه الساعة قد يصل إلى 460
للرجال و330 للسيدات، ما يجعلها أكثر نجاعة من اليوجا العادية التي لا

تحرق

أكثر من 183 سعرة حرارية في الساعة.

ولا يتمتّع هذا النوع من اليوجا بشعبية كبيرة
في مصر، بل بالعكس

تبادلت

المواقع الإخبارية المحلية بعض التقارير خالية من
المصدر تُحذّر من اليوجا الساخنة!

ألكساندرا تعيش في لوس أنجلوس


توفر

هذه المدينة خيارًا مثاليًا للعاملين في صناعة الترفيه، فبجانب قُربها من إستوديوهات الصناعة تمتلك طقسًا مميزًا طوال العام، يمتاز بدفئه واعتداله خلال الفصول الأربعة، وتسطع بها الشمس حوالي 300 يوم طوال السنة، ما

يجعل

طقسها هو الأفضل في الولايات المتحدة.

ستوفر هذه الأيام، بلا شك، معينًا لا ينضب من فيتامين د، كلما تعرضت لها بشرة داداريو عندما تخرج للعمل أو التنزه، ما يُزيد من قوة عظامها ويمنحها قدرة أكبر على تجنب الاكتئاب والقلق، كما

أظهرت

الدراسات العلمية أن التعرض للشمس بِانتظام يُنتج مادة السيروتونين في الدماغ، والتي تعمل على رفع درجة السعادة التي نشعر بها.

بخلاف أن

التعرض

بشكلٍ متزن ومستمر للشمس يضمن حيوية الجلد والوقاية من
الإصابة بأنواعٍ عديدة من السرطانات.

هذا بخلاف أن المدينة بالأساس مبنية فوق تلال
كما أنها تمتلك أكثر من 30 ميلاً من الشواطئ، ما يمنح ساكنيها مساحة واسعة من
المناظر الطبيعية أينما توّجهوا برؤوسهم في أنحائها.

كما أنها

تمتلك

بنية تحتية ثقافية ضخمة يقوم عليها مئات المؤسسات التي
تقدم عروض الموسيقى والمسرحيات والأعمال الكوميدية كل يوم.


يعيش

فيها قرابة 4 ملايين فرد، وفقًا لإحصاء يوليو 2017م،
على مساحة تزيد عن 1300 كيلومتر قليلاً.

وإذا ما قُورنت بمدينة عربية كالعاصمية
المصرية القاهرة التي

يعيش

فيها أكثر من 9 ملايين فرد على مساحة تزيد عن 3 آلاف
كيلومتر، ما وضعها في الترتيب الـ17 للمُدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان حول العالم.

أيضًا

تُمثل

المدينة بوتقة لانصهار كافة شعوب العالم، فيعيش على
أرضها أكثر من 140 جنسية يتحدث أفرادها بـ100 لغة مختلفة، وأحيانًا.

في وقتٍ لم تستطع معه القاهرة حتى الآن أن
تستوعب جيرانها بشكلٍ لا يضمن عدم تعرضهم لعنصرية رافضة لألوانهم أو جنسياتهم، كما
أنبأتنا حادثة التنمر التي

تعرض

لها تلميذ سوداني على يد مراهقين مصريين العام الماضي، وبالرغم من
الانتقادات التي شابتها والتحرك الرسمي ضد بطل هذه الواقعة إلا أنها تكشف عن حالة
من اللَّفْظ تُعاني منها القاهرة تجاه الغرباء.


يبلغ

معدل تلوث الهواء في لوس أنجلوس 62.85 درجة وهو رقم ليس بالقليل، ولكن عند
مقارنته بمعدل تلوث هواء القاهرة والذي

يتجاوز

84 درجة يتضح الفارق شاسعًا بين المدينتين.

وبلا شك يلعب تلوث هواء أي مدينة دورًا كبيرًا في تحسين صحة مواطنيها وجمال مظهرهم الخارجي، بعدما ثبت أن تلوث الهواء يُشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الجلد، بعددما

أكدت

دراسة حديثة أن الذين يعيشون في مناطق شديدة التلوث تعاني بشرتهم بشدة مقارنةً بالأشخاص الذين يعيشون في ضواحٍ نظيفة.

كما

نشر

المعهد الأمريكي الوطني للصحة، في العام 2017م، دراسة أكدت أن تعرض الجلد
إلى ملوثات الجو بشكل مكثف يُزيد من شيخوخة الجلد.

ألكساندرا تتناول التوت البري

تقول داداريو، إنها تعتمد على الطعام الصحي
بشكلٍ أساسي طوال اليوم، بالإضافة إلى تناول عصر التوت الأزرق بِانتظام بصحبة عصير
آخر هو خليط من القرفة وزبدة اللوز وماء جوز الهند وزيت الكتان.

وتكشف عن أنها خلال انشغالها في تصوير
الأفلام تطلب من بعض المطاعم المتخصصة في إعداد هذه النوعية من الوجبات بإرسالها
إليها في موقع التصوير.

يوفّر التوت الأزرق مصدرًا هائلاً لفيتامين سي وكاف والمنجنيز.

وأظهرت الدراسات الحديثة أنه يُعزز القدرات العقلية
ويُحسّن من الذاكرة بشكلٍ كبير.

كما كشفت دراسة أجرتها جامعة إيس أنجليا البريطانية أن التوت الأزرق يُقلل من خطر التعرض لأمراض القلب، ويُحسّن من وظائف الأوعية الدموية، علاوة على أنه يُقوي المناعة ويُخفّض من نسبة الدهون المتواجدة في الطعام.

و

يلعب

التوت
دورًا كبيرًا في القضاء على ملامح التقدم في العُمر ويُحسّن من جودة الجلد، كما أنه
يُزيد من نسبة بروتين الكولاجين في الجسم، وهو المسؤول عن إضفاء النضارة على البشرة،
حتى أن بعض الشركات المُصنّعة لمستحضرات التجميل تدرس، حاليًا، تضمين التوت الأزرق
ضمن منتجاتها للعناية بالبشرة.

تتراوح أسعار عُلب التوت الأزرق في مصر ما بين الـ60 و337 جنيهًا
ما يجعله عبئًا على كل أفراد الطبقة تحت المتوسطة، وسلعة عصية المنال على كل فتيات
مصر الراغبات في بشرة مثالية اللائي لا يستطعن توفير سِعره.

وربما كان هذا هو سبب انخفاض مساحة زراعة التوت في مصر،
بالرغم من أنها واحدة من أفضل مكان في العالم لزراعة التوت، وفقًا ل

تعبير

نقيب الزراعيين
المصري سيد خليفة حتى أنه شجّع زراعته في المدارس، وهي مبادرة لو تم تعميمها
فستوفّر لفتيات مصر أولى وسائل الحصول على بشرة ألكساندرا.

وهكذا من واقع تدقيقنا في البحث عن أسرار جمال الممثلة الأمريكية التي خلبت ألباب الشباب العرب اكتشفنا أن معظم عوامل تمكُّنها من الحفاظ على جمالها لا تعتمد عليها وحدها، وإنما على «النظام الاجتماعي» المُحيط بها والذي يسمح لها بممارسة أنشطة ويُوفّر عوامل بيئية ساعدت ألكساندرا على الحفاظ على نقاء بشرتها على خلقها الأول.

ما يجعل طموحنا لأن نصل جميعنا لمستوى بشرة
الممثلة الأمريكية يتطلب تطوير المجتمع بأسره وتخلصه من العديد من مشاكله الصحية
والاجتماعية وهي الغاية التي يُمكننا اعتبارها مشروعًا قوميًا نتمنّى خلاله أن يتطوّر
وطننا بأكمله إلى الأمام حتى نتطوّر معه أيضًا، وبصحبتنا بشرتنا وصحة أجسادنا.

وأي أحدٍ استطاع تحدّي «عيوب النظام» حوله واقترب بمظهره وصحته إلى هؤلاء القاطنين في الخارج، الذين يستطيعون لعب الرياضة بِانتظام ويشمّون هواءً نظيفًا ويستمتعون بشمسٍ لا عوادم فيها، فهو «بطل قومي» يستحق الاحتفاء على منشورات الفيسبوك مثل ألكساندرا وربما أكثر.