شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 63 المرشد : تبدين مختلفة اليوم.. عبير : فانتازيا تبدو مختلفة أيضًا.. المرشد : الاختلاف في فانتازيا هو القاعدة، إنها كالنهر الجاري لا يمكنك أن تغمس قدمك في نفس المياه مرتين، إنها تتغير بتغير أفكارك وقراءاتك وتقلب أحوالك. عبير : إذًا تظن أن فانتازيا تتغير باستمرار، ولكنني لست كذلك؟ هذا لا يبدو منطقيا! المرشد : ليس هذا هو المقصود، لكنكما لا تتغيران بنفس المعدل، قد تتأثر أحلامك كثيرًا بوجبة عشاء ثقيلة ولكن شخصيتك لن تتغير بنفس القدر. عبير : وجبة عشاء ثقيلة قد تغيّر شخصيتي بأكثر مما تتصور؛ صدقني.. خاصة إن كانت لذيذة… فانتازيا تبدو مختلفة لأنها وكأنها لا تتغير.. المرشد : لا أفهم؟ تبدو مألوفة أكثر من المعتاد؟ ربما لم تقرأي جديدًا، وربما عدتي أسرع من اللازم إلى هنا من حياتك الرتيبة، أو ربما.. عبير : توقف! ما أقصده هو أن… حسنا، عذرا.. أكمل تفسيراتك.. المرشد : «حسنا، عذرا»؟ امممم.. صدقيني تغيرك اليوم أغرب من تغير فانتازيا.. عبير : أنظر هناك.. ديناصورات المنصوروسوراس تكاد تكون بلا حراك كأنها نماذج في متحف، لا أسمع صيحة طرازان ولا أراه يتأرجح في الأنحاء، باتمان يقف هناك ولا يذهب في اتجاه الشارة التي تستدعيه، الجالسون في مقهى زقاق المدق صامتون بلا حراك كمجلس عزاء بلا مقرئ. ا لمرشد : ربما هذه هي مغامرة اليوم، عطب في فانتازيا! عبير : أتمنى.. المرشد : حماس غير معتاد وغير مستحب لمثل هذه الكوارث، احذري مما تتمنيه.. عبير : لن يمنع حذر من قدر… سأتحمس اليوم لأي مغامرة أيًا كانت.. أتمنى فقط أن تكون هناك واحدة.. المرشد : بالطبع هناك مغامرة، فحتى إن كان كل شيء ثابت فالقطار مازال يتحرك. عبير : نعم.. ربما تكون على حق.. المرشد : ربما المغامرة تدور في القطار ذاته أو تبدأ في القطار أو هي عن القطارات عامة كما فعلت مع غرق الأساطيل. عبير : لا يذكرني هذا القطار بأي قطار خيالي آخر أعرفه.. المرشد : ربما ليس خياليا تماما، ربما هو قطار الشرق السريع وهركيول براو أو جيمس بوند سيدخل أحدهما هنا الآن.. عبير : أو كلاهما.. ا لمرشد : أو تبدأين الرحلة كهرميوني جرينجر في قطار هوجورتس وتنهيها بالنزول في المحطة كآنا كارنينا حيث ينتظرك قناوي وهنومة عبير : يع! مزيج يصعب تصوره في سياق واحد، بقي أن يتعرض القطار لسرقة من سرقات الغرب الأمريكي المرشد : لن يعدم خيالك حيلة يا عزيزتي أليس.. عبير : سنرى.. المرشد : هكذا فقط؟ عبير : هكذا ماذا؟ المرشد : لا غضب من «أليس»، لا ركلة في قصبة الرجل؟ عبير : فلأكُن «أليس» اليوم، المهم أن يكون هناك مغامرة المرشد : عزيزتي أنت لا تأتين هنا للحديث معي بالتأكيد، أنت لا تأتين إلا لأن هناك مغامرة.. فقط اختاري وأشيري وسأوقف القطار. عبير : أنا خائفة.. المرشد : من الاختيار؟! عبير : من أن أوقف القطار.. المرشد : لا بأس.. هناك قصص لا يتوقف فيها القطار، كفيلم ورواية «محطم الثلوج». عبير : لا أعرفها.. المرشد : بالطبع تعرفينها، أنت فقط لا تذكرينها، الرواية الفرنسية المصورة لم تترجم للعربية في الأغلب أنت شاهدتي الفيلم الذي أخرجه.. عبير : مرشد! المرشد : ماذا؟! عبير : لقد توقف القطار! المرشد : ولكنني لم أوقفه! عبير : أين نحن؟ المرشد : لا أعلم! عبير : من هذا إذن؟ المرشد : أين؟ عبير : هناك.. الرجل ذو العوينات الذي يجلس علي كرسي القش الأصفر العتيق في ظل شجرة التمر حنة المرشد : لا أعرفه! ربما هو.. عبير : هل أذهب إليه؟ المرشد : إن كنت ترغبين في هذا.. عبير : هل ستأتي معي؟ المرشد : إن كنت ترغبين في هذا.. عبير : هل هذا ممكن؟ المرشد : لا أرى ما يمنع؟ عبير :… المرشد :…. عبير : لا.. لا أظن أن هذا سيفلح.. لا أظنه ممكن.. أظن أن هذه هي.. هنا والآن.. ربما من الأفضل أن استغل المتاح وأن أودعك.. المرشد : هذا مربك.. أنا لا أفهم.. عبير : ستفهم الآن.. أنت جزء مني.. أنا توقفت عن الإنكار فكذلك أنت.. المرشد :… عبير :… المرشد : إذن فقد… ؟ عبير : نعم.. المرشد : فعلا؟ عبير :…. المرشد : ليست إشاعة أو أكذوبة صحفية؟ عبير : لا المرشد :… عبير :… المرشد : أين نحن إذن؟ عبير : لا أدري، ربما في خيال قاريء مغرم.. المرشد : هذا يفسر الكثير.. غرابة طباعك والأخطاء اللغوية.. عبير : وضعف الخيال.. المرشد : هذه هي نهاية فانتازيا إذن؟ عبير : لا أدري، هذا رهن القاريء.. المرشد : قاريء فانتازيا أم قاريء هذا الكلام أم القاريء الذي كتبه؟ عبير : جميعهم ربما.. المرشد : نعم.. ربما…. لقد كان من دواعي سروري أن تكون أحلامك أوامر لي يا صغيرتي .. عبير : لقد كانت فرصة سعيدة يا مرشد.. بل «فرصًا» سعيدة .. للغاية! مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً آخر خيوط شمس النيوليبرالية: حقبة اللا-ليبرالية الجديدة ارتجال «بيتهوفن» وتنويعاته: كيف نُنصت إلى الموسيقى؟ الاتفاق النووي: كيف ستتعامل واشنطن مع سيناريو فشل الإحياء؟ شارع «المعز»: هنا فن العمارة الإسلامية على مر العصور شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram عبد اللطيف الطحان Follow Author المقالة السابقة رواية «لوليتا»: فراشة «نابوكوف» المفقودة المقالة التالية الجغرافيا المتخيلة في السرد الفلسفي عند «ابن سينا» قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك وقار الحزن: كيف يعطينا فنونًا جميلة تستعصي على السعادة؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رواية «نساء وارسو»: اغتيال كاتب لأنه رأى الفيل 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تمنح طفلك مبادئ التفكير الناقد؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيكولوجية الطغاة: هكذا يسيطرون على شعوبهم 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مأزق الحضارات: من الصراع إلى الغرق 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تورط الطبيب والمريض في معركة «لن ينجو أحد»؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مفهوم الحاكمية: بين الدين والسياسة والعنف 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المطرب والسياسي واللاعب.. وچينات المعارضة النظيفة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف عاش الأطفال والأمهات في مصر القديمة؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إدراك – قصة قصيرة 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.