شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 60 قبل مائة عام من الآن قرر الكاتب النمساوي «روبيرت موزيل» أن يكتب رواية بعنوان «رجل بلا صفات». كما يتضح من عنوان الرواية، بطل القصة لم يكن يملك صفات محددة خاصة به، سواء كانت موروثة أم مكتسبة. بل كان عليه أن يشكل الصفة التي يرغب فيها بجهده ومهارته دون أن يضمن دوام تلك الصفات للأبد.لكن البطل في قصتنا هنا يدعى «فرانك لامبارد»، وهو على خلاف بطل رواية موزيل، يملك من الصفات ما يستحيل أن تقدم إحداها على الأخرى، وربما مزج تلك الصفات الموروث منها والمكتسب هو ما أنتج لنا هذا الرجل المختلف. من المؤكد أن ذلك المزيج من الصفات أنتج لنا لاعب كرة قدم مختلفًا أيضًا، لاعب كرة قدم عصريًّا للغاية.تخيل معي أن أينشتاين على سبيل المثال قرر ممارسة كرة القدم، هل تتخيله لاعبًا مهاريًّا يراوغ من يقف أمامه. لا أعتقد ذلك، بل إنه سيكون على الأرجح لاعبًا واقعيًّا يتميز بالدقة ومعرفة كيف يحرز هدفًا من تسديدة بعد حساب مدى تأثير الرياح في اتجاه الكرة بعد ركلها مع الأخذ في الاعتبار بالطبع مقدار المسافة المسدد منها الكرة.لامبارد كان يشبه أينشتاين في ملاعب كرة القدم. دعنا نتعرف على جوانب شخصية لامبارد المختلفة لنكتشف سويًّا بعض الأمور. لاعب كرة قدم عصري للغاية في طفولتي، أحببت الذهاب لزيارة العم هاري لأنه كان المزيج المثالي من الأشياء التي كانت الأكثر أهمية بالنسبة لي؛العائلة وكرة القدم. ولد فرانك لامبارد لعائلة تتنفس كرة القدم، بل عائلتين بشكل أدق. عائلة لامبارد وعائلة ريدناب. والده هو فرانك لامبارد الأب لاعب ويستهام والذي استمر في صفوف الفريق لما يقرب الـ 20 عامًا. أما عائلة ريدناب فيربطه بها صلة نسب، فالمدرب التاريخي في البريمييرليج هاري ريدناب هو زوج السيدة ساندرا شقيقة والدة فرانك لامبارد الابن. أما جيمي ريدناب، الابن الأكبر لهاري ريدناب ولاعب كرة سابق لفريق ليفربول، هو الذي أثر بشكل كبير في تعلق فرانكي بكرة القدم.يتحدث لامبارد في كتابه الذي يتناول سيرته الشخصية عن علاقته بجيمي، والذي يكبره بخمس سنوات، موضحًا أنه كان يبحث بشكل دائم عن جيمي أثناء طفولته. حيث كانا يلعبان سويًّا كرة القدم لساعات دون انقطاع. كان جيمي متميزًا في السيطرة على الكرة، حيث كان يراوغ لامبارد ويحرمه من الكرة مستغلًا أنه الأكبر، لكن لامبارد لم يمل من اللعب أبدًا. وهنا تحديدًا تكونت شخصية لامبارد مبكرًا.لم يهتم لامبارد أبدًا بفكرة المراوغة والسيطرة على الكرة، بل كان يركز كل اهتمامه على التصويب ليصيب هدفًا ما قد رسمه على الحائط.يتحدث لامبارد عن هذا الأمر، حيث تم دعوته لتصوير إعلان تلفزيوني لصالح شركة Pepsi في برشلونة. كان مخرج الإعلان أمريكي الجنسية ولا يهتم كثيرًا بكرة القدم، لكنه وجد نفسه رفقة أفضل اللاعبين في العالم. وبينما ينتظر لامبارد تعليمات المخرج باغته الأخير: حسناً فرانك. افعل ما تفعله. نظر لامبارد مباشرة في وجهه ورد: أفعل ماذا؟ فكان الرد: أنت تعلم. افعل ما تُشْتَهر به. فكر لامبارد ووجد أنه ببساطة يتميز بالتسجيل من مناطق الوسط. لم يكن ذلك الجواب الذي يبحث عنه المخرج بالطبع. لكن تلك هي الفكرة. كرة القدم كانت تتطور بشكل كبير للغاية هذه الأثناء. فعلى سبيل المثال كان رونالدينهو موجودًا في ذلك الإعلان، وهو ما كان يكفي لعمل إعلان مبهر بالطبع، لكن على أرض الملعب كانت قيمة لامبارد تتزايد مع الوقت في مواجهة قيمة رونالدينهو. تصر أمي على أنني كنت أمسك الكرة وأركلها بمجرد أن أتمكن من ذلك، لكن أبي كان مشغولًا في التأكد من أنني كنت أسير في الاتجاه الصحيح. علمني كيفية الركل بشكل صحيح. شجعني على أن أكون أكثر ثقة. فرانك السمين افتقار لامبارد لتلك المهارات المحببة للجماهير وكونه ينتمي لعائلة كروية جعله يعاني في البدايات.بدأ لامبارد اللعب في صفوف ويستهام، حيث كان والده يشغل منصب المدرب المساعد للفريق. وبعد ظهوره لأول مرة بقميص الفريق عام 1996 تعرض لانتقادات شديدة. تحدث الجميع عن كونه وصل إلى الفريق الأول بفضل تأثير والده، وليس بسبب موهبته. هذا جعل كل قرار خطأ يرتكبه اللاعب الشاب تكون نتيجته التشكيك في كونه يصلح للعب كرة القدم من الأساس.كان لامبارد يُعرف بين صفوف جماهير ويستهام باسم فرانك السمين! بينما كان يدافع هاري ريدناب مدرب الفريق عن لامبارد بشكل دائم، ويستبعد أن يكون سبب وجوده بالفريق هو العلاقة الأسرية التي تجمعهما. حتى عندما تعرض لكسر في القدم بألوان الفريق لم يجد التعاطف معه، بل تم إطلاق النكات على اللاعب الضعيف الذي تمت إصابته. لامبارد يتحدث عن فترته كلاعب في صفوف ويستهام العبقري الذي نضج في تشيلسي انتقل لامبارد لصفوف نادي تشيلسي وهو ما تزامن مع ثورة إبراموفيتش في صفوف النادي اللندني. أصبح فرانك ركيزة أساسية للفريق الذي انتدب نجوم العالم من كل حدب وصوب آنذاك. تطور أداء لامبارد كثيرًا. وكلل ذلك بكونه أصبح الهداف التاريخي للنادي كما دخل موسوعة جينيس ، حيث استطاع أن يسجل في 39 فريقًا مختلفًا في الدوري الإنجليزي، كل ذلك فعله لامبارد وهو لاعب خط الوسط الذي يقوم بمهام مركزه الأساسية بشكل مثالي أيضًا. عرف العالم حينئذ قيمة لامبارد وعرف عنه عبقريته أيضًا. قامت إدارة نادي تشيلسي عام 2008 باختبار ذكاء لاعبي الفريق بالكامل، كان ذلك ضمن بحث عن كيفية تأثير إصابات الرأس على التطور العصبي للاعبي كرة القدم.أجريت الاختبارات من قبل الطبيب بريان إنجلش طبيب نادي تشيلسي حينئذ، والذي صرح بأن جون تيري كان ضمن المراكز الثلاث الأولى بين اللاعبين فيما يخص العلامة المسجلة كنتيجة لاختبار الذكاء. إلا أن هناك لاعبًا سجل أحد أعلى العلامات التي سجلتها الشركة في الاختبارات، وهو أعلى من الطبيب إنجلش شخصيًّا، هذا اللاعب هو العبقري فرانك لامبارد.رفض الطبيب الإفصاح عن نتيجة لاعب خط الوسط الإنجليزي، لكن صحيفة دايلي ستار نقلت عن مصادر داخل النادي أن لامبارد سجل درجة ذكاء تفوق الـ 150 في الاختبار، 0.1% فقط من سكان العالم يملكون معدل ذكاء مثل ذلك، مما يجعله ببساطة من بين الأكثر ذكاءً من سكان العالم. مدرب قادم بقوة وأديب أطفال برصيد 10 كتب كان يقول أحدهم إنني كنت في الفريق لأسباب عائلية. كنت طفلًا خجولًا ، وكان الأمر فظيعًا للغاية. كنت متوترًا، وجلست هناك محرجًا للغاية. فرانك لامبارد هو المدرب الحالي لفريق ديربي كاونتي، والذي ينافس بشكل كبير على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. ويبدو أنه سيلمع قريبًا في مجال التدريب. استطاع لامبارد من خلال بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أن يطيح بمانشستر يونايتد من قلب الأولد ترافورد وبإدارة فنية للمخضرم مورينهو. كما كان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بفريقه الأثير تشيلسي من البطولة نفسها.لم ينتهِ الحديث عن لامبارد هنا، فهناك جوانب متعددة لذلك الرجل، في عام 2013 قرر لامبارد أن يكتب كتابًا للأطفال، وأصدر كتاب «Frankie Magic Football»، وهو موجه بشكل أساسي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات. يحتوي هذا الكتاب على بعض المغامرات التي خاضها لامبارد مع أصدقائه وزملائه في كرة القدم. أصدر فرانك منذ ذلك الحين 10 كتب أخرى للأطفال. قد يعجبك أيضاً 7 قصص غريبة من غرف خلع ملابس كرة القدم كيليان مبابي: دليلك لإعادة تعريف «الظاهرة» احتكار الصين: لذلك علينا القلق على كرة القدم بعد 30 عامًا كيف سمع البريطانيون كلمة «جووول» للمرة الأولى شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمود عصام Follow Author المقالة السابقة التدخين وكرة القدم: أشعل سيجارة لتفوز بالمونديال المقالة التالية هل سمعت قبل ذلك عن «متلازمة شوبير»؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك التسديد من بعيد: هل انقرض ما لم يكن موجودًا بالأساس؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لعبة الاقتصاد: أشياء تتحكم في كرة القدم ولا يعرفها الجمهور 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جيلبرتو سيلفا: لأن طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا لا يتعاقد ريال مدريد وليفربول مع «محمود تريزيجيه»؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا تم استبعاد تقنية الفيديو من الملاعب المصرية؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عندما خسر ليستر سيتي الدوري بفارق نقطة وحيدة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك متى بدأ الربط بين «جوارديولا» والـ«Overthinking»؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يورو 2016: لماذا نحب أن تتأهل ألبانيا إلى دور الـ... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك صنع 13 هدفًا بموسم واحد: مدرب رميات التماس الذي أبهر... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الوجه القبيح لكرة القدم: أن تتناسى مبادئك بحجة الانتماء 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.