محتوى مترجم
المصدر

Foreign Affairs
التاريخ
2017/01/31
الكاتب
تشارلي وينتر – كولين كلارك

يبرز التقرير التالي تفكك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومظاهره وتأثيره وتداعياته والاستراتيجيات التي سيلجأ إليها التنظيم لتعويض ذلك التفكك.

وينوه التقرير الذي نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، أن الانتكاسات الأخيرة لداعش في العراق سوريا، دفعت مراقبين للقول، إن التنظيم ينهار لاسيما مع سقوط قادته البارزين بين قتيل وأسير، وانهيار مصادر تمويله وخسارته مزيدًا من الأراضي.

ويرجح التقرير، أن يشهد التنظيم مزيدًا من التفكك على مدار الأعوام القليلة المقبلة.. مشيرًا إلى أن التنظيم سيسير في أحد مسارين أولهما، هو أن يمنحه ذلك التفكك مزيدًا من الثقل.

أو أن يحذو داعش حذو القاعدة ويقلل من نفوذه الرئيسي في العراق وسوريا، بينما يوفر زخمًا لعملياته الإقليمية في أفغانستان وليبيا وشبه جزيرة سيناء واليمن.

وينقل التقرير عن المحلل كلينت واتس قوله: «إن انشقاق التنظيم قد يكون انتصارًا محتملاً لمكافحة الإرهاب، إذا نتج عنه ما يُعرف بـ(التنافس الإرهابي المدمر) عن طريق دفع تنظيمات تابعة له للإقليمية (إحدى صور التمييز والعنصرية) وتحلل نواته المركزية».

لكن محللين آخرين ككولين كلارك وتشاد سيرينا يريان أن تفكك التنظيم، يمثل إشكالية أكبر، حيث سيؤدي لظهور جماعات أصغر، وأكثر تشددا في شتى أنحاء العالم، كما فعلت القاعدة، مما يطيل أمد الحرب الطويلة فعليًا.

ويوضح التقرير، أن القاعدة كانت قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كيانًا إرهابيًا متماسكًا لكن بعد 5 سنوات من تعهد الولايات المتحدة بتدمير التنظيم، تفرق مقاتلوه في شتى أنحاء العالم من شمال إفريقيا إلى جنوب شرقي آسيا.

على الرغم مما سبق، فالتقرير يؤكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت؛ لاستيضاح المسار الذي سيتخذه داعش، وهو الأمر الذي لن يفصح عنه التنظيم في وسائل إعلامه.

وينتقل التقرير للحديث عن تأثير الانشقاق على داعش، حيث يشير إلى انحسار الإنتاج الإعلامي للتنظيم، مقارنة بما كان عليه منذ إعلانه الخلافة في عام 2014.

ويشير التقرير في ذلك الصدد إلى انخفاض المكاتب الإعلامية الفردية التي كانت تنتج المواد الدعائية لداعش من أكثر من 40 مكتبًا في عام 2015 إلى 19 بحلول العام الجاري.

ويوضح أن التنظيم صار يركز في دعايته على مناطقه الرئيسية بسوريا والعراق، بينما صارت أفرعه الأخرى بليبيا واليمن على سبيل المثال أكثر بعدًا عن المركز.

ويلفت التقرير أيضًا إلى أن انخفاض الإنتاج الدعائي للتنظيم لأفرعه في الخارج قد استتبعه انخفاض في معدل تجنيد واستقطاب المقاتلين الجدد، بعد أن وصل إلى أوجه منذ إعلان التنظيم الخلافة في عام 2014.

ويؤكد التقرير أيضًا على الاستغلال الأمثل للتنظيم لوسائله الدعائية، لفرض سيطرته على السكان المحليين بالمناطق الخاضعة لسيطرته، ليقدم خلالها نفسه على أنه منظمة أكثر نجاحًا ومرونة.

لكن التقرير يعود للتأكيد على أن انحسار الدعاية الإعلامية للتنظيم لا تعني أنه يتبخر، لكن طبيعة التهديد الذي يشكله هو الذي يتغير. ويفسر في ذلك الصدد أن مؤيديه بالخارج لا يزالون ولم يتخلوا عن السلفية الجهادية، إلا أن داعش بات يركز بشكل أكبر على النجاة أكثر من التوسع.

ويرى أن داعش التزم بنموذج مختلف عن القاعدة من شأنه أن يسمح للتنظيم بالبقاء حتى مع حدوث انشقاقات بصفوفه، حيث سيعيد إرسال المتشددين لبلدانهم الأصلية لتنفيذ هجمات؛ مما سيرفع من معنوياته ويزيد من قوته الواهنة.

ويستطرد، أنه في حال قرر أتباع داعش في الخارج التنافس على النفوذ الأيديولوجي، فإن المخططين الافتراضيين، الذين يعتقد أنهم يقومون بتنسيق الهجمات على الإنترنت مع الأنصار عبر أنحاء العالم، سيبدؤون في العمل من خارج المناطق الرئيسية للتنظيم في سوريا والعراق.

ويرى التقرير أن نشر المزيد من المخططين الافتراضيين سيساعد فعليًا على تخفيف التدهور فيما يتعلق بالقيادة والسيطرة، والذي سينجم عن الانهيار الإقليمي بالعراق وسوريا.

ويشير التقرير إلى أن الجماعات المنشقة عن داعش قد تكون لها أهداف وإجراءات مختلفة عن المنظمة الأم، مما يحتم على العالم تعديل استراتيجياته لمعالجة تلك الاختلافات.

ويتضمن ذلك استهداف الخلايا المنشقة عن داعش من خلال عمليات الأسر والقتل فضلاً عن بذل الجهود لتعزيز الحكم الرشيد والحد من الفساد في الدول الهشة وبناء القدرات الأمنية للدول الأكثر تأثرًا.