مع

الاكتئاب

عادةً ما يأتي عدم الرضا عن مظهر المرء. يبدأ الأمر عادةً

بثقةٍ

متدنية موجودة بالفعل في

الطفولة

وعادةً مع افتقاد الدعم من

الأهل

، أو حتى

الإذلال

وإساءة المعاملة من قِبل هؤلاء الذين من المفترض أن يحمونا ويرعونا. تعدّ تلك من بين العوامل التي يمكن أن تقود إلى علاقةٍ سلبية تجاه جسد المرء ونفسه. في الحالات الوخيمة، يمكن أن يسفر الأمر عن كره النفس وميولٍ

انتحارية

.



عادةً ما يتم تشخيص أنواعٍ متعددة من الاكتئاب مع اضطراباتٍ نفسية مرتبطة بالتغذية مثل فقدان الشهية أو النهام العصبي، كتشخيصٍ مصاحب

يلعب الطعام، الوقود الذي يسيّر أجسادنا، دورًا رئيسيًا في تلك العلاقة بين العقل والجسد. نظامنا الغذائي هو شيء يمكننا تغييره بسهولةٍ نسبية، على عكس التصور عن النفس الذي يسببه، على سبيل المثال، أنفٌ معقوف، آذانٌ كبيرة، أو طولٌ غير معتاد.عادةً ما يتم تشخيص أنواعٍ متعددة من الاكتئاب مع اضطراباتٍ نفسية مرتبطة

بالتغذية

مثل

فقدان الشهية

أو النهام العصبي، كتشخيصٍ مصاحب. يطور بعض مرضى الاكتئاب

اضطرابات أكل

، والعكس بالعكس. رغم أن مراقبة علامات الاكتئاب هي جزءٌ أساسي من علاج مرضى فقدان الشهية و

النهام العصبي

، إلا أن الانتباه للعادات الغذائية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لا يعد ممارسةً شائعة – رغم أنه يمكن لأنماط الطعام أن تلعب دورًا في جميع مراحل الاكتئاب وأن تؤثر على مسار المرض.لنلقِ نظرة على كيفية تأثير عاداتنا الغذائية على الاكتئاب، وبالعكس، كيف يمكن للاكتئاب التسبب في مشكلاتٍ مرتبطة بالتغذية؟


1. الافتقار إلى الطاقة

قد لا يشعر الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بأن لديهم طاقة كافية للذهاب إلى التسوق والطبخ بأنفسهم. يمثل التواصل مع الآخرين أيضًا مشكلة، تعقد بشدة تناول الطعام بالخارج. إذا كانوا يعيشون وحدهم أو في علاقةٍ غير مرضية، فإن لا أحد يحثهم على تناول الطعام أو يهتم بمتى وماذا يأكلون.علاوةً على ذلك، قد يتسبب المرض أو

علاجه

باستخدام العقاقير في فقدان الشعور بالجوع أو تقليل

الشهية

. يصبح الطعام حينذاك التزامًا أو انصياعًا للضغط الاجتماعي.إذا كان شخصٌ ما يعاني من تلك المشكلة لا يستخدم على الأقل إحدى خدمات توصيل الطعام بانتظام، فهناك خطرٌ متزايد أن تزداد المشكلة سوءًا. يقود نقص التغذية على المدى الطويل إلى المزيد من التدهور في حالة المرء النفسية وينشط دائرة استرجاعية مغلقة يزداد الهروب منها صعوبةً أكثر فأكثر.


2. إنني لا أستحق الطعام

إذا كانت حالة الاكتئاب تنبع من الإذلال أو إساءة المعاملة، فإنها عادة ما تترافق مع شعورٍ قوي بالدونية وانعدام القيمة والفائدة.إذا كان المرء يسمع من أقرب الأشخاص إليه باستمرار أن الطعام الجيد أو أي طعام هو باهظ التكلفة للغاية بالنسبة إليه، أنه لا يستحقه أو يأخذه من آخرين أكثر احتياجًا له، فإنه قد يمتص تلك الأفكار داخليًا ويتبناها.مثل ذلك الرفض للطعام وضروريات ومتع الحياة الأخرى قد يظل مختفيًا خلف مشكلاتٍ

صحية

وتشخيصاتٍ أخرى لأعوامٍ طويلة.


3. الطعام كبديل



إذا كان المرء يمر بحالةٍ نفسية سيئة، وغير قادر على ممارسة ما يحب، يمكن أن يكون الطعام أحيانًا هو المصدر الوحيد للسعادة في بحرٍ من الكآبة

على العكس، يمكن أن يكون الطعام أحيانًا هو المصدر الوحيد للسعادة في بحرٍ من الكآبة. إذا كان المرء يمر بحالةٍ نفسية سيئة حتى أنه غير قادر على ممارسة

الرياضة

أو الذهاب إلى السينما أو لتناول مشروبٍ مع الأصدقاء، فليس هناك الكثير من الوسائل المتبقية للشعور ببعض المتعة.لكن هذا قد يقود إلى شراهة الأكل، والتي ترتبط – ليس فقط لدى الذين يعانون من اضطرابات الأكل – بمشاعر الفشل وفقدان السيطرة على النفس. كما يمكن أيضًا أن تنشط مشاعر أن لا شيء يهم في النهاية، إذا لم نكن قادرين على السيطرة على أنفسنا على أي حال. إذا استسلمنا إلى تلك الفكرة، فإنها تزيد

الخوف

من الخروج والتحدث إلى الآخرين، بحيث نعود إلى مشكلات الأكل والاكتئاب من جديد: تفاقم مشاكل الأكل الاكتئاب، والاكتئاب يصعب فرصة وجود نظامٍ غذائي وعاداتٍ غذائية صحية.تخطي الوجبات، رفض تناول أي شيء عدا الأطعمة الأساسية والرخيصة، فقدان الشهية والرغبة التي لا تقاوم في الأطعمة الحلوة يمكن أن تكون علامات على أن شيئًا ما خاطئ، وينبغي علينا أن نصبح حساسين تجاه تلك العلامات كي نكون قادرين على مساعدة من حولنا، لقد أصبحنا معتادين على وفرة الطعام وقلة خطر الجوع. لا يخطر ببالنا عادةً أن أشخاصًا بالجوار قد يكونوا جائعين، على الرغم من أنهم لا يفتقدون الوسائل والفرص لتناول ما يكفيهم. فد تكون الأسباب كامنة في حالتهم النفسية، ومهما كان يبدو لنا أنه من الصعب فهمهم، فإنه يجب علينا عدم تجاهلهم.