شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 278 أحد أشهر الأفلام الكوميدية والذي يستخدم المصريون إفيهاته منذ عشرين عامًا وإلى الآن.. فيلم «الناظر» الذي يعتبر ظاهرة حقيقية في عالم الكوميديا لا يستطيع أحد إنكار تأثيره على ذائقة الإفيهات المصرية. تحتفل بعض المواقع المهتمة بالأفلام ومحتوى التسلية الخفيفة كل عام تقريبًا بموعد صدوره فيما يمكن أن نسميه «العيد القومي للإفيهات طويلة العمر». إحدى أهم شخصيات فيلم «الناظر» التي ما زالت حية إلى الآن هي شخصية الأم «جواهر»، وهي شخصية من ثلاث شخصيات رئيسية قام الراحل علاء ولي الدين بأدائها ضمن أحداث الفيلم. جواهر: الزوجة المثالية سيدة متقدمة في العمر، ثقيلة الوزن، طويلة اللسان، مشاكسة لزوجها، متحكمة في ابنها، ترتدي ملابس تقليدية جداً، وتحمل هم الأسرة على كتفيها بمحاذاة زوجها المتسلط البخيل. زوجة مصرية تقليدية تصلح للوضع في القاموس، تحمل كل صفات الزوجة المصرية، والأهم أنها تحمل صفات الزوجة المثالية، حتى إن لم يبدُ عليها ذلك، فهي في الحقيقة ككل الزوجات المكافحات، لا يحملن فتنة من نوع خاص، ولكنهن يحملن لواء المثالية في تفانٍ يثير الإعجاب. جواهر تشاكس زوجها المريض وهو على فراش المستشفى: «مش هياخدني.. موت بغيظك.. أنا حلوة وطعمة وبيضا وقشطة»، في حين أنها تلمع صورته في عزائه وتظل تبكي وتتذكر محاسنه ومآثره الكاذبة في الغالب، وتحكي للمعزّيات بتأثر: مكانش حارمني من حاجة.. عايزة فلوس يا عاشور، خدي.. عايزة دهب يا عاشور، خدي.. لحد ما ربنا خده لدرجة أن يتطور الأمر لعراك بالأيدي عندما تتدخل إحدى المعزيات وتعترض على ما تقوله جواهر وتخبر الجميع أنه كان بخيلاً مقتراً، فتنفعل عليها جواهر: «والنبي لاضربها على بوقها الولية دي»، ليس لأن المعزية مخطئة، ولكن لأن جواهر زوجة مخلصة لا تنشر مساوئ زوجها للعلن حتى بعد وفاته، وحتى إن عذبها في حياته. يتجلّى وفاء جواهر وتقديرها لزوجها الراحل في المشهد الذي تعتذر فيه من صورته لأنها مضطرة أن تجاري الأستاذ سيد لتضع خطة محكمة لإنقاذ ابنها. فرغم أن زوجها لم يكن محبوبًا بين الناس ولم يكن زوجًا مثالياً، إلا أنها زوجة مثالية تعتذر حتى من صورته بعد رحيله لاضطرارها أن تخوض علاقة مع رجل آخر، حتى لو كانت علاقة صورية غير حقيقية وسوف تنتهي سريعًا ما أن تنقضي المصلحة منها. جواهر: الأم المثالية قبل ازدياد الوعي بطرق التربية الحديثة وكيف يجب للأم أن تعامل أطفالها، كان تسلُّط الأمهات اعتيادياً، وإلى الآن ما زال هذا النموذج موجوداً بكثرة وغير مذموم، الأم المحبة المهتمة الحازمة، المتسلّطة التي تستخدم التوبيخ دائماً أبداً في تربية أطفالها، ولكن من منطلق خوفها الشديد عليهم وحرصاً على مصالحهم. توبخ جواهر ابنها دوماً وتلومه على فشله، وتحمل أباه مسئولية هذا الفشل، ولكنها تحب ابنها وتخاف عليه. بعد وفاة أبيه تخبره بحنو بالغ ورغبة في أن يتغير ابنها: «اخرج شوف الدنيا.. اللي كان حابسك خلاص مات.. اخرج وادردح إعرفلك صاحب ولا صاحبة»، وكانت تحارب في أثناء حياة زوجها من أجل مصلحة ابنها فتعترض دوماً على أنه يزوّر نتائج الولد بما يجعل الولد يهمل دروسه ولا يشعر بقيمة مجهوده، فهي أم محبة جداً تريد لابنها الأصلح دوماً حتى إن اضطرت أن تقسو عليه. تحارب جواهر من أجل ابنها صلاح فتختطف الأستاذ سيد الذي كان ينوي تدمير مستقبل فلذة كبدها، وعندما يتوسل لها أن تتركه تهتف ضاحكة: «أرحمك؟ وانت مارحمتش ابني ليه.. نسواني هجوووووم». عندما تستقر أمور صلاح وينجب، تكف عن السخرية والتأنيب وتفتخر بابنها وذريته، فتخبر صديقه الفاسد الذي يدعو صلاح لأن يجعل ابنه سفاحاً: «سفاح لا يسفحك.. فَشَر.. ده هيطلع ناظر قد الدنيا». جواهر: المرأة المثالية كانت جواهر خليطاً من كل شيء، زوجة متقدمة في العمر ورصينة، ولكنها تستطيع أن تجاري الجو وتساير الموضة، فعندما تريد أن تغوي الأستاذ سيد تصفف شعرها في تسريحة رقيقة وترتدي ثوباً أحمر من القطيفة الناعمة وترقص وسط الفتيات على المسرح، بل إمعانًا في إتقان دور المرأة اللعوب تطلب من الجرسون «بيرة سخنة»، فهي امرأة كاملة لها أكثر من وجه تستطيع إتقانها جميعاً. جواهر أيضاً امرأة قوية لا تستلم للظروف بسهولة ولا تقهرها احتياجاتها، فعندما ذهبت مع ابنها لخطبة «فوفا» حتى يساعدهم وكيل الوزارة في تثبيت أقدام صلاح، وعرفت أن فوفا تعاني كثيراً من الأمراض الجسدية والعقلية، لم ترضخ لاحتياجها للمساعدة، ولم تلقِ بابنها إلى التهلكة في سبيل المال، بل قامت لتنهي الزيجة المشئومة هاتفة بقوة: «تتحرق فوفا أكتر ما هي محروقة»، فلا أحد ولا شيء قادرون على أن يحنوا رأس جواهر المرفوع دوماً. كانت جواهر امرأة مثالية وأماً مثالية وزوجة مثالية، تنطق بالحكمة دوماً، وتستطيع تدبير أمورها وأمور أسرتها، فاستحقت أن تحيا حتى الآن في ذاكرة السينما، واستحقت أن نشيد بها دوماً ونتخذها مثلاً أعلى لنا جميعاً، فهي امرأة مجربة متمرسة، والأهم أنها تفعل وتقول كل شيء بطرافة وذكاء كوميدي، وقد كانت من أفضل الشخصيات السينمائية الثرية التي قدمتها الكوميديا للمشاهد المصري، سلاماً لجواهر وروحها الخفيفة ووزنها الثقيل. قد يعجبك أيضاً فيلم «When Harry Met Sally»: كوميديا إيفرون الرومانسية في فيلم المريخي The Martian: هل تنقذ تقنيات ناسا مات ديمون التائه في الفضاء؟ أصول النقد السينمائي (1-2) نقوش – الحلقة الثانية شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram إنجي إبراهيم Follow Author المقالة السابقة خيري شلبي: رائد الواقعية السحرية المصرية المقالة التالية رواية «استسلام»: المدينة الشفافة وحلم الديكتاتور قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك حملات الأوسكار: الجانب المظلم للجائزة الأشهر على الإطلاق 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ناروتو: رحلة داخل النفس البشرية 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نجوم السجاجيد الملونة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رحلة لاجئ: طوبى للفينيق العائد إلى زنزانته 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك محمد فراج: بكيت بسبب لحية الشيخ مؤنس ولم نشوه المتدينين 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سينما الشعر: قصائد السينما المرئية 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رحلة في التمثيل المنهجي: هل حقًّا مات «جيم كاري»؟ 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حينما نضحك على الحرب: من هتلر إلى طفل سوريا تحت... 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحالة الخاصة لـ «مونيكا غيلر» 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بكار: كيف تحول أول بطل كارتوني مصري إلي شخص غير... 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.