شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 55 بعيدًا عن رداءة العرض الأخير، هذه كانت إحدى أفضل نسخ دوري أبطال أوروبا في الألفية الجديدة، والتي انتهت أخيرًا بفوز ليفربول-كلوب باللقب. بعد مشوار درامي، أُجبر فيه الجميع على التعاطف مع الخصمين. لأن كليهما يستحق، ولأن الجميع كان مغرمًا بـ«سوبر ماريو». تلك اللعبة التي أضعنا فيها الكثير من الوقت قبل عصر الأندرويد وما يوازيه. حيث لم يكن أحد يكترث بعدد مرات السقوط، أو عدد المحاولات، المهم أن ينجح «سوبر ماريو» في الوصول إلى القلعة. سوبر ماريو الذي يبدأ رحلته صغيرًا، ثم ينطلق للحصول على ما يزيد حجمه وقدراته حتى يصل للنهاية ويحرر الأميرة – حاله كحال كلوب وبوتشيتينو، اللذين قدما نسختيهما الخاصة من سوبر ماريو. فكلاهما بدأ الرحلة من البناء التدريجي من فوق الصفر بقليل، ثم التطور ورفع سقف الطموحات. يمكن القول إن تأثير سوبر ماريو «Super Mario Effect» قد أسهم في وصول كليهما إلى النهائي الأهم، مع اختلاف بسيط. ☁️ The Champions League ☁️ pic.twitter.com/cfjI92guSK — B/R Football (@brfootball) May 31, 2019 النهائي الأهم لا تستعجل لمعرفة تأثير سوبر ماريو، ودعنا نركز أولاً على أهمية هذا النهائي. هل نحن نبالغ عندما نصفه بالنهائي الأهم في الآونة الأخيرة؟ هل نهائيات ريال مدريد ضد أتلتيكو مدريد ويوفنتوس وليفربول نفسه لم تكن تستحق هذا الوصف؟ سأخبرك، لكن عليك أولاً أن تتناسى رداءة ما شاهدته في المباراة. يملك هذا النهائي طابعًا مختلفًا، حيث لا حديث عن الحظ، لا حديث عن الأهداف التي يهديها حراس مرمى الخصم لنادٍ دون آخر. لا حديث عن أخطاء تحكيمية وضربات جزاء غير محتسبَة هنا وهناك – بعد أن لعبت تقنية الـVAR دورها. أضف إلى ذلك أنه النهائي الأول منذ مدة ليست بالقصيرة دون أحد الخارقيّن، ميسي ورونالدو. فلم تجد أحدًا يتحدث عن دور البطولة في حسم سباق الكرة الذهبية، وبالتبعية حسم صراع جماهير اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي. فقط يركز الجميع على الجانب المضيء من التفاصيل. فنحن أمام مشروعين رياضيين لم يلجآ إلى الحلول السريعة أو الإنفاق الباهظ من أجل تحقيق المطلوب. بل سار الأمر تدريجيًا، مع التركيز على كافة التفاصيل. بداية من البنية التحتية التي تطورت في كلا الناديين، مرورًا باختيار المدير الرياضي المناسب لإدارة المشروع. ومن ثم وضع كلا الناديين على رأس مشروعه مدربًا واعدًا يمتلك أسلوبه الخاص، ومنحاه ما يكفي من الوقت للحصول على النتائج. يورجن كلوب وماوريسيو بوتشيتينو يستحقان الإشادة بكل الأحوال، وكان الاحتفاء بهما قبل وبعد المباراة مجرد إنصاف. وسنذكر دون ملل أن الحديث عن كليهما لم يشمل الحظ أو الأموال. فخلال حقبتيهما، بلغ صافي إنفاق ليفربول 98.1 مليون جنيه استرليني، أما توتنهام فكان 43.4 مليون. وهذه أرقام ضئيلة مقارنة بأندية أخرى، لكنها كانت أكثر فاعلية لأن الاستثمار طويل الأمد ما زال حاضرًا. لذا كانت براعة كلا المدربين وقدرتهما الفائقة على تحويل المواهب إلى نجوم من الصف الأول محور الحديث. إضافةً إلى الموازنة بين الجانبين الخططي والنفسي، حتى لو لم تعجبنا تفاصيل العرض الأخير. COMPARED: Mauricio Pochettino at Spurs vs. Jürgen Klopp at Liverpool. Only one manager can win their first trophy at their current club: who needs it most? pic.twitter.com/kMkm40zgqS — Coral (@Coral) May 31, 2019 عرض باهت كما عودنا يورجن كلوب، فإنه دائمًا من يضع السؤال، ويجبر الجميع على البحث عن إجابة. يضغط ليفربول بثلاثي الخط الأمامي، فيرمينو يضغط على حامل الكرة من قلبي الدفاع، قاطعًا خط التمرير بينه وبين لاعب الارتكاز. ويتكفل صلاح وماني بغلق خط التمرير للظهيرين. جرب بوتشيتينو في آخر مواجهات الفريقين في البريميرليج خلق زيادة عددية عند التحضير عن طريق اللعب بثلاثي في خط الدفاع، لكن لم ينجح الأمر، فاضطر حينها للتعديل. وبالفعل بدأ بوتشيتينو نهائي دوري الأبطال بخلق زيادة عددية في الوسط وليس الدفاع. هاري وينكس بجوار سيسوكو، أملاً في مزيد من الراحة لتوتنهام عند البناء. ستساهم الزيادة العددية في تحرير أحد الظهيرين، أو تسهيل مهمة أحد لاعبي الارتكاز، ومن ثم تنتقل الهجمة إلى الثلث الأوسط من الملعب. لكن كلوب قرر إغلاق العمق ومنع السبيرز من الاختراق عموديًا، وحوّل مصيدة الضغط من العمق إلى الطرف. وبمجرد انتقال الكرة إلى أحد ظهيري السبيرز، يضغط الثنائي ماني وفينالدوم أو صلاح وهندرسون. Animated Example of Liverpool’s Pressing and Traps in Wide Areas – This strategy in their 433 vs Spurs Box would be the pre-cursor to lethal transitions that LFC can mount with Salah/Sane/Firmino’s pace & quality! #UCL @GloballCoach pic.twitter.com/yEnFcwWAn5 — Footy Analytics for Coaches, Analysts & Fanatics (@footyanalytics2) June 1, 2019 البداية العجيبة للمباراة أربكت توتنهام، الذي من الأساس لم يكن يمتلك ما يكفي من الخبرة للتعامل مع النهائي فما بالك ببداية المباراة وهو متأخر في النتيجة. تمكن منهم الارتباك وأنهوا الشوط الأول دون أي تسديدة على المرمى. أما ليفربول فمنحنا شعورًا برغبتهم في إنهاء اللقاء بعد ضربة الجزاء مباشرة، وقرروا التراجع وترك الاستحواذ لتوتنهام حتى يجد جديد. هدف مكرر تحسن توتنهام قليلاً في الشوط الثاني، خاصة مع نزول لوكاس مورا لكن اصطدمت محاولات الفريق بعدم جاهزية مهاجمه هاري كين، وتنافس إريكسين وديلي ألي على جائزة الأسوأ. حاول توتنهام ولكن من بعيد، فلم يسدد لاعبو المدرب بوتشيتينو أي تسديدة من داخل الـ6 ياردات. بينما استمر ليفربول في ترك الاستحواذ لخصمه حتى انتهى اللقاء بتمرير توتنهام ما يقارب ضعف تمريرات الريدز ( 510 تمريرات مقابل 272 ). أماكن تسديدات الفريقين – ليفربول باللون الأزرق وتوتنهام باللون البرتقالي / Whoscored واكتمل الأمر في النهاية بأقدام البلجيكي «ديفورك أوريجي»، الذي أنهى موسمه الغريب في دوري الأبطال بطريقة مثالية، عندما تمكن من إحراز هدف قتل المباراة في الدقيقة 87، وهو هدفه الثالث في البطولة من ثلاث تسديدات فقط. لكن الغريب أن هذا كان الهدف الثالث الذي يستقبله توتنهام أمام ليفربول في هذا الموسم – بواقع هدف في كل مباراة – من الكرة الثانية ، التي تعقب ركنية، وحتى هذه التفصيلة كان ارتباك توتنهام أقوى من تفاديها بمعالجة سوء التمركز المتكرر. في النهاية لم تكن المتعة حاضرة، وتم حصر التفاصيل في عرض سيئ ممل، لم يرُق لأحد سوى جموع المحتفلين من جماهير الريدز. ورغم ذلك، لم يجرؤ أحد على التشكيك في فوز يورجن كلوب، حتى لو اعتبرناه فائزًا عن مجمل عمله السابق. وكما يعتبر الكثيرون المدرب الألماني مميزًا بأسلوب الـ«GegenPressing» فإن رحلته مع الفشل الأوروبي تجعله أفضل مثال على ما أخبرتك به من قبل؛ «Super Mario Effect». تأثير سوبر ماريو منذ عامين تقريبًا، دعا « مارك روبر » المشتركين بقناته على اليوتيوب إلى تجربة لعبة بسيطة عن البرمجة «simple computer programming puzzle». كان الأمر يتعلق بترتيب بعض الأكواد كي تجتاز السيارة المتاهة. أخبرهم «مارك» حينها أنه يريد إثبات أن الجميع مهما كانت خلفياتهم التعليمية يستطيعون البرمجة. لكن في الحقيقة، جهز «مارك» نسختين من اللعبة وقرر اختبار متابعيه. النسخة الأولى كانت تظهر عند فشلك رسالة شبيهة بـ«رجاء المحاولة مرة أخرى»، أما النسخة الثانية، فكانت تشير إلى خصم 5 نقاط من أصل 200 تبدأ بهم اللعبة. قرر 5000 شخص تجربة اللعبة، وكان الفارق بين النسختين واضحًا. بلغت نسبة نجاح المجموعة التي جربت النسخة المصاحَبة بخصم النقاط 52%، أما النسخة الأخرى فكانت النسبة 68%. اللعب تحت ضغط خصم النقاط يؤثر على نسبة نجاحك بل أيضًا يؤثر على عدد محاولاتك. لأن هؤلاء اكتفوا بمتوسط 5 محاولات فقط، أما مجربي النسخة الآمنة فكان متوسط عدد محاولاتهم 12 محاولة، أكثر من الضعف. قرر «مارك» شرح التجربة على منصة «TED»، وربطها بلعبة سوبر ماريو، لأنها مطابقة للعبته دون خصم نقاط. حسب قوله، فإنه وأصدقاءه كانوا يتشاركون تفاصيل معينة حول اللعبة. إلى أي مرحلة وصلت؟ هل نجحت في إنقاذ الأميرة؟ لكن لم يتطرقوا أبدًا لعدد مرات السقوط أو كيف؟ لم يكن أحد يخجل من السقوط، بل كان يحاول تذكر سبب السقوط، ثم يعود للمحاولة متفاديًا إياه. ويورجن كلوب هو سوبر ماريو الخاص بنا في كرة القدم، يسقط ثم يسقط ثم يعود من جديد ثم يسقط حتى يصل أخيرًا، ليكسر ما سماه البعض بالنحس. لم يشك الرجل في قناعاته، في فلسفته، في ثقته بلاعبيه في كل مرة خذلوه فيها، فقط ركز على الأميرة وليس الحفر، وهذا هو «Super Mario Effect». Jürgen Klopp’s managerial record in finals: ? 2012 DFB-Pokal ❌ 2013 Champions League ❌ 2014 DFB-Pokal ❌ 2015 DFB-Pokal ❌ 2016 EFL Cup ❌ 2016 Europa League ❌ 2018 Champions League ? 2019 Champions League The streak is OVER. pic.twitter.com/1LR6BuThKk — Coral (@Coral) June 1, 2019 بوتشيتينو أيضًا يمثل نسخة من سوبر ماريو، لكن نسخة كلوب كانت أقرب إلى القلعة، بعد أن تجاوزت الكثير من المراحل وتعرضت للكثير من السقطات. وعليه فإن مشوار المدرب الأرجنتيني ما زال بحاجة إلى المزيد كي يصل إلى نفس المرحلة. أما نحن فنحتاج أيضًا إلى الاقتداء بكلوب وتعلُّم تأثير سوبر ماريو كي نتسطيع المواصلة. قد يعجبك أيضاً 4 أسباب تمنع «حسام حسن» من تحقيق بطولة حتى الآن ضحكة ساري: لأنه فك «شفرة كلوب» لجوارديولا ورفاقه كم قانونًا تعرف منها؟ قوانين لم تدم طويلًا في كرة القدم لهذا اختفى «فيكتور فالديز» من السوشيال ميديا بعد اعتزاله شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد بدوي Follow Author المقالة السابقة مرتضى وشوبير: لماذا تجدد الصراع مرة أخرى الآن؟ المقالة التالية جيرارد وشانكلي وكلوب: فانتازيا الثلج والورود الحمراء قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك يورو 2016: هل تخسر بلجيكا رهان الحصان الأسود؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كاسيميرو: بيتزا مارجريتا لا تؤكل إلا وهي ساخنة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا تقلد نجمك المفضل في هذا وليس ذاك؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جينيريشن فوت: منجم الذهب الذي خرج منه ساديو ماني 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ما سر الخلاف بين «مورينيو» و«بوجبا»؟ إليك القصة كاملة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ليفربول 3-1 أرسنال: قمة أوروبية أم قمة للجامعة العربية؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 220 مليارًا من أجل كأس العالم: كشف حساب «قطر الجديدة» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عرض ريال مدريد الذي لا يمكن رفضه 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سر الجين النادر الذي جعل «بول سكولز» من أفضل لاعبي... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كرة القدم والفلسفة: لماذا لن يفوز السيتي بدوري الأبطال؟ 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.