شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 77 محتوى مترجم المصدر Foundation of Economic Education التاريخ 2016/11/05 الكاتب توم ج. بالمر الجزء الأول والآن مع صديق وزميل هايدجر، «كارل شميت» الذي هاجم أيضًا الليبرالية بلا انقطاع قبل الحقبة النازية، وخدم الدولة النازية بحماسة، ثم هدأ بعد الهزيمة وأمضى عقودًا يطور وينشر فكرًا مناهضًا لليبرتارية بين كل أطراف الطيف السياسي. كان كارل شميت منظّرًا قانونيًا ألمانيًا، حقق كتابه «مفهوم السياسي» تأثيرًا هائلًا على كلٍ من «اليسار» المناهض لليبرالية، و«اليمين» المناهض لليبرالية. طرح شميت أن «المحدد الأخص بالسياسة يمكن اختصاره بأنه التمييز بين الصديق والعدو» [1] . أهم جزء في هجوم شميت على الليبرالية الكلاسيكية هو إصراره على أن الليبراليين كانوا مخطئين بشأن التناغم الاجتماعي، مخطئين في اعتبارهم أن المقايضة بديل أخلاقي للغزو، أن التحاور يمكن أن يحل محل القتال، أن التسامح يمكن أن يحل محل العداوة، ومخطئين في اعتقادهم أن عالمًا سلميًا ممكن بالأساس. بالنسبة إلى شميت، الصراع هو المحدِّد للسياسي في جوهره، والسياسي حيوي للكائن الإنساني. كان تأثيره على الفكر السياسي للقرن الماضي غير ملحوظ، لكن فكرته الأساسية تمكنت من النفاذ إلى تفكير كل من اليسار واليمين. لقد ألهم رفض شميت الكامل والعنيد لليبرالية الكلاسيكية هجمات كلٍ من «الجناح اليساري» و«الجناح اليميني» على التسامح واقتصاد السوق والحكومة ذات الصلاحيات المحدودة والسلام. لقد كان تأثير شميت كبيرًا على القطبين المناهضين لليبرالية في الفكر السياسي؛ على كلٍ من اليسار واليمين. لاحظ الفيلسوف الماركسي سلافوي جيجك أن نكهتي الفكر السياسي المناهض لليبرالية تعتنقان تمييز شميت بين الصديق والعدو. وكيساري، فرَّق بين تركيز اليمين على الأعداء الخارجيين، عن رأي اليسار بأن الخصومة الداخلية هي المكون الأساسي للمجال السياسي: مما له دلالة عميقة، أن اليمين الراديكالي يتحدث عن حرب الطبقات (أو الحرب الجنسية)، بدلاً عن صراع الطبقات. الدلالة الأوضح لهذا الإنكار الشميتي للسياسي هو أولوية السياسة الخارجية (العلاقات بين الدول ذات السيادة) على السياسة الداخلية (الخصومات الاجتماعية الداخلية)، وهو ما يُصر عليه: أليست العلاقة بالآخر الخارجي على أنه العدو طريقة لإنكار الصراع الداخلي الذي يُقطِّع الجسد الاجتماعي؟. على نقيض شميت، ينبغي أن يُصرّ الموقف اليساري على الأولوية المطلقة للخصومة المتأصلة كمكونٍ مؤسسٍ للسياسي.[2] بالنسبة لهؤلاء المفكرين، سواءً من اليسار أو اليمين، الصراع –«الخصومة المتأصلة»– مكون مؤسس للحياة البشرية على أي حال. اقتباسات اليسار واليمين من كارل شميت في السنوات الأخيرة، ظهرت «صناعة نشر كارل شميت» في أقصى اليسار، فتبنت مجلةُ Telos الماركسية ذات التأثير والعلاقات الأكاديمية أساسَ شميت النظري للسياسة من أجل برنامجهم [3] المناهض لليبرالية، وتلعب أفكاره دورًا محوريًا في الهجمة المؤثرة واللاذعة والعنيفة على الليبرالية والسلام التي يروج لها مثل «البيان الشيوعي الجديد» للكاتب الإيطالي اليساري أنطونيو نيجري (قضى فترة بالسجن لتورطه في عدد من جرائم القتل بإيطاليا*) والمنظّر الأدبي الأمريكي مايكل هاردت. كتاب نيجري وهاردت «الإمبراطورية»، خطبة طويلة غير صالحة للقراءة تقريبًا، طبعتها دار نشر جامعة هارفارد قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، تنبأ بهذه الهجمات من خلال دعوته لهجمات على «رأس المال العالمي»، وتعريفه لـ«العدو» كـ«نظام خاص من العلاقات العالمية نطلق عليه اسم الإمبراطورية»، [4] وتصريحاته المرعبة بخصوص الأصولية الإسلامية الراديكالية على أنها مجرد شكل آخر لما بعد الحداثة، وتنبئه بـ«مقدرة الجمهور على أن يخرب ويدمر بقوته الإنتاجية النظام الطفيلي للقيادة ما بعد الحداثية» [5] . فلنضع جانبًا حقيقة أنه بالكاد توجد في الكتاب جملة واضحة ومفهومة؛ لأن هذه خاصية نموذجية لهذ النوع من الكتابات، فقد أشار جورج أورويل في مقاله المنشور عام 1946: «السياسة واللغة الإنجليزية» إلى أنه «عندما تكون هناك فجوة بين أهداف المرء الحقيقية وأهدافه المعلنة، يتجه المرء بصورة غريزية إلى الكلمات الطويلة والتعابير المستهلكة، كحبّارٍ يقذف حبرًا» [6] . بالنسبة لشميت، «يتواجد العدو فقط عندما، احتماليًا على الأقل، تواجه جماعةُ أفراد مقاتلة جماعةً مشابهةً». تتشابك أفكار ومفاهيم شميت أيضًا مع فكر المحافظين الجدد، غالبًا من خلال تأثير ليو شتراوس الذي كان له هو نفسه تأثير كبير على شميت، وتابعي شتراوس الأمريكيين واسعي التأثير، مثل المستشار السابق بالبيت الأبيض ويليام كريستول، محرر مجلة The Weekly Standard وأحد مخططي حرب العراق [7] ، وديفيد بروكس كاتب عمود في صحيفة النيويورك تايمز، الذي يدعو لـ «المحافظة على العظمة الوطنية» [8] . في صورتها الأقل تشددًا، تتلخص هذه المحافظة في الدعوة إلى بناء أنصاب ضخمة للعظمة الوطنية [9] . أما في صورتها الأكثر عدائية، فتدعو صراحة إلى الحرب، حيث كان المحافظون الجدد قوة أساسية دافعة وراء غزو العراق، حيث اعتقدوا أنه سيكون عملاً بطوليًا حقًا للعظمة الوطنية. بالنسبة لشميت، «ليس العدو مجرد منافس أو أي شريك في صراع عمومًا. ليس أيضًا الغريم الشخصي الذي يكرهه المرء. يتواجد العدو فقط عندما، احتماليًا على الأقل، تواجه جماعةُ أفراد مقاتلة جماعةً مشابهةً» [10] . بالفعل، «في القتال الحقيقي فقط تتكشف العواقب القصوى للتجمع السياسي للصديق والعدو. من هذه الاحتمالية القصوى، تستمد الحياة الإنسانية توترها السياسي الخاص» [11] . رفض كارل شميت للتحرر الأفكار الليبرالية، كما عبر عنها ليبراليون متحدثون بالألمانية مثل فرانز أوبنهايمر وجوزيف شومبيتر، رُفضت شكلاً وموضوعًا. كما أشار هاينريش ماير، في الطبعة الثانية للكتاب –المنشورة عام 1933 بعد فوز هتلر بالسلطة– تأثر شميت للغاية بتعليقات وخطابات ليو شترواس من أجل جعل الكتاب مناهضًا للديمقراطية بشكل أكثر شمولاً [12] (توجد سخرية معينة في الانتقادات المساعدة والذكية لمثقف يهودي يحاول إقناع وتشجيع مثقف ألماني كي يصبح نازيًا متحمسًا و«الفقيه القانوني النازي الأول» [13] للرايخ الثالث). بالنسبة لشميت، لم تكن التجارة الحرة البديل السلمي للحرب، لكن مجرد غطاء لشكل أكثر وحشية للاستغلال: «مفهوم الإنسانية أداة أيديولوجية مفيدة بشكل خاص للتوسع الإمبريالي، وفي صورتها الإنسانية-الأخلاقية هي وسيلة مميزة للإمبريالية الاقتصادية». [14] المفاهيم الليبرالية عن حقوق إنسانية عالمية مرفوضة؛ لأنها كانت تعني رفض تمييزه بين الصديق والعدو: فهم شميت الليبرالية جيدًا ورفضها بالكامل. كل المراثي الليبرالية تعادي القمع وغياب الحرية. كل انتهاك، وكل تهديد للحرية الفردية والملكية الخاصة والمنافسة الحرة، يُدعى قمعًا وبطبيعة الحال هو شر. ما تواصل هذه الليبرالية الاعتراف به من دولةٍ وحكومةٍ وسياسةٍ يقتصر على تأمين الظروف من أجل التحرر وإزالة التعديات على الحرية، هكذا نصل إلى نظام كامل من المفاهيم اللامسلحة وغير المسيسة. [16] كان العالم «غير المسيس» يعني أيضًا، بالنسبة لشميت (وشتراوس ويونغر وآخرين من متبعي تلك الأفكار)، عالمًا من عدم الجدية، من «التسلية» فقط، بينما كانت هناك صراعات ونزاعات وحروب، قضايا كبرى تؤلّب القوى العظمى ضد بعضها؛ كلها أحق وأعلى وأكثر نبالة من حياة التسلية والعمل والتجارة والعائلة والحب، حيث تعتبر جميعها غير جادة مقارنة بالـ «السياسي». كارل شميت، هايدجر، يونغر ليست الإنسانية مفهومًا سياسيًا، ولا يتطابق معها كيان أو مجتمع أو حالة سياسية. المفهوم الإنساني الخاص بالقرن الثامن عشر عن الإنسانية كان إنكارًا انفعاليًا للنظام الأرستقراطي-الإقطاعي المتواجد حينها والامتيازات المصاحبة له. الإنسانيةُ تبعًا للقانون الطبيعي والمذاهب الليبرالية-الفردانية عالميةٌ؛ أي نظامٌ اجتماعيٌ مثاليٌ شاملٌ للعلاقات بين الأفراد. يتجسد هذا فقط عندما تُمنع إمكانية الحرب الحقيقية ويصبح كل تجمع للصديق والعدو مستحيلاً. في هذا المجتمع العالمي، لن تكون هناك أمم في صورة كيانات سياسية، ولا صراعات طبقية، ولا تجمعات للعدو.[15] كان شميت وهايدجر متعاونين في البيئة الأكاديمية الألمانية من أجل تطهير الجامعات من اليهود، وما اعتبراه «فكرًا يهوديًا»، وساهما في إعادة هيكلة كليات القانون واضطهاد اليهود. الآن أمامنا قضية مثيرة للاهتمام: تم الدفاع عن هايدجر بشكل خاص ضد تهمة معاداة السامية لأنه رفض البيولوجيا، لكنه فعل هذا في جدال داخلي بين النازيين بخصوص أساس هويتهم وإقصائهم العرقي. رفضَ هايدجر «الأخذ بالتعليلات البيولوجية»، التي اعتبرها فكرة أنجلو-ساكسونية رهيبة قادرة على إحداث خلاف علمي. وبدلاً عن ذلك، اعتنق فكرة روحانية عن العرق، وهي أسوأ طبعًا لأنها أقل قابلية للإخضاع للخلاف المنطقي. عنصرية الشخصيات البارزة مثل شميت وهايدجر ومعاداتهم الخبيثة للسامية وكراهيتهم لليهود ليست متجذرة في البيولوجيا، التي يمكن على الأقل الاختلاف بشأنها على أسس تجريبية، لكنها تقع في الحيز المنيع للعنصرية: الروحانية، الذي لا يمكن أن يصل النقاد إليه. هايدجر وشميت يشكلان «خطرًا» واضحًا؛ بمعنى أن أفكارهما وتراثهما يمثلان مخاطر حقيقية على التحرر والسلام والرخاء، فهما جزء من الجذور المتعفنة لكل أشكال مبدأ الجمعوية ولكل الهجمات ذات الأساس الفلسفي على الفكر التحرري. * يظهر هنا تطرف الكاتب الليبرالي، فالحكم ضد نيجري وسجنه قد أحاطت به كثير من علامات الاستفهام والشبهات، وظل نيجري ينكر أية علاقة له بجرائم القتل، وأدان كثير من المثقفين حول العالم هذا الحكم عند صدوره. [إضاءات][1] Carl Schmitt, The Concept of the Political, Georg Schwab, trans. and ed. (1932; Chicago: University of Chicago Press, 2007), p. 26.[2] Slavoj Žižek, “Carl Schmitt in the Age of Post- Politics,” in The Challenges of Carl Schmitt, Chantal Mouff ed. (London: Verso, 1999), pp. 18-37, p. 29.[3] Saul Anton, “Enemies: A Love Story,” Lingua Franca, May/June, 2000.[4] مايكل هاردت وأنطونيو نيجري، الجمهورية (كامبريدج: دار نشر جامعة هارفارد، 2001)، ص 45-46.التنبؤ بهجوم انتحاريي أسامة بن لادن على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون ربما يكون أحد أسباب تراجع شهرة الكتاب بعد الهجمات بوقت قصير. [انظر مقالة لورين آدمز على الواشنطن بوست بتاريخ 29 سبتمبر 2001: A Global Theory Spins on an Altered Axis: ‘Empire’ Author Michael Hardt in Wake of Attacks].في كتابهما، يتكهنان بأن «ربما كلما وسع رأس المال شبكاته العالمية للإنتاج والهيمنة، زادت قوة أية لحظة تمردية مفردة. ببساطة عن طريق تركيز قواتها وطاقاتها في اضطراب مضغوط ومحموم، تضرب هذه النضالات الأفعوانية مباشرة في أعلى مفاصل النظام الإمبريالي» (ص58). يتحسر هاردت ونيجري على نمو التجارة العالمية والمؤسسات غير الحكومية متعددة الجنسيات، وهو ما يعتبرانه متسببًا في «اضمحلال أي مجال سياسي مستقل». هذا المجال السياسي المستقل الذي يعرفانه بالدولة الوطنية، لا يعني بالنسبة إليهما رفض فرضية شميت، إنما تأكيدها، حيث تتواصل بالنسبة إليهما المواجهة بين الصديق والعدو، لكنها انتقلت فقط إلى «مستوى متخطٍ للحدود القومية» (ص307-309).الكاتب الماركسي غريب الأطوال والمندفع سلافوي جيجك تبنى نهج شميت ليجادل بأنه حتى الديمقراطية الليبرالية يجب عليها تبني النهج «الشميتي»، أن «ديمقراطياتنا الليبرالية التعددية والمتسامحة تظل شميتية بعمق: تواصل الارتكاز على الـ Einbildungskraft السياسي [القوة المتجاوزة للخيال] لإمدادها بالقوام الملائم لجعل العدو الغير مرئي مرئيًا». بدل تعطيل المنطق الثنائي صديق/عدو، لا يضيف تعريف العدو كالخصم المتعصب للتسامح التعددي سوى تحريف انعكاسي للأمر.[5] Michael Hardt and Antonio Negri, Empire, pp. 65-66.[6] George Orwell, “Politics and the English Language,”in George Orwell, A Collection of Essays (New York: Harcourt, 1981), p. 167.[7] Robert Kagan and William Kristol, What to Do About Iraq , the Weekly Standard, January 21, 2002.[8] نوقشت العلاقة بين شميت وشتراوس في عدد من الكتب، تهرّب كثير منها من مسألة إعجاب شتراوس الصريح بالفاشية. [انظر: ليو شتراوس، ملاحظات على كارل شميت، حاشية على كتاب كارل شميت «مفهوم السياسي» (ص97-122). وكتاب: هاينريش ماير، كارل شميت وليو شتراوس: الحوار الخفي، (شيكاغو، دار نشر جامعة شيكاغو، 2006). وكتاب: سي. برادلي طومسون مع يارون بروك، مذهب المحافظين الجدد: نعي لفكرة، (بولدر: دار نشر باراديجم، 2010)، خصوصًا الفصل التاسع: «مغازلة الفاشية»].هناك أيضًا مسألة خطاب شتراوس بتاريخ 19 مايو/آيار 1933 إلى كارل لوفيت، المكتوب في باريس بعد انتصار الاشتراكيين الوطنيين (النازية) بألمانيا. يقول شتراوس إنه من المريع أن «البروليتاريا اليهودية-الألمانية المثقفة بكاملها هنا (في باريس)» وأنه يفضل أكثر لو يعود إلى ألمانيا، لكن، يكتب، «أن اليهود لم يعد مرحبًا بهم في ألمانيا»، أضاف: «رغم حقيقة أن ألمانيا، باتجاهها إلى أقصى اليمين، لن تتسامح معهم» (كان لوفيت يهوديًا أيضًا)» إلا أنه لا يُستنتج من هذا أيّ شيء ضد مبادئ اليمين. «على النقيض، فقط بمبادئ اليمين، بالمبادئ الفاشية السلطوية الإمبريالية، يستطيع المرء باحترام، وبغير مناشدات سخيفة ومثيرة للشفقة لـ «حقوق الإنسان التي لا تسقط بالتقادم»، أن يقاتل ضد الفوضى البائسة كلها». يضيف، وهذا بمثابةِ ليٍّ للسكين في جسد الليبرالية، أنه «لا سبب يدعونا للعودة زحفًا تائبين إلى الصليب [هذه عبارة ألمانية ثرية ليس من السهل ترجمتها، خصوصًا لأنها تشير إلى «الصليب» وشتراوس كان يهوديًا، وهو بلا شك أحد أسباب استخدامه لها]، وليس حتى صليب الليبرالية، طالما أن شرارة الأفكار الرومانية الحقيقية ما زالت تومض في مكان ما بالعالم؛ وعلى أية حال، الجيتو أفضل من كل أشكال الصليب».[خطاب 19 مايو/آيار 1933 من ليو شتراوس إلى كارل لوفيت، في كتاب ليو شتراوس Gesammelte Schriften, Band 3, Hobbes’s politische Wissenschaft und zugehörige Schriften – Briefe، الطبعة الثانية، حررها هاينريش وفيبكه ماير (شتوجارت: دار نشر Verlag J. B. Metzler)، ص624-626]عانى المدافعون عن شتراوس كثيرًا من أجل تفسير مقصده، لكن يبدو مرجحًا، بالنظر إلى ابتهاله الواضح الإيجابي تمامًا لـ «المبادئ الفاشية السلطوية الإمبريالية» أنه كان يشير إلى الدولة الفاشية التي أقامها موسوليني في روما، التي كانت تحاول إقامة «إمبراطورية رومانية جديدة»، وكانت، في ذلك الوقت، خصمًا، لا حليفًا، لهتلر والاشتراكيين الوطنيين (النازيين)، وأيضًا لم تكن قد أَدرجت (في ذلك الوقت) معاداة السامية في أيديولوجية الدولة.[9] David Brooks, “A Return to National Greatness: A Manifesto for a Lost Creed,” the Weekly Standard, March 3, 1997.علاوة على ذلك، بلغة ملتفة كالعادة، يدعون إلى القمع المطلق والكامل لحرية التعبير: «الممارسة الثورية الحقيقية تشير إلى مستوى الإنتاج. لن تجعلنا الحقيقة أحرارًا، لكن السيطرة على إنتاج الحقيقة ستفعل. حرية الحركة والتهجين ليسا مُحرِرين، لكن السيطرة على حرية الحركة والثبات، والنقاء والتمازج. ستكون الحقيقة الفعلية للجان الإمبراطورية هي مجالس تأسيسية من الجمهور والمصانع الاجتماعية من أجل إنتاج الحقيقة» (ص156).[10] Carl Schmitt, The Concept of the Political, p. 28.[11] المرجع السابق، ص. 35. «الدولة كالكيان السياسي الحاسم تملك سلطة هائلة: إمكانية شن الحرب وبالتالي التخلص علنًا من حياة البشر. يشمل Thejus belli (حق شن الحرب) ترتيبًا من هذا النوع. يفترض إمكانية مزدوجة: حق مطالبة أعضائها بالاستعداد للموت، وعدم التردد في قتل الأعداء» (ص46).[12] أيدت طبعة عام 1933 الاشتراكية القومية، وتضمنت بيانات معادية للسامية، وأدخلت تغييرات اقترحها شتراوس لجعل الكتاب أكثر شمولية. نشر شتراوس نقدًا لكتاب «مفهوم السياسي»، وجادل بأن شميت لم يرفض الليبرالية بما يكفي، لكن ما زال محصورًا بداخل تصنيفات وضعتها الليبرالية، واستنتج أن «شميت أخذ على عاتقه نقد الليبرالية في عالم ليبرالي، وقصدنا بذلك أن نقده لليبرالية يحدث في أفق الليبرالية؛ يقيد نزوعه اللا-ليبرالي (علمُ التصنيف التابع للفكر الليبرالي) الذي لم يُهزم بعد. النقد الذي قدمه شميت ضد الليبرالية يمكن، بالتالي، إكماله إذا نجح المرء في كسب أفق يتجاوز الليبرالية». [ليو شتراوس، ملاحظات على مفهوم السياسي، المعاد طبعها في كتاب كارل شميت «مفهوم السياسي»، ص97-122].هؤلاء الذين تجاوزوا عن خدمات شميت للرايخ الثالث، واعتبروها مجرد وصولية أو انتهازية يجب أن يقرأوا المزيد عن كتابات شميت الممنوعة، مثل مقال «القائد يحرس/يحمي القانون Der Führer Schützt das Recht»، المنشور في صحيفة القانونيين الألمانية (1 أغسطس/آب 1934) بعد إعدام هتلر لمئات المعارضين، والفصل عن شميت («مُشرّع قوانين هتلر: كارل شميت») في كتاب (Yvonne Sherratt, Hitler’s Philosophers, New Haven: Yale University Press, 2013).[13] Ludwig von Mises, Omnipotent Government: The Rise of the Total State and Total War(1944; Indianopolis: Liberty Fund, 2011), p. 106.[14] كارل شميت، مفهوم السياسي، ص54.[15] المرجع السابق، ص55.[16] المرجع السابق، ص71. قد يعجبك أيضاً خلافات بين القاهرة والخرطوم: الإخوان أبرز الأسباب نفرح لأجل ورقة باهتة اللون سلطنة عُمان: من يخلف قابوس المريض؟ مذبحة «ويلمنجتون»: الانقلاب الوحيد في تاريخ أمريكا شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram سارة العناني Follow Author المقالة السابقة 3 بدائل لترامب تثنيه عن تمزيق الاتفاق النووي الإيراني المقالة التالية إسرائيل التي تحترق في عصرها الذهبي قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك «إضاءات» تختار شخصية العام: «محمد بن سلمان» يقلب الموازين 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نحو مزيد من الإرهاب: الصهيونية الدينية تحكم إسرائيل 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «الموءودون في مهدهم»: لماذا فشلت النقابات المستقلة بعد يناير؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك طالبان والجهاديون العرب: شهادة أبو مصعب السوري 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مجلس قيادة الثورة: أين ذهب رجال عبد الناصر؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هآرتس: ليبرمان وسياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك في معنى القائد: عن «نزار ريان» في ذكراه السابعة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لعبة الجليد والنار: أمريكا الحائرة بين ترامب ومؤسساتها 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك على ماذا ينسدل ستار المشهد الأخير من الانتخابات الإيرانية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تيريزا هلسة: الفدائية التي سكنت رصاصتها كتف نتنياهو 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.