امرأة تسيقظ من النوم فزعة تردد «المطبخ…الحمام»، إنها امرأة عادية تعمل في أرشيف إحدى الجرائد، ويطاردها حلمٌ مزعجٌ يقوم فيه جمال عبد الناصر بهدم جدران المطبخ والحمام بمنزلها. فما علاقة تلك المرأة بعبد الناصر؟ ولمَ يطاردها في الحلم؟

هذه المرأة هي بطلة رواية صنع الله إبراهيم «ذات» التي نعايش في الجزء الأول من الرواية حلمها المزعج المتكرر، الذي يعكس هاجس رغبتها بتغيير المطبخ والحمام أسوة بجيرانها الذين تحسنت أوضاعهم المعيشية وتبدلت بعد سياسات الانفتاح في عهد السادات، وفتح الباب على مصراعيه نحو الهجرة لبلاد الخليج، بينما هي تراقب مسيرة الهدم والبناء في عمارتها راغبةً أن تمتد المسيرة إلى شقتها، ولكن لم يكن الأمر سهلًا، فما زالت تصارع من أجل البقاء في الطبقة الوسطى، وتُفسِد هواية التحديق عليها حياتها، فيزداد شعورها بالسخط، ويشتد خوفها من السقوط في السلم الاجتماعي.

عكس صنع الله إبراهيم في رواية «ذات» تغير نمط معيشة المصريين منذ عهد عبد الناصر مرورًا بالسادات حتى مبارك، ويمكن رصد هذه التحولات من خلال تتبع مسار عملية الهدم والبناء في عمارة ذات السكنية، فقد أصبحت العمارة فضاءً مكانيًا يعكس التحولات الاجتماعية في مصر خلال ستين عامًا. وقد مزج صنع الله إبراهيم في الرواية بين مسارين: مسار الشخصية الرئيسية «ذات» ومسار المجتمع المصري باعتبارهما خطين متوازيين، فذات ما هي إلا مرآة ينعكس عليها تغير المجتمع.

وفي هذا المقال سنتبع فكرة المسارين:

المسار الأول: هو مسار التحول في حياة الفرد ومسار التحول في المجتمع نتيجة الهجرة للخليج التي بدأت بعد حرب أكتوبر/تشرين الثاني 1973 وازدادت كثافة في الثمانينيات من خلال تتبع علاقة الأفراد بالشقة كثمن الاغتراب في الخليج، وما حدث لقطاع التشييد والبناء والمعمار في مصر بعد الهجرة.

والمسار الثاني: هو كيف أعادت الهجرة للخليج رسم التوازنات والنفوذ بين الدول العربية من عواصم تقليدية كالقاهرة إلى عواصم أخرى خاصة دبي؛ لنرى كيف أن فزع ذات من عدم اللحاق بمسيرة الهدم والبناء في عمارتها يتماثل مع تسارع الدولة في اللحاق بمسيرة دبي في الهدم والبناء.


مسيرة الهدم والبناء في عمارة ذات

بدأت مسيرة الهدم والبناء في عمارة ذات على يد المدرس العائد من الكويت ثم الحاج فهمي الجزار الذي انتقل إلى سكان العمارة في مرحلة متأخرة وبالأسلوب العصري؛ الامتلاك لا الإيجار، وضابط الشرطة العائد من مهمة أمنية في سلطنة عمان.

فذات التي كانت تتمتع دون قريناتها بشقة في حي أفضل من منزل عائلتها، امتلأ شارعها بالدكاكين وورش السيارات وغطته مياه المجاري والقاذورات، والأرض الفضاء التي كان مخططًا أن تصبح حديقة صارت مزبلة، والعمارة اسودَّ لون جدرانها، وتحطم زجاج منورها، واحتلت القطط سلمها؛ فبسبب ذهاب العمالة سعيًا وراء قمامة الخليج الثمينة، تراكمت القمامة المحلية في الصفائح المتروكة أمام أبواب الشقق، مما أتاح للقطط إقامة مهرجانات صاخبة طول الليل.

فبينما تدهورت أوضاع ذات؛ صعدت بنت خالتها عفاف من شقة البدروم الرطبة إلى أخرى تدخلها الشمس، وتزوجت زينب بلا شقة وسافرت للخليج مباشرة ثم عادت بسيارة فارهة وديب فريزر يتسع لاحتياجات مطعم كامل، وغيرت هناء فرشها بالكامل، ابتداء من ورق الجدران الملون إلى استبدال إيديال 10 قدم بوستنجهاوس 20 قدمًا، وتليمصر 16 بوصة بناشيونال 26 بوصة.[1]


الشقة حلم الأفراد للهجرة للخليج

الشقة السكنية وتنسيق مساحاتها الداخلية ونوعية الأثاث المستخدم محور رئيسي في تعريف الشخص لنفسه في الحياة اليومية، فقد يختزل وضع الشقة تعريف الرجل بأنه قادر على الكسب، ويصبح مرسومًا بعدم تقصير المرأة في واجباتها المنزلية. كما أن تجديد المطبخ والحمام وشراء السلع المعمرة هو مؤشر للتميز الاجتماعي. فشراء الشقة وتأثيثها بعد العودة من الخارج يعد إعلانًا بأن المغترب قد فعل شيئًا.

ونجد أن الأسرة أعادت تعريف مسؤولياتها تجاه أبنائها المغتربين، وذلك بحرصها على دفعهم لامتلاك وحدات سكنية أو تجديد الشقق حال امتلاكهم لها لضمان استمرار تدفق الأموال، وتقوية أواصر العلاقة بين المغتربين وأسرهم.[2]

تذكر الباحثة فرحة غنام في دراستها التي قامت فيها بتحليل مجموع شرائط الكاسيت المتبادلة بين أحد العاملين بالخليج في فترة التسعينات يُدعى مجدي وأسرته القانطين بمنطقة الزواية الحمراء بالقاهرة، أن موضوعات الشرائط تدور في مجملها عن شقة مجدي وألوانها والأثاث وتكلفته.

لم تكن شقة مجدي شأنًا خاصًا به وبأسرته فقط، وإنما أعاد نمط تأثيث الشقة تشكيل أفكار ومتخيل أهالي منطقته حول معايير تمايز المنازل، ودفعهم إلى اعتبار أن كل ما هو أحدث وعصري هو الأجمل، فساهمت شقة مجدي في تحفيز رغبات مادية جديدة في أوساط جيرانه، وأصبحت شقته تجسيدًا نموذجيًا لتطلعات الآخرين.[3] ويؤكد هذا على أن الهجرة لا ترتب آثارًا اجتماعية أو تغير أوضاعًا اقتصادية فحسب، وإنما تقوم بإعادة تشكيل المتخيل الاجتماعي عن الحياة في أدق تفاصيلها.

ففي ظل سوء الوضع الاقتصادي في مصر أصبح الحلم بالشقة من أجل الزواج هو الدافع الأبرز لهجرة العمالة المختلفة إلى دول الخليج، فكانت العراق وليبيا هي الدول الأولى الجاذبة للهجرة ثم تغيرت لصالح السعودية والكويت وقطر والإمارات. ومن خلال معول الهدم والبناء في الشقق السكنية، بالإضافة إلى المقدرة الشرائية وترويج أنماط معيشية أكثر استهلاكية، والترويج الإعلامي والتسويق لهذا النمط من المعيشة حُفزت رغبات الأفراد للهجرة لأجل الوفاء بهذه التطلعات.

ومن الجدير بالذكر أن الهجرة إلى الخليج هجرة دائرية، فدومًا ما تنطوي الهجرة على عودة مهما طالت مدة الإقامة به، فدول الخليج ليست مستقرًا أبديًا للمهاجرين، لذا كان من الطبيعي أن يكون شراء العقارات وتأثيث المنازل في مصر هو الغاية الأساسية قد يتبعها التفكير في مشروع استثماري على أمل بدء حياة جديدة من بعد العودة.

لقد أثرت الهجرة للخليج جذريًا على مفهوم الأسرة الممتدة وتفككها إلى أسر نووية متشظية. ولكن رغم أن أنماط الحياة التي ترتبت على الهجرة للخليج مفرطة في الاستهلاك ومشبعة بالقيم العولمية كالفردانية والذاتية إلا أنها لا تنفك عن الترويج لنموذج الأسرة النووية (رجل وامرأة وأطفال بمظهر حسن)، فهذا النمط من المعيشة لا يستبعد الأسرة بل يستدعيه في خطابه، ويجعل تحمل التكلفة المادية ثمنًا مقبولًا لضمان معيشة مرفهة لهؤلاء الأطفال. ويتجلى ذلك في الحملات الدعائية والإعلانات التي تروج للتجمعات السكنية المسورة أو حملات التمويل العقاري الإعلانية.

ويمكننا القول إنه رغم أن الأنماط المعيشية التي روجتها الهجرة للخليج في مصر تبدو أنماطًا أمريكية للوهلة الأولى، ولكنها في واقع الأمر ممتزجة بخلفية وأخلاقيات دول الخليج، أي تعكس مزيجًا من العادات العربية التي تتماشى والبيئة العالمية.[4]

ويواجه المغتربون مأزقًا حقيقيًا وهو أن هذا النمط من المعيشة لا يقتصر على امتلاك عقار أو سلع معمرة إنما محفز على الاستهلاك المستمر ومشجع على إعادة الدوران في ذات الحلقات المفرغة، فيستمر الفرد في التغريبة بعيدًا عن الأسرة التي هاجر لتكوينها من أجل تحمل تكلفة هذا النمط المعيشي الذي غالبًا ما يعتاده الكثيرون، حتى يصبح هذا النمط من المعيشة غاية في ذاته.


تأثير الهجرة للخليج على الريف المصري

ويجدر الإشارة إلى أن الهجرة للخليج أثرت على الريف بقدر تأثيرها على المدن، وانعكس هذا التأثير فيهما على العقارات وتأثيث المنازل بالريف كما حدث في المدن، فسنجد في بعض الحالات الفتاة التي سافرت لتعمل في التمريض وقامت بإعادة بناء منزل العائلة، والشاب الذي سافر وقام بتشييد الطابق العلوي لمنزل أسرته.

ولقد حول المال من طابع مصر الريفية، فقد حسنت الظروف الاقتصادية في الريف، وقلصت من التناقض بين الريف والمدينة، وفتحت آفاقًا جديدة أمام شباب الريف. كما أن فهم القرى والريف لا ينفصل عن فهم الدول التي سافر إليها المصريون، فعلى النقيض من الصورة التي تروج عن القرية المصرية باعتبارها مكانًا قديمًا متجذرًا منذ آلاف السنين، فإن القرية المصرية متصلة بالرأسمال العالمي منذ القرن 19[5].


دبي بوابة العالم إلى الشرق

على أرض الإمارات تجلّى حلمنا الآتي :: وأضحى الكون يرقبنا نجومًا في المسافاتي

دبي دانة الدنيا وعشق ماله آخر :: وأمجاد مسطرة ترى في أمسها الحاضر

تحييكم وتهديكم ورود العمر والخاطر

لقد أثرت مسيرة الهدم والبناء في الخليج على إعادة التوازنات والنفوذ بين عواصم الدول العربية لصالح دبي، فقد تصدرت دبي باعتبارها بوابة العبور لبعض العواصم العربية نحو العالمية، ومثلت صورة المدينة المغرية التي تحاول بعض العواصم محاكاتها. فثمة عواصم كالدوحة والرياض سارت على خطاها في قطاع التشييد والبناء؛ فنجد مثلًا جزيرة اللؤلؤة في الدوحة تأتي على غرار جزيرة النخيل في دبي. وقد فرضت دبي نفسها على مدينة القاهرة، ففي سعي القاهرة إلى أن تصبح مدينة عالمية استمدت تجاربها من مراكز ما بعد تقليدية مثل دبي. وقد بدأت مشروعات جديدة في الظهور كرد فعل لشهرة دبي الجديدة، على سبيل المثال:

مشروع القرية الذكية

تعد القرية الذكية صورة من مدينة دبي للإنترنت التي أنشئت في 1999 على غرار وادي السيلكون في كاليفورنيا، ويعد مشروع القرية الذكية بمصر محاولة للفوز بلقب محور التكنولوجيا المعلومات للمنطقة، ومؤشرًا على اندماج مصر في الاقتصاد العالمي، وانخراطها في اقتصاد الخدمات.

ولكن من الملاحظ أن ثمة خطاب يحاول القفز على فكرة التأثر بالخليج، وتصدير صورة دائمة له باعتبار أنه صحراء يمتلكها الأصوليون، بينما القاهرة تمتلك رأس مال رمزي وموارد بشرية وعقول مفكرة، فالمسؤولون يدعون أن العلاقة رمزية وأن كلا المشروعين (القرية الذكية ومدينة دبي للإنترنت) يكملان بعضهما البعض؛ دبي تقوم لأجل التسويق بينما القاهرة تسعى للتطوير. ونجد أن الصحافة المصرية تحاول استبعاد علاقة دبي بهذه المشروعات، على عكس ما تعكسه الصحافة المحلية الخليجية بأن دبي تقوم بغزوات على القاهرة.

ولكن ثمة فروق بين المشروعين؛ فمدينة الإنترنت بدبي تبدو جزءًا من مركز المدينة، فهي ليست غريبة عن ما يجاورها من منتجعات وتجمعات سكنية فخمة، مدينة دبي للإنترنت منسجمة مع الإيقاع العام للمدينة التي تتمركز فيها، لذا لا ينتاب المرء شعور أنه قد غادر دبي عندما يقوم سيارته إلى مدينة دبي للإنترنت. ولكن في القاهرة يبدو الأمر مختلفا فتشعر أنك تقطع رحلة طويلة تغادر بها القاهرة، ولا يمكن السماح لأحد دون رقابة بالدخول لهذه القرية الذكية، وكأنك لست جزءًا من المكان.

ونجد كذلك معادي سيتي سنتر نسخة مطابقة لدبي سيتي سنتر، وتعتبر التجمعات السكنية ذات الأسوار المغلقة في القاهرة الجديدة صدى لمشروعات مماثلة في دبي. وقد قامت شركة أوراسكوم (لعائلة ساويرس) بتشييد مشروع نايل سيتي الذي يحتوي على عدد من الغرف الفندقية من سلسلة فيرمونت، بعدما أغرى نجاحها في دبي بتكرارها في القاهرة.[6]

مدينة نصر

تعد مدينة نصر تجسيدًا لوصف «مكان له رائحة النقود الجديدة»، حيث يقطن كثير من المهنيين الذين عملوا بالخليج في السابق واشتروا العقارات بها.[7] ويلاحظ أن مراكز التسوق في مدينة نصر أكثر نجاحًا واستمرارًا من غيرها في مناطق أخرى كمول طلعت حرب في وسط البلد على سبيل المثال، ويرجع ذلك إلى أنها مدينة اعتمدت على ثقافة الوافدين من الخليج إليها الذين اعتادوا هذا النمط من المعيشة: قضاء أوقات الفراغ في أماكن مغلقة، داخل جدران فاصلة ومكيفة الهواء، ويفضلون ارتياد الأماكن التي تتوفر بها أماكن لصف السيارات.

وقد قامت شركة تجارية تسمى جولدن بيراميدز بلازا التي تديرها عائلات الشربتلي والشبوكشي (وهي عائلات من السعودية) بافتتاح سيتي ستارز وكان من أهم الدوافع لها هو أن المتسوقين ليسوا بحاجة إلى الطيران إلى دبي من أجل التسوق لمثل هذه السلع. وحينما افتتح سيتي ستارز في 2005 أضاف غرضًا آخر مع التسوق، ألا وهو حرية التجوال بلا هدف، وممارسة هواية التحديق في واجهات المحلات، ومشاهدة عظمة هذا المشروع الاستهلاكي.

لعبت دول الخليج عامة ودبي على وجه الخصوص – وما زالت – دور الوسيط في تشييد الدور الثقافي المركزي لمدينة القاهرة، فلا يقتصر دورها على توفير رؤوس الأموال وإنما بنقل مظاهر الحياة عبر الأمم العالمية مثل سلسلة مطاعم الوجبات السريعة، وأنماط السكن في القصور الصحراوية الفاخرة، والبوابات المغلقة. لذلك أصبح الانتقال للعيش في الصحراء على أطراف القاهرة في التجمعات الجديدة لا يحتاج لكثير من الجهد المبذول من الدولة لتروج له كما كان في السابق بقدر ما أصبح نمطًا معيشيًا مرغوبًا من المواطنين أنفسهم.

لا يعني ذلك أن دبي لم تتأثر بالقاهرة، فهذا الحرص على استدعاء رموز إسلامية في العمارة في دبي من خلال المشربية وغيرها من المظاهر يدلل على الحرص على نقل بعض من ملامح التاريخ من القاهرة لتصبح ملمحًا رمزيًا في مركز المدن في دبي تأكيدًا على بزوغ دبي كمركز جديد يحل محل المراكز التقليدية في الشرق الأوسط. ونجد الأهرامات في إعلانات مدينة النخيل بدبي استعاضة عن غياب التاريخ والجذور الثقافية، وقد تم تصميم مدينة جميرة لتعكس الصورة التقليدية للأسواق العربية تسويقًا لفكرة إذا رغبت في الاستمتاع بالحياة العربية فما عليك سوى القيام بزيارة دبي.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو أنه في ظل التغير الحادث اليوم في دول الخليج، والتقييد على المصريين هناك، فقد لا يُتاح لبعض الفئات أن تمتلك من المدخرات ما يسمح لها بتشييد عقار أو تأسيس مشروع استثماري حال عودتها. فقد أصبح الخليج يمثل لهذه الفئات مكانًا مريحًا يكفل العيش بالتطلعات المادية هناك فحسب، فهل عدم مقدرة هذه الفئات على شراء عقار يجعل التطلع القادم للمغتربين في الدول الخليجية بالسعي للحصول على جنسية بلد أجنبي آخر بديلًا عن شراء العقار وخيارًا أكثر استقرارًا من استثمار في بلد مضطرب كمصر لسوء الوضع الاقتصادي وإغلاق المجال السياسي، وحالة الإحباط السائد؟ فهل يتحول الخليج إلى محطة للسفر إلى بلدان العالم الأول بدلًا من كونه سبيلًا للأمان المادي وتملك العقارات في مصر؟

وماذا لو تخيلنا نفاد النفط؛ هل ستنفد معه الصورة النمطية للعيش الآمن والرفاهية؟ لا نظن. وإنما سيظل التأكيد على أن الهجرة أوسع مفهومًا من تدفقات مالية وآثار اقتصادية واجتماعية، فالهجرة تعكس متخيلًا اجتماعيًا قادرًا على إعادة تشكيل العمران والعلاقات الاجتماعية وتوقعات الأفراد لذواتهم.

فالمدن الصحراوية التي تنتهج نهج المدن الخليجية لا تكتفي بأن تصبح نمط حياة للقادرين عليها، ولا تتمثل خطورتها فيما تعكسه من صراع طبقي وتفاوت اجتماعي صارخ فحسب، وإنما فيما تفرضه من صور متخيلة عن الحياة الأرقى، وما تستحوذ عليه من خيال الأفراد وتصادره لأجل الترويج لنمط مثالي أوحد، وما تعده من الحياة المرفهة الأبدية المستقرة.


المراجع



  1. صنع الله إبراهيم، ذات، (القاهرة، دار المستقبل العربي، ط3، 1998) ص 51-58.
  2. فرحة غنام، «الحفاظ على التواصل: العولمة وخلق المحلية في القاهرة»، في: دايان سينجرمان وبول عمار: «القاهرة : مدينة عالمية: عن السياسة والمجال العمران شرق أوسط جديد في ظل العولمة»، ترجمة: يعقوب عبدالرحمن، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015) ص467.
  3. المرجع السابق، ص477.
  4. دايان سينجرمان وبول عمار «القاهرة.. مدينة عالمية: عن السياسة والمجال العمران شرق أوسط جديد في ظل العولمة»، ترجمة: يعقوب عبدالرحمن، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015 ) ص235.
  5. صامولي شيلكه، حتى ينتهي النفظ: الهجرة والأحلام في ضواحي الخليج، ترجمة عمرو خيري (القاهرة، دار صفصافة، ط 2، 2018).
  6. ياسر الششتاوي، «من دبي إلى القاهرة: التسابق بين مدن العولمة: نماذج وتحولات في مناطق التأثير»، في: دايان سينجرمان وبول عمار، مرجع سابق، ص427–455.
  7. منى أباظة، «تمصير الحلم الأمريكي: المراكز التجارية في مدينة نصر والنظام العام وخصصة العسكر»، في: دايان سينجرمان وبول عمار، مرجع سابق، ص368-374.