هو واحد من جيل الشباب في عالم الفن، الذي ظهر منذ 13 عامًا، من خلال فيلم شبابي استطاع أن يكسر حاجز الجرأة والخوف في تقديم محتوى يشبه الواقع بشكل صريح، وكان هذا من خلال تجربته الأولى «أوقات فراغ»، والتي شق بعدها طريقه في عالم السينما والدراما، ولكن بعنايته في اختيار الأدوار نجح في أن يكون صاحب أعمال مميزة.

إنه عمرو عابد ذو الوجه المصري الشبيه للكثير من أبناء المحروسة، الذي قرر التوغل في الفن عن طريق خوض تجربة الإخراج والتأليف والعودة من خلال فيلم «أوقات فراغ 2»، بعد عرض جزئه الأول قبل ما يزيد على 13 عامًا.

في هذا الحوار، اختارنا لكم في «إضاءات» الحديث مع الفنان عمرو عابد كممثل عن جيل جديد من الفنانين المصريين، نتحدث عن نشاطه الفني في الفترة الحالية، رأيه في السينما المصرية بشكل خاص، وتوقعاته وآماله في المستقبل، كل هذا على هامش تواجده بلجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة لأول مرة.

كانت بدايتك مع فيلم «أوقات فراغ»، الذي أحدث ضجة حين عرضه، بعد مرور ما يزيد على 13 عامًا.. هل كان يستحق تلك الضجة؟

فيلم أوقات فراغ كان به مساحة من الصدق جعلته متواجدًا في أذهان الجمهور حتى الآن، وأعتقد أن الفيلم يستحق أن يظل علامة بالسينما المصرية، لأن به ما يستحق أن يجعله متواجدًا، فهناك الكثير من الأفلام التي تطرح ولكنها تُنسى مع الوقت ولا يكن لها آثر.

الفيلم يركز بشكل خاص على الصراع بين الدين والأسرة والحرية الشخصية والجنسية لمجموعة شباب، هل ترى أن هذا الصراع لا يزال قائمًا حتى الآن؟

أعتقد أن هذا الصراع هو المكون الأساسي لفترة الشباب، في كل بيت.

هل تعتقد أن هذا الفيلم سيتغير تأثيره على مشاهديه بعد الوصول لسن معينة؟

أظن ذلك.. لأنه يخاطب فئة معينة من الشباب في سن معينة، بعد تخطيهم هذا العمر، سنجدهم معرضين لتجارب أخرى، لن يتلاءم الفيلم معها.

ما الذي يمكن تقديمه في تجربة «أوقات فراغ 2»؟

سنقدم في «أوقات فراغ 2»، هؤلاء الشخصيات والتغيرات التي حدثت لهم بعد مرور أكثر من 13 سنة، والتغيرات التي حدثت بالمجتمع وأثرت عليهم.

وما الذي شغلكم عن استكمال تلك التجربة مرة أخرى بعد مرور كل هذه السنوات؟

الفكرة كانت مطروحة دائمًا، ولكننا لم نجد الفكرة المناسبة وعندما عرضها علينا المؤلف عمر جمال ووجدناها جيدة تحمسنا لتقديم الجزء الثاني فورًا.

لك تجربة خاصة مع السينما المستقلة.. ما تقييمك للتجربة بشكل عام؟

هي موجة مستمرة منذ أكثر من عام لكنها ما زالت في مرحلة البداية، وتحاول الوقوف على قدميها كفكرة، هي ظهرت من قبل بصورة، وتحول الآن التوسع والظهور بشكل أكبر وأقوى ومختلف، لتجد طريقها وسط سوق الإنتاج.

ماذا ينقص الإنتاج المستقل لكي يقدم أعمال أكثر؟

العنصر المادي جزء، ولكن أيضًا طريقة توزيع الأفلام المستقلة وطرحها وعرضها بسينمات أقل، والتكلفة المادية لعملية التسويق تؤثر بشكل كبير على إنتاج تلك الأفلام وجعلها أكثر تواجداً في السوق.

وما ردك على أن أفلام الإنتاج المستقل هي للمهرجانات وليست جماهيرية؟

لا أعتقد ذلك ولكن كما قلت بالسابق طريقة عرض هذه الأفلام بالسينمات والدعاية الخاصة بها لم يساعدها في الوصول للجمهوربشكل كبير.

السينما العربية تصل مؤخرًا لمنصة جوائز أبرز المهرجانات العالمية، وحتى الأوسكار، أفلام من السودان ولبنان وتونس وسوريا، ما الذي ينقصنا في مصر؟

لا ينقصنا إلا أن نصنع أفلامًا أكثر ومختلفة وأعتقد أن هذا سيحدث قريبًا.

كانت تجربتك في فيلم «ليل خارجي» مميزة.. كيف ترى هذه التجربة ومشاركتها في المهرجانات وآخرها «تورنتو »؟

أنا أحب العمل مع المخرج أحمد عبدالله، وشخصية «بذرة»، كانت مكتوبة بشكل جيد، فهو البلطجي الذي يقول شعرًا جاهليًا في الأغلب لا يفهم معظمه، أنا أحب الفيلم؛ لأني أحب شخصياته، منى وشريف وكريم، شخصيات تمت كتابتها بشكل حلو جدًا وبها كوميديا تجلعني أحب أن أشاهدها، بالإضافة لتصوير القاهرة وعلاقة الشخصيات ببعضها، تم ربط كل هذا بطريقة مميزة، وفي رأيي فهو فيلم سيظل الجمهور يشاهده لفترة طويلة.

حدثني عن تجربتك في لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية؟

هذه تجربتي الثانية لي كعضو لجنة تحكيم، فالأولى، كانت في مهرجان شرم الشيخ السينمائي، والثانية، بمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة والذي لم أحضره من قبل. وتعتبر أول مرة ومتحمس جدًا لفكرة المهرجانات الشبابية المستقلة، وأعتقد أن كل التظاهرات الثقافية الصغيرة (بتفرق جدًا) ليس فقط لصناع الأفلام أو للموهوبين الجدد، ولكن أيضًا للجمهور لأنها تعرفهم على قصص وأنواع وثقافات مختلفة.

ومن الأمور التي تحمسني للمشاركة في المهرجانات كوني عضو لجنه تحكيم أنها تعطي لي فرصة مشاهدة أفلام كثيرة ولكن بزاوية جديدة للفرجة، وهو أمر مفيد لي كممثل لأتعرف بشكل أكبر على أفكار جديدة وما يحدث في هذه اللحظة، والأفكار التي تشغل الثقافات المختلفة من خلال المواضيع التي تعكسها الأفلام، والسبب الآخر هو الفاعليات التي تقام في مدينة أحبها جدًا على الصعيد الشخصي (الإسكندرية) وأحب زيارتها بشكل خاص في الشتاء.

ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «لما بنتولد»؟

مشاركتي في فيلم «لما بنتولد»، أتت من حماسي للشخصية التي أقدمها، كما أن الشخصية التي أقدمها بالفيلم جذابة جدًا، وبها أكثر من جانب جعلني أبذل مجهودًا، فهو مدرب جيم، وهذا احتاج استعدادًا جسمانيًا لفترة طويلة، بالإضافة إلى بحثي لتقديم الشخصية بشكل جديد.

كما أن وجود عنصر الغناء في رواية الفيلم جذبني جدًا، والمخرج تامر عزت كانت لديه مرونة واستعداد للنقاش في كل مشهد للشخصية لكي نجعلها حقيقة من لحم ودم وليست شخصية مكررة، وكان لكل العاملين بالفيلم مساحة من الحرية تساعدهم على الإبداع.

«دماغ شيطان».. تجربة إنتاجية وتمثيلية مختلفة بالنسبة لك؟

أقوم بشخصية «ناصر»، وهو شخص سيتورط في أحداث كثيرة متلاحقة ستسبب له أزمات من اختطاف ابنه وتورطه في جريمة قتل لذلك كانت أبعاد الشخصية نفسية بشكل كبير.

وماذا تنتظر منها سواء على المستوى المهني أو الجماهيري؟

الحقيقة لا أضع توقعات دائمًا، وأنتظر رد فعل الجمهور.

ما الذي شجعك على خوض تجربة التأليف، وما طموحاتك فيها؟

كنت أعمل منذ فترة على تعلم كيفية صناعة فيلم من إخراج ومونتاج وكتابة وذلك هدفي منذ البداية وحاليًا أجهز فيلمي القصير الأول كمخرج ومؤلف وأقوم بتطوير سيناريو أول فيلم طويل وهو «اللي فات مات».

هل ترى أن هناك عجزًا في مجال التأليف في مصر؟

بالطبع لا عندنا ناس كتير بتكتب بشكل جيد جدًا.

ينتظر الجمهور منك تقديم ما يشبه فئة معينة من الشباب.. هل هذا يحصرك في اختيار أدوارك؟

الحقيقة لا أشعر أن الجمهور يتوقع مني حاجة بشكل واضح ويمكن أن يحصل الموضوع على وقت من المخرجين ليضعوك في دور غير المعتاد أو الذي تظهر به دائمًا، وهذا ليس له علاقة بالجمهور، وأعمل على كسره الفترة الأخيرة، محاولًا خوض تجارب مختلفة مثل مسلسل «اسم مؤقت» كان دورًا غير متوقع فأنا أؤدي دور ضابط سكير، فأنا أحتاج لمخرج شجاع يضعني بدور غير المعتاد.

ما الأعمال التي تركت بك بصمة؟

مسلسل «دهشة» مع النجم يحيى الفخراني، وللأسف لم يكن هناك مشاهد كثيرة تجمعني به، ولكني أحببته بشكل كبير، وأحب أيضًا أن أتحدث عن تجربتي مع المخرج شادي الفخراني لأني استمتعت بالعمل معه بالمسلسل.

وأيضًا شخصية «علي»، في مسلسل «بين السرايات»، من الشخصيات التي أحببتها والتي أثرت فيّ وتأثرت بها كثيرًا، منذ قراءتي للشخصية، والحقيقة جزء كبير من الشخصيات التي قدمتها كشفت لي أجزاء من نفسي لم أكن أعرفها وعلمتني شيئًا جديدًا وهذا ما أبحث عنه في الأدوار.

ما فيلمك المصري المفضل في آخر ١٠ سنوات؟

هذا سؤال صعب جدًا، لا يمكنني الإجابة عليه.