شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 97 في أي عام ولدت؟ أي عقد؟ ثلاثينيات؟ ستينيات؟ أوائل التسعينيات؟ أياً يكن، فإن كنت مواليد أي بقعة من بقاع الوطن العربي فبالتأكيد أنت على ألفة بالقضية الفلسطينية. وعلى أساس العام الذي ولدت به يمكن تكهن نوع وشكل القضية التي تعرفت عليها، كما يمكن بكل تأكيد توقع شكل ولغة الخطاب الفني المتعلق بالقضية بناء على الحقبة التي ولدت بها. اليوم، سنأخذ معاً نظرة سريعة على شكل القضية الفلسطينية من منظور مواليد الألفينيات. قل لي أين تقف، أقل لك ماذا ترى دا حقي دي مش صدقة حلكِ مني عشان إنت عطلة ما شفتكوش أيام الحارة أيام ما سهرنا تحت المطرة أيام الأكشن والإثارة. — غابة، مروان بابلو القضية الفلسطينية من المواضيع الشائكة في الوطن العربي، لا يمكنك إعلان تضامنك معها علناً والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية المساندة لها حتى لا يتم ملاحقتك أمنياً، كذلك لا يمكنك إعلان عدم تضامنك معاها فستجلد فوراً بسوط التطبيع والخيانة، حتى لو كنت تنتمي لدولة مطبعة في الأساس. اعتياد رؤية مشاهد الدم والقتل والحروب واستشهاد الأطفال على التلفاز يجعلها عادية، تألفها ويصبح التأثر بها أقل مع الوقت. وإن كنت من أجيال الثمانينيات والتسعينيات فقد تشعبت بها حد الامتلاء، إضافة لاعتيادك على الأعمال الفنية التي تصور الأزمة الفلسطينية وتندد بالاحتلال، الظلم وقتل الأطفال. من منا لم يتأثر وبكى بسبب أغنية الحلم العربي المصورة على لقطات اغتيال الطفل محمد الدرة؟ مع ذلك، ومع تقدم السنين وثورات الربيع العربي، لم يحصل جيل الألفينيات على فرصته في معرفة القضية الفلسطينية بالشكل القديم، بل تعرفوا عليها بشكل أفضل وأكثر واقعية. حيث تعرفوا عليها بلغة شباب في مثل أعمارهم، يتحدثون نفس اللغة، بشكل أو بآخر يعانون نفس المشاكل. في لقاء له يتحدث الرابر الفلسطيني الأشهر شبجديد، الذي يتعمد أن يكون عادياً في كل شيء حتى مظهره، لمعازف عن الطريقة التي يتحدث بها كفلسطيني عن نفسه: ليه مش بنتمسكن؟ لأنه أصلاً عيب الواحد يقعد يتمسكن سيدي. واحد اتنين: الإنسان الفلسطيني فخور بطبعه بكونه فلسطيني محدش هيسمعك بس الأجانب هيدعموك فلازم تعيط إحنا مش مضطرين نعيط سيدي، هاي ما عيطنا ومشيت معانا. وملخصا للجزء الأول من لقائه، يتحدث عن أهمية الغناء للفلسطينيين وليس عنهم وإن كان للفن أي دور في تغير المجتمع، فإن الغناء عن معاناة الناس اليومية، مثل تلك التي يحكي عنها في أغنية كحل وعتمة عن شاب يعاني يومياً من جنود الاحتلال في طريق ذهابه للعمل، قد يؤدي ذلك إلى تغيير داخلي وليس خارجياً إعمالاً بـ«إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ». في الواقع أن الجيل الجديد، الجيل زد، رؤيتهم هم أنفسهم للقضية مختلف، حربهم مختلفة عن حرب آبائهم وأجدادهم، حربهم مع نفسهم قبل العدو. يظهر ذلك بشدة في فيلم «علَم» للمخرج الفلسطيني فراس خوري. فيلم «علم»: عندما تعرض القضية دون مبالغة تفقدها معناها موطني، موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك، في رباك والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك، فــي هواك. — نشيد موطني فيلم «علم» هو فيلم فلسطيني، يحكي عن معاناة فلسطينية خالصة، الفيلم عرض بشكل عالمي لأول مرة في تورونتو السينمائي الدولي وعرض أول في الشرق الأوسط وأفريقيا في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والأربعين ضمن المسابقة الرسمية الدولية. الفيلم من بطولة محمود بكري، صالح بكري، سيرين خاص، محمد كراكي وأحمد زغموري. حصد الفيلم عديداً من الجوائز في المهرجان، وأهمها بالطبع جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، كما حصد الفيلم جائزة الجمهور إضافة إلى حصول الممثل محمود بكري على جائزة أفضل ممثل مناصفة مع ماهر الخير عن دوره في فيلم «السد». الانطباعات الأولية من الجمهور بعد العرض الأول للفيلم- على الرغم من حصاده جائزة الجمهور- هو الامتعاض من الفيلم ووصفه بالسطحية والتكرار. رأي مدهش الحقيقة، فـالبساطة والسلاسة التي تحدث بها الفيلم عن معاناة عرب 48، أو عرب الداخل الذين يعيشون تحت العلم الإسرائيلي في حياتهم اليومية مميزة للغاية، مميزة لدرجة أننا لم نرها إلا في أغاني الراب الشبابية التي تتحدث بلغة الشباب -بما فيها السباب المستمر. تدور أحداث الفيلم حول الشاب تامر الذي يجد نفسه في خضم حركة معجونة بحماس وتهور الشباب تسمى (علم) هدفها إسقاط العلم الإسرائيلي عن المدرسة ورفع العلم الفلسطيني بدلاً منه في ذكرى نكبة 15 مايو، يورط تامر نفسه بدافع فقط التقرب من الفتاة الجديدة ميساء التي يعجب بها. تتكون حركة علم من تامر، ميساء، صفوت، شيكل وموري، يمثل كل منهما طرف أول تيار من التيارات الفلسطينية؛ صفوت المقاوم، شيكل المدمن محب المال، موري غير المكترث، ميساء الثائرة على كل شيء وأخيراً تامر الذي يود لو أن يشق الحائط ويسير بداخله. تلك الأطراف المتنوعة قررت إعلاء العلم الفلسطيني، وعند التنفيذ الحقيقي ألقى كل منهم المسؤولية على الآخر. وبمقارنة سريعة جداً بين فيلم «علم» والفيلم المصري «19 ب» المشارك في نفس المسابقة، اللذين يعتمدان على نفس الرمزية تقريباً في التعبير عن مشكلة، ولكنهما يختلفان كل الاختلاف في المساحة التي يتركها كل منهما للمتلقي في الفهم والتفسير. في حين اعتمد على «19 ب» على الرمزية المباشرة، استخدم علم شبكة علاقات بين الشخصيات أوسع، كل طرف بها يفسر جزءاً من القضية، وعليك أن تكون مدركاً للمعاناة التي يعيشها الفلسطيني كمواطن تحت الاحتلال بعيداً عن الشعارات الرنانة التي لا تعبر عن أي شيء حقيقي. أنا مش مسوي حالي بطل، أنا بطل بحب الحرب بالفطرة رضعنا الحرب رضاعة بقولك عنا سنين بالبهدلة خبرة واسأل مين ما بتدرى بيقولك. — منطقة ، شبجديد بقدر ما كلمة «بطل» هي كلمة مطاطة للغاية يمكن لأي شخص أن يلصقها بأي عمل، فيكفي أن الجيوش المحتلة ترى جنودها العائدين بعد خراب دول أخرى أبطالاً، إلا أن فيلم «علم» يعرض صورة جديدة للبطل. فليس من الضروري أن يكون البطل فدائياً يرتدي الشال الفلسطيني ويفجر نفسه في نقطة للجيش المحتل، فمن الممكن أن يكون البطل هو صفوت الذي يعبر عن بطولته برفضه رواية التاريخ بشكل حيادي وتوصيف المنهج بـ«هادا مش تاريخ، هادا محي تاريخ». ولا يجب إطلاقاً أن يكون البطل سليل العائلة ذات التاريخ البطولي في المقاومة، يمكن أن يكون البطل مثل تامر الذي ينتمي لعائلة من أكثر العائلات تأقلماً مع الكيان المحتل، ويكون هو شخصياً أغلب عمره غير مكترث للقضية- على الرغم من أضرارها المباشرة الواقعة عليه- مع ذلك عندما يرى صديقه يخترق جسده رصاصة يهدم كل جدران الإنكار التي بناها طوال عمره وينهار عصبياً. حتى شيكل وموري هما أبطال بشكل أو بآخر هم أبطال حتى لو لم يشاركوا في حل القضية، صراعاتهم اليومية مع منغصات الحياة هي بطولة. شيكل، موري وتامر من فيلم علم الجدير بالذكر أن شيكل الذي يقوم بدور الممثل محمد كراكي المعروف في مشهد الراب بـ”ضبور”، صاحب واحدة من أكثر أغاني الراب الفلسطينية شهرة وهي «إن أن» بالتعاون مع شبجديد، التي تناقش الوضع الفلسطيني سواء من وجهة نظر الحرب والاحتلال أو من وجهة نظر شبجديد التي عرضناها سابقاً، التي تشرح كيف يعاني الفرد الفلسطيني بشكل يومي بعيداً عن الشعارات الكبيرة الرنانة. وفي تلك النقطة بالتحديد يكمن جمال فيلم «علم»، جمال أغاني شبجديد وضبور، حيث الواقعية سواء في اللغة المستخدمة، فنجد في الفيلم تداخلاً لعنصر الراب مع الفن التشكيلي والجرافيتي الذي يعتبر لغة جديدة أو في المواضيع نفسها التي تناقش مشاكل حقيقة يمكن لمسها، لذلك جائزة الهرم الذهبي جائزة مستحقة للغاية، وبالتأكيد لو هناك جائزة مشابهة في مشهد الراب يجب أن تذهب لشبجديد وضبور. قد يعجبك أيضاً حينما نضحك على الحرب: من هتلر إلى طفل سوريا تحت القصف فيلم «سعاد»: أو كيف تبدو الإسكندرية لفتاة من الشرقية؟ أمين نايفة مخرج فيلم «200 متر»: الجدار العازل سيقع قريبًا «وارث الشواهد»: إعادة تفكيك المأساة الفلسطينية شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram شيماء العيسوي Follow Author المقالة السابقة فيلم «Nostalgia 2022»: الجانب المظلم للحنين المقالة التالية أشباه «التيك توك»: عندما ينتصر البارودي على الواقع قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك كيف غيّر مسلسل «Seinfeld» وجه الكوميديا الهزلية؟ 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أفضل 10 أفلام في عام 2020 — بعيدًا عن هوليوود 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك Zootopia: فيلم الرسوم المتحركة عندما يقترب من الكمال 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيرجي باراجانوف: نبي الجمال 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أهم 10 أفلام مصرية في عام 2021 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رواية «يا مريم»: تنويعات على الفرار من اللحظة الراهنة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نهاية الكساد: السينما المصرية تتماثل للشفاء 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «جبرا إبراهيم جبرا»: الإنسان الكامل والفنان الكامل 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 10 كتب لا تشتريها من معرض القاهرة الدولي للكتاب 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تغير الهواتف الذكية من السرد الفيلمي للدراما؟ 03/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.