شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 44 «الشباب الملتحين في العشرينات من العمر تهتف الله أكبر في أنحاء أوروبا، وإنه غزو يهدد استقرارنا وأمننا وثقافتنا وهويتنا» تصف تصريحات المتطرف اليميني الهولندي «خيرت فيلدرز» -المعروف بمعاداته للإسلام- حالةَ العداء والكراهية المتصاعدة للمهاجرين عاما والإسلام بصورة خاصة.فالأحزاب اليمنية في أوروبا بدأت تنتعش مرة أخرى عقب خبوتها منذ الحرب العالمية الثانية نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، كما تزامن صعود هذه الأحزاب مع تصاعد مصطلح «الإسلاموفوبيا»، الذي يعطي نمطية سلبية للإسلام في أوروبا.الجديد في الأمر أن دعوات وممارسات اليمين المتطرف تجاه المهاجرين –خاصة المسلمين- أصبحت أشد خطورة بعد أن بدأ عدد من الحكومات الأوروبية، خاصة التي يشارك فيها أعضاء متطرفون، تبني هذه الدعوات بشكل رسمي وتقنينها عبر سلسلة من القوانين تعود بالأضرار على المسلمين في أوروبا على وجه التخصيص.جانب آخر من صعود هذه الأحزاب يتمثل في التهديد بحروب أهلية وصراعات طويلة الأمد نتيجة لممارساتها العنيفة، خاصة بعد أن أخذت بعدا آخر تمثل في استهداف مواطني الدولة وليس المهاجرين، ولعل المجزرة التي ارتكبها المتطرف النرويجي «أندرس بيرينج برييفيك» عام 2011 والتي أودت بحياة العشرات من أبناء وطنه خير دليل على هذا التطور الجديد. الخارطة الحزبية الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى انقسمت أوروبا بين تياريين سياسيين رئيسيين، اليسار واليمين، وعلى المستوى الداخلي فقد اختلفت الخارطة الحزبية من بلد إلى آخر، فغابت بعض الأحزاب في بلدان بعينها وظهرت فكانت جزءا من الحياة السياسية والائتلافات الحكومية في بلدان أخرى.لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتراجع المد الشيوعي الاشتراكي بدأت تلك الصورة العامة في التبدل، فمن ناحية انحسر التيار اليساري المتطرف مثل «بادر-ماينهوف» في ألمانيا، وبدأ ظهور تجمعات يمينية متطرّفة، كانت موجودة من قبل ولكنها بدأت تكسب الأنصار في أوروبا أكثر مما مضى، واتجهت تلك التجمعات لتوجيه العنف للأجانب الموجودين في البلدان الأوروبية.ومع مطلع الألفية الجديد انقسمت الخارطة الحزبية في أوروبا بين أربعة تيارات رئيسية: اليسار الشيوعي: وريث الاتحاد السوفيتي في ألمانيا وبلدان أوروبا الشرقية، والأحزاب الشيوعية التقليدية في فرنسا وإيطاليا. اليسار من الاشتراكيين والديمقراطيين الاشتراكيين : مثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا وحزب العمال في بريطانيا، واتسمت تلك الأحزاب بالميل اتجاه اليمين تحت شعار “أحزاب الوسط” ومع التخلي عن كثير من الضمانات الاجتماعية التاريخية. اليمين التقليدي : من المحافظين والمسيحيين والأحرار، الذي أصبح أقرب إلى الرأسمالية المتشدّدة. اليمين المتطرف : والذي يميزه عن اليمين التقليدي تبنيه للدعوات القومية بشكل أكثر عنفا وراديكالية. ما هو اليمين المتطرف؟ اليمين المتطرف هو مصطلح سياسي يطلق على التيارات والأحزاب السياسية التي تهدف إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع عبر التدخل القسري واستخدام العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم.ورغم وجود هذا التيار منذ الحرب العاليمة الثانية إلا أن صورته الحديثة بدأت في الظهور خلال تسعينيات القرن الماضي بالتزامن مع بروز خطر جماعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عقب تفجير أوكلاهوما عام1995 بشاحنة ملغومة والذي أسفر عن مقتل168 شخصا.وتنتشر هذه الأحزاب في معظم دول أوروبا، ورغم بعض الاختلافات في الأولويات المحلية، فجميع تلك الأحزاب تشترك في عدد من الخصائص على رأسها موقف معادٍ للهجرة والمهاجرين، وتعتبرهم خطرا على الهوية الأوروبية وسسببا رئـيـسـيا للبطالة وللجريمة.كذلك فهذه الأحزاب تشترك أيضا في انتقاد سياسات الديمقراطية الاجتماعية لليسار ورفـض الانـدمـاج الأوروبــي، والـدعـوة لتقليص الضرائب ولتشديد عقوبات الجرائم، رفض مطلق لمعيار المساواة، وتوجيه خطاب عنصري يعتمد على المواطنة القائمة على منظور عرقي والقرابة الدموية.وتشترك أيضا في وجود قيادة قوية وكارزمية مما ينعكس على هيكلها التنظيمي ذي مركزية السلطة وسعيها إلى الصدام مع القوى السياسية التقليدية. لماذا ظهر مجددا؟ ساهمت عدة عوامل في بلورة تلك الصورة القائمة للحزاب اليمنية المتطرفة وأعطتها زخما مكنها من كسب العديد من المؤيدين والحصول على شعبية كبيرة مكنتها من الفوز في الانتخابات بعدد من البلدان الأوروبية.يأتي في مقدمة هذه العوامل انهيار الاتحاد السوفيتي وضياع دعوته الأممية، مما ساهم في تعزيز موقع الدعوات القومية، كذلك إثارة مشاعر الخوف على الخصوصية الوطنية من الضيع نتيجة الإسراع في عملية الاندماج الأوروبي.وعلى الجانب الاقتصادي، ساهم في زيادة شعبية تلك الأحزاب فشل الحكومات في حل أزمة اليورو عام 2008 وما تبعه من سياسات التقشف الاقتصادي وعدم تمويل برامج الخدمات الحكومية وبخاصة في مجالي الصحة والتعليم، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت لـ 11% في الاتحاد الاوروبى.بالإضافة إلي ذلك ظهرت أزمة المهاجرين وزيادة تدفق اللاجئين الذين عمقوا مشاكل البطالة نظرا لتكاليفهم الأقل كعمال بدلاء عن العمال الأوروبين، وكذلك ما يكلفه اللاجئ الدولة كإقامته وما تكلفه تلك الإقامة من مصاريف يومية، والمصاريف على التعليم والصحة وغيره.كذلك فتصاعد مفهوم “الإسلاموفوبيا” وموجة العمليات الإرهابية، منذ أحداث 11 سبتمبر، كانت العامل الأهم في تصاعد شعبية أحزاب اليمين المتطرف، حيث استخدمت تلك الأحزاب تلك الأحداث كـ”فزاعة” لما يشكله الإسلام من خطر محدق بأوروبا وخصوصيتها الثقافية والعرقية.إضافة إلى ذلك سرعة انتشار الدين الإسلامي في أوروبا على الرغم من أن عدد المهاجرين لا يتجاوز 5% من السكان؛ مما رسخ هدف اليمين المتطرف لكسب قاعدة جماهيرية بتصور أن الإسلام ومتبعيه هم التهديد الأساسي لقيم أوروبا الثقافية والقومية.كل ما سبق أدى إلى ظهور مفهوم «الـتـصـويـت العقابي»، فنجد أنه في إحدى الانتخابات الأوروبية حصل اليمين المتطرف على أصوات كثيرة مكنته من المشاركة في الحكومة، وتفسر هذه الظاهرة بأنها نتيجة لعدم الرضا عن سياسات اليمين واليسار ورفض الناخبين لبرامجهم أكثر من كونه قناعة ببرامج أقصى اليمين. أشهر الأحزاب اليمينة بأوروبا تتعدد الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا ولعل من أبرزها: حزب الشعب الدنماركي: هو أكثر أحزاب الدنمارك تطرفا، حيث أنه عارض دعوات تسهيل الهجرة لأوروبا، ورفض تأسيس مجتمع من المهاجرين بالدنمارك. ووفقا لآخر استطلاعات وصلت شعبية الحزب مؤخرا لـ20% مما جلعه ثاني أكبر حزب في الدنمارك، وهو ما ظهر جليا بالانتخابات العامة في يونيو 2015. حزب الجبهة الوطنية بفرنسا: زادت شعبية هذا الحزب مؤخرا نتيجة ارتفاع عدد المهاجرين وتدهور الوضع الاقتصادي بها، نتيجة انضمامها للاتحاد الأوروبي وهو ما يرفضه الحزب، ظهر ذلك جليا بعد أن حصل الحزب على الأغلبية في البرلمان بنسبة 27%، وبروز زعيمته مارين لو بن كواحدة من أهم الوجوه في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2017. حزب «سيريز» باليونان: سطع نجم هذا الحزب نتيجة إجراءات التقشف الصارمة التي فرضها صندوق النقد الدولي على اليونان بسبب أزمتها الاقتصادية، فبعد أن كانت شعبية الحزب عام 2009: 5% وصلت إلى 16% بانتخابات عام 2012، وانتهت إلى 37% في الانتخابات العامة يناير 2015، وشكل الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة أليكسيس تسيبراس الذي أبدى في جميع خطاباته معاداة للرأسمالية ورفض شروط المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. حزب «شين فين» الجمهوري بأرلندا: كان لانهيار سياسات حزب العمل الاشتراكي بالغ الأثر في ارتفاع نسبة مؤيدي «شين فين»، خاصة بعد أن فاز بالانتخابات العامة للمرة الثالثة بنسبة 19% وأصبح الحزب الرابع داخل البرلمان، وينادي «شين فين» بضرورة مكافحة سياسات التقشف والتقليل من قدرتها على حل الأزمة الاقتصادية لسنوات، ومناشدة الأيرلنديين ترك السياسات التي أضرت بحياتهم طويلًا. حزب الحرية بهولندا: تتشابه أفكار هذا الحزب مع حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي، حيث أنه يتبنى موقفا معاديا للإسلام وللاتحاد الأوروبي والمهاجرين، حتى إنه يرفض انضمام دولة مسلمة كتركيا للاتحاد الأوروبي، ونتيجة لتلك الأفكار حصل حزب الحرية بزعامة غيرت فيلدرز على 4 مقاعد في البرلمان الأوروبي الحالي بنسبة 14.3%. حزب السويد الديمقراطي: على الرغم من تخلي حزب السويد عن النعرة القومية عكس باقي الأحزاب اليمينة المتطرفة، إلا أنه لا يزال يرفض عمليات الهجرة ويرفض الشروط التي تحكم عضوية السويد بالاتحاد الأوروبي، كما أنه دعم الرسوم المسيئة للرسول والتي نشرتها صحيفة دنماركية وحاول إعادة نشرها، تلك السياسات مكنته من تحقيق نسبة 21.2% بالانتخابات الأخيرة وأصبح الحزب الثالث داخل البرلمان واحتل 49 مقعدًا. حزب الاستقلال ببريطانيا: نجح الحزب في التقدم بالانتخابات البرلمانية الأوروبية حيث يشغل 22 مقعدًا في البرلمان الأوروبي ومقعدين في مجلس العموم البريطاني، يأتي هذا التقدم نتيجة التخفيف من نبرة القومية والعنصرية رغم معاداته للهجرة والمطالبة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. حزب ألمانيا القومي الديمقراطي : يطلق على هذا الحزب «النازية الجديدة»فأفكاره مستوحاة من الأيديولوجية النازية خاصة الإيمان بقيادة ديكتاتورية ومعاداة الأقليات والتمسك الشديد بالقومية الألمانية على أساس العرق، ورغم حالة العداء بين الحزب والحكومة ومحاولات الأمن لحظره بسبب تظاهراته العنيفة إلا أن الحزب استطاع المسيطر على مدينة درسدن، وحقق في الانتخابات الأخيرة نسبة 1.3% ومقعدًا لألمانيا داخل البرلمان الأوروبي. قد يعجبك أيضاً ماذا تريد إيران من المفاوضات النووية في فيينا؟ في «إسرائيل»: القدس أهم من المستوطنات الشيعة والمعتزلة بين الاتفاق والاختلاف التحفظ على أموال الإخوان: واجهة الدولة لتصفية حساباتها شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمود بسيوني Follow Author المقالة السابقة كيف استعاد الأكراد حلم الاستقلال بعد أن بات ضائعًا المقالة التالية الدين والتطرف؛ هل الله مصدر الإرهاب؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك لبنان و«إسرائيل» وترسيم الحدود: نصر أم تفريط في السيادة؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ترامب وبشار والكيماوي: كسر ذراع أم قرصة أذن؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ما أشبه الليلة بالبارحة: 5 مشاهد حكمت علاقة أردوغان بالجيش 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إسرائيل قتلت شيرين أبو عاقلة: قصة «اغتيال» علني! 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك انتخابات رئاسية في الصومال: أي مصير للديمقراطية الوليدة؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إحياءً للذكرى، والذاكرة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إيران بعد الصفقة: هل جاء العصر الإيراني؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا خرجت المغرب ثم عادت للاتحاد الأفريقي، كلمة السر: بوليساريو 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بايدن يحكم: هل تكون ولاية ثالثة لأوباما؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «كارل ماركس» على الشاشة الفضية 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.