شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 57 أثناء مروره على الموظفين، في زيارته المفاجئة المعروفة سلفا -كما جرت العادة-، وجد السيد المسئول جميع موظفي المصلحة في حالة سبات عميق، يفترشون المكاتب الحكومية ويعزفون أجمل سيمفونيات بيتهوفن بأنوفهم، ولم يجد بالمصلحة سوى موظف واحد فقط يمارس عمله؛ حتى لا تتعطل مصالح المواطنين، فثار المسئول غاضبا، وأقسم على محاسبة المتسببين عن هذه الحالة الشاذة، وقرر على الفور خصم 5 أيام من هذا الموظف؛ لسوء سلوكه، وصرف مكافأة فورية للموظفين النائمين؛ بسبب التزامهم بقوانين العمل التي تهدف إلى نهضة اقتصاد البلاد. قلة النوم تهدر 63 مليار دولار سنويا يرى علماء الطب النفسي أن أصحاب العمل يجب أن يتيحوا لموظفيهم إمكانية النوم في أماكن عملهم؛ لأن النوم أثناء ساعات العمل يؤثر إيجابيا في قدرة الموظفين على أداء عملهم، ويزيد من درجة التركيز أثناء العمل، حيث قام باحثون روسيون بتجربة شملت 40 شخصا، تراوحت أعمارهم بين 18 و 50 عاما، حيث راعى هؤلاء نظاما عاديا للنوم خلال 3 أيام قبل إجراء التجربة، ثم طلب العلماء أن يجتاز المتطوعون عددا من الاختبارات النفسية، وأن يحاولوا حل إحدى المسائل، بعدها سمحوا لجزء من أفراد المجموعة بالنوم لمدة ساعة واحدة، بينما شاهد الباقون موادا مصورة لمناظر طبيعية، بعد ذلك تعرّض المتطوعون إلى اختبارات مرة أخرى، وأظهرت النتائج أن النوم لمدة ساعة واحدة خفض مستوى التوتر النفسي بشكل ملحوظ، وزاد من درجة التركيز في حل المسائل. وتحذّر الدراسات من أن عدم النوم لفترة كافية يؤثر بشكل كبير على القدرة على العمل، ووفقا لتقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب النوم عام 2011، يفقد العامل الأمريكي حوالي 11,3 يوم عمل، بما يعادل 2280 دولارا من الإنتاجية كل عام؛ بسبب الحرمان من النوم، مما يُفقد الاقتصاد الأمريكي 63,2 مليار دولار سنويا، وفي الوقت نفسه، قالت دراسة أوروبية، أجرتها مؤسسة «راند كوربوريشن»”، عام 2015، إن الموظفين الذين ينامون أقل من 8 ساعات كل ليلة، كانوا أقل إنتاجية من الموظفين الذين ينامون أكثر من 8 ساعات في الليلة، وحذر الباحثون في جامعة كاليفورنيا من أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات كل ليلة أكثر عرضة بـ 4 مرات للإصابة بالزكام عندما يتعرضون للفيروس. وبحسب الدراسة المنشورة بمجلة العلوم العصبية، والتي أجرتها خبيرة الأعصاب سيرجيد فيسي، من جامعة بنسلفانيا، فإن قلة النوم تؤدي إلى تلف دماغي، إلى جانب مرض الزهايمر، كما أن الحرمان من النوم على المدى الطويل يستنزف قوة الدماغ، حتى بعد أيام من النوم والانتعاش، وعندما يصبح فقدان النوم عادة، تصاب خلايا الدماغ العصبية بالخمول، وبعد أيام تموت الخلايا بوتيرة متسارعة، كما بيّنت دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة هوبكنز، أن نقص مدة النوم، ينتج عنه زيادة فى بروتين (beta-amyloid) الذى يعتبر السمة المميزة لمرض الزهايمر. النوم يحمي اقتصاد اليابان من الانهيار كازو ميشيما، المتخصص في أمراض النوم، بالمركز الوطني للأعصاب والطب النفسي، يرى أن اليابان تعاني من حرمان مزمن من النوم، ولطالما اعتُبر الحصول على قسط قليل من النوم إشارة إلى أحد أخلاقيات العمل المحببة في اليابان، والمعروفة باسم «فومين فوكيو» أي بدون نوم أو راحة، وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، تبين أن اليابانيين يحصلون على أقل قسط من النوم في أيام العمل، بواقع 6 ساعات و22 دقيقة في المتوسط، بين كل الدول التي شملها الاستطلاع، وبينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا والمكسيك، ومن أجل تجديد نشاطهم وتحسين جودة عملهم يلجأ اليابانيون إلى النوم أثناء العمل، ولتعزيز الصحة وتقليل التوتر وزيادة الانتباه تنصح وزارة الصحة اليابانية بأخذ قيلولة بعد الظهر لمدة 30 دقيقة. وقد لاقت هذه الدعوة استجابة من الشركات، ففي عام 2012 بدأت شركة «أوكوتا كوربوريشن» لتجديد المنازل، السماح لموظفيها بأخذ قيلولة لمدة 15 دقيقة، لمرة واحدة في اليوم، وتسمح شركات أخرى أيضا بأن يحصل موظفيها على قيلولة على مكاتبهم أو في «الكافيتريا» خلال استراحة الغداء، غير أن ماكوتو أوشياما، خبير أمراض النوم، وأستاذ الطب النفسي، بجامعة نيهون في طوكيو، يحذر من أن قيلولة الظهيرة لا تعوّض الحرمان المزمن من النوم، ويؤكد أن الحرمان من النوم لا يقلل التركيز والأداء في العمل فحسب، ولكن أيضا يساهم في حوادث مرورية وصناعية، مؤكدا أن اليابان تعاني من حرمان مزمن من النوم رغم انتشار النوم أثناء العمل، فقد أظهرت الدراسات أن واحد من بين كل خمسة يابانيين يعانون من اضطراب النوم، مما دفع الحكومة اليابانية إلى حث المواطنين على النوم. نوم الموظف يكسبه مئات الدولارات شجَّعت شركة «أتنا» الأمريكية للتأمين موظفيها على الاشتراك في برنامج يمنحهم مكافأة في حال النوم لسبع ساعات على الأقل في الليلة الواحدة؛ بسبب مخاوف الشركة بشأن تأثير الحرمان من النوم على أداء موظفيها، ويحصل المشتركون في هذا البرنامج على 25 دولارا لكل 20 ليلة، بما لا يزيد عن 300 دولار كل 12 شهرا، كما يحصلون على حوافز مالية إضافية في حال ممارسة الرياضة. وأدخلت الشركة هذا النظام عام 2009، وشارك فيه عام 2015 نحو 12 ألف موظف، من إجمالي 25 ألف موظف بالشركة، مقارنة بعشرة آلاف شخص عام 2014، ويقوم الموظفون بتسجيل نومهم آليا باستخدام سوار حول المعصم يتصل بأجهزة الكمبيوتر في الشركة، أو يسجلون يدويا عدد ساعات النوم كل ليلة. وتقول كاي موني، نائبة رئيس الشركة: «إن نظام النوم يمثل أحد السلوكيات الصحية التي نريد من موظفينا أن يتحلَّوا بها، كما تريد الشركة أن تظهر كمختبر حي؛ لمعرفة ما إذا كان ذلك فعالا للشركات الكبرى أيضا، ولا نشعر بالقلق من احتمال أن يحصل الموظفون على الحوافز المالية دون الخلود للنوم لعدد الساعات المتفق عليها؛ لأننا نثق في موظفينا». وظائف للنائمين بمرتبات خيالية في عام 2013، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن حاجتها إلى متطوعين؛ ليرقدوا في سرير لمدة 70 يوما؛ بغرض إجراء بعض الدراسات التي تساهم في الحفاظ على صحة رواد الفضاء، خلال رحلاتهم، وبعد عودتهم إلى الأرض، وبالمقابل يحصل المتقدم للاختبار على مبلغ 18 ألف دولار. وتهدف الدراسة إلى تحليل وقياس آثار التعرض لقوة جاذبية ضعيفة لفترات طويلة، بما يحاكي ظروف الرحلات الفضائية الطويلة، ويتم إجراء هذا النوع من الدراسات للحد من التغيرات التي تحدث للجسم أثناء رحلات الفضاء؛ ليتمكن الباحثون من تطوير أساليب إرجاع وظائف الجسم لطبيعتها، فور عودة رواد الفضاء إلى الأرض. وتقوم بعض الجامعات، ومراكز الأبحاث، ومراكز العلاج النفسي، بتوظيف أشخاص من أجل النوم فقط، وفي أوقات مختلفة؛ لإجراء الأبحاث والدراسات العلمية الخاصة بقياس مستويات الراحة المختلفة، والدراسات الخاصة بدرجات النوم العميق، وأفضل طرق وأوقات الاستيقاظ، ووظائف المخ والجسم أثناء النوم، ويكون دور الموظف هو النوم العميق في أي وقت يُطلب منه ذلك. وفي عام 2013، أعلن فندق فنلندي عن حاجته إلى محترف نوم؛ ليختبر الراحة في 35 غرفة بالفندق، ويدون كل شىء حول تجربة النوم داخل كل واحدة، ولم تكن هذه المرة الأولى لطلب محترف نوم، ففي عام 2010 تم قبول امرأة صينية من بين 7 آلاف و800 متقدم للعمل في اختبار غرف أحد الفنادق الصينية. كما أعلنت شركة سيمون هورن البريطانية، المتخصصة في صناعة الأثاث، والأسرَّة الفاخرة، عن توظيف طالبة بريطانية تُدعى رويزين ماديكان، من مدينة بيرمنجهام، وكان المطلوب منها أن تستلقي على الأسرَّة الفاخرة التي تصنعها الشركة، بدءا من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءا، أي لمدة 8 ساعات عمل يوميا، وذلك مقابل 1000 يورو شهريا. أما فنادق «هوليداي إن» في بريطانيا فلديها طاقم خاص تقتصر مهامه الوظيفية على ارتداء كسوة خاصة، والاستلقاء على السرير لعدة ساعات؛ من أجل تحضير السرير لثري ما؛ كي لا ينزعج من برودة الفراش، وقد جاءت هذه الفكرة المبتكرة كطريقة للتعامل مع البرودة القارصة في بريطانيا. نم في العمل وستوقظك السوشيال ميديا تطبيقات المنبِّه كثيرة على متاجر التطبيقات لمختلف أنظمة التشغيل٬ وجميعها تحاول الوصول لأفضل فكرة وحل يُساعد المستخدم على الاستيقاظ في الوقت الذي يحدده٬ فمنها ما يجبره على النهوض والحركة٬ ومنها ما يقدم معادلات رياضية يتوجب حلَّها لإيقاف المنبِّه، أما الجديد فهو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم ميزة التنبيه٬ في تطبيق يُدعى Wakie، بشكل أقرب إلى شبكة اجتماعية مخصصة لإيقاظ النائمين٬ أو لتقديم طلب بهدف أن يتم إيقاظ المستخدم في الوقت الذي يضبط به المنبه٬ وتعتمد الشبكة على أسلوب تفاعلي بين المستخدمين٬ بحيث يقوم المستخدم بضبط المنبه٬ ليقوم آخرين بالاتصال به في الوقت المحدد ليتم إيقاظه٬ وذلك بإجراء مكالمة سريعة ومحددة الوقت٬ مع شخص غريب ومجهول٬ وكل ذلك بشكل مجاني، ومتوفر لأجهزة أندرويد، ويندوز فون، و iOS. لن ننصحك بممارسة التمارين الرياضية، لتكسبك النشاط والحيوية؛ من أجل التخلص من الشعور بالنوم في أثناء عملك، ولن نوجهك للنوم لساعات كافية ليلا؛ حتى لا تشعر بالإرهاق سريعا خلال عملك، ولن نرشدك لتغيير المهمة التي تقوم بها إذا شعرت بالرغبة في النوم في غضون عملك، ولن ندعوك لتناول القهوة؛ لمقاومة النعاس والتخلص من الشعور بالنوم في وسط عملك، بل نوجهك إلى النوم في عملك من أجل مصلحتك ومصلحة بلادك، فانهيار اقتصاد بلادنا حاليا قد يكون بسبب عدم نوم الموظفين في أعمالهم. المراجع قلة النوم قد تسبب تلفا دماغيا شركة أمريكية تشجع موظفيها على النوم بمكافأة 300 دولار سنويا علماء: من مصلحة العمل أن ينام الموظفون قليلا بأماكن عملهم النوم أثناء العمل يجدد جزئيا نشاط اليابانيين المحرومين من النوم وكالة ناسا تدفع 18 ألف دولار لمن يتطوع بالرقود في سرير مختبري لسبعين يوما شبكة اجتماعية لإيقاظ النائمين على الأجهزة الذكية قد يعجبك أيضاً كيف عاش المصريون السنة تحت حكم الدولة الفاطمية؟ العلاقات المصرية السعودية: هل تغير شيء بعد تولي سلمان؟ تونس: ما زال البحث جاريًا عن حكومة الوحدة الوطنية الزمان والأزل: عن حتمية الرمز في النص الديني شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أحمد سمير سامي Follow Author المقالة السابقة «الجمهور» في عصر العولمة: مشروع الثورة القادمة المقالة التالية جيجك عن اللاجئين: لا وجود للنرويج قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك كيف نستوثق مما نسمعه من الأخبار؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أمن الدولة: القصة الكاملة وراء استيلاء بن سلمان على الحكم 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك شهادة بلا معاينة: العثمانيون في رواية ابن إياس 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك النوبة غارقة بقرار جمهوري: أوضاع الأقلية الأفريقية في مصر 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بيغوفيتش وأنا (2-2) 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يحيى حامد في «فورين بوليسي»: مصر على حافة الإفلاس 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المولد النبوي في عيون الشعراء المعاصرين 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك علاج المثليين: أكثر من مجرد تعذيب 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بين النظام والثورة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الجزر المنعزلة: موت الحلم الجماعي في عصر السوشال ميديا 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.