نادية عبده: أول محافظة في مصر «بنكهة الحزب الوطني»

شملت

حركة المحافظين الجديدة تعيين امرأة في منصب محافظ البحيرة، لأول مرة في مصر، وهي المهندسة «نادية عبده»، خلفًا للدكتور «محمد سلطان» محافظ البحيرة الأسبق، تعيين عبده أثار الجدل الكثير حولها؛ لأنها من رموز الحزب الوطني المنحل. جدير بالذكر أن التعديل الوزاري الذي حدث خلال هذه الأيام، شهد

تولي

علي مصيلحي وزير التموين في عهد حكم المخلوع مبارك، لنفس المنصب في التعديل الوزاري الجديد.

«نادية عبده» أول سيدة تشغل منصب محافظ في تاريخ مصر

هي المهندسة «نادية أحمد عبده صالح»، تخرجت في كلية الهندسة قسم الكيمياء، من جامعة الإسكندرية عام 1968، وبعد تخرجها حصلت على الماجستير في «الهندسة الصحية» من جامعة الإسكندرية أيضَا.

طبقًا

لسيرتها الذاتية المنشورة على موقع محافظة البحيرة، شغلت «عبده» العديد من المناصب منها: «نائب فني لشركة مياه الشرب» بالإسكندرية، في الفترة من 1992 حتى 2002، ثم شغلت منصب «رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب» بالإسكندرية من 2002 حتى 2012، لتصبح بذلك أول سيدة في العالم العربي تشغل هذا المنصب.

وكانت عضو مجلس «إدارة الجمعية العامة لمعهد البحر الأبيض المتوسط IME»، ومقرر المجلس القومي للمرأة بمحافظة الإسكندرية، وأسست جمعية «مرافق الدول العربية أكوا»، لتصبح أول رئيسة للمؤسسة بالانتخاب من 12 دولة عربية، شغلت منصب نائب محافظ البحيرة، في الفترة من أغسطس /آب 2013، حتى عام 2017 وتوليها منصب محافظ البحيرة.

المرأة الحديدية من فلول الحزب الوطني المنحل

في 2010 فازت «نادية عبده» في انتخابات مجلس الشعب، وكانت قد تقدمت للترشح ضمن قوائم الحزب الوطني المنحل، لتقوم ثورة يناير/كانون الثاني بعدها بفترة، ويُحل الحزب الوطني، لتحدث حملة ضدها في أغسطس/آب 2011، تنادي بعزلها من المنصب كرئيسة لشركة مياه الشرب في الإسكندرية؛ لأنها من رموز الحزب الوطني المنحل، بالإضافة إلى سوء حال الشركة في عهدها.

حسب

تقرير لموقع الدستور بأنها ظلت مستمرة في منصبها في الشركة، على الرغم من الحملة التي حدثت ضدها، لتترك هذا المنصب في 2012.

في 2013 تشغل منصب «نائب محافظ البحيرة» في عهد اللواء «مصطفى هدهود»، وتثير

ضجة

كبيرة حول توليها، لأنها من رموز الحزب الوطني المنحل، وأن هذا الإجراء ضد مبادئ ثورة 25 يناير/كانون الثاني وتظاهرات 30 يونيو/حزيران، لكن دون جدوى. تظل مستمرة في منصبها، حتى بعد إقالة هدهود، وتولي الدكتور «محمد سلطان» محافظًا للبحيرة.

يطلق عليها لقب «المرأة الحديدية»، بسبب استمرارها في منصبها، على الرغم من الاحتجاجات التي حدثت ضدها، لتأتي حركة المحافظين الجدد، وتشغل منصب محافظ البحيرة.

ماذا قال الشارع في محافظة البحيرة عن تولي نادية عبده؟

«أ.ش» مواطن من محافظة البحيرة يعلق على تولي امرأة منصب محافظ للبحيرة، لأول مرة في تاريخ مصر بأنه «يرفض تولي المرأة لمثل هذه المناصب؛ لأنها ليس لديها القدرة على التعامل مثل الرجل، خاصة أن هذا المنصب يحتاج للعمل الميداني الكثير، والمرأة لا تتحمل ذلك». يخالف «طه ذكي»ـ مواطن من مركز «أبو حمص»، هذا الرأي بأن «تولي امرأة منصب محافظ هو سابقة تعد الأولى من نوعها»، ويتابع بأن هذا «مؤشر جيد على أن المرأة التي تمتلك القدرات والمؤهلات لديها الحق في تولي أي منصب».

على الجانب الآخر يرى المحامي «أحمد محمود ميلاد» من مدينة «دمنهور» أن هذا الأمر يعد في «رمزيته أمرًا جيدًا، لكي تنال المرأة ما تستحقه من مكانة في كل المناصب والمستويات، وأن يؤدي ذلك إلى تغيير ثقافة المجتمع المصري في نظرته للمرأة»، ويستكمل ميلاد بأن «تولي «نادية عبده» لهذا المنصب، وهي شخصية تثير الجدل الكثير حولها بسبب فوزها بعضوية الحزب الوطني المنحل في واحدة من أسوأ الانتخابات في 2010، والتي مهدت لثورة 25 يناير/كانون الثاني»، ويضيف بأنها كانت «نائبة المحافظ في ذات المحافظة، ولم يكن لها بصمات أو إنجازات بمشاركة المحافظ، أو بعيدًا عنهُ في مجال إدارة العمل في مدن ومراكز، وقرى المحافظة، ويعتقد أن اختيارها لتولي المنصب هو اختيار سياسي أكثر منه خدمة للمواطن».

وتتفق الناشطة النسوية «مي مدني»، في حديثها مع «ميلاد» بأن «تمكين المرأة سياسيًا أمر في غاية الأهمية، وخطوة جيدة في طريق المرأة»، لكنها في الوقت نفسه كانت «تريد أن يكون هناك اعتبارات مهنية وتاريخ سياسي وإداري لتولي أي شخص للمنصب»، ولم تتعجب «هدى سمير»، مواطنة من مدينة «دمنهور»، من تولي «نادية عبده» لمنصب المحافظ، وذكرت بأن «نفس منظومة الفساد والعقلية لم تتغير، والآن نحن في انتظار عودة الحزب الوطني من جديد».