شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 65 في عشرينيات القرن الماضي تضخمت صناعات البترول ومعها بدأت البشرية إدمانها الخطر. ثمانية بلايين ونصف البليون طن من البلاستيك قد تم إنتاجها حتى الآن من البلاستيك. الساحر الذي يصلح لكل شيء وأي شيء. مع تطور الصناعتين بدأ البلاستيك في التماهي أكثر وأكثر مع احتياجاتنا وبدا أكثر ملاءمة وأسهل في التعامل من المعدن والخشب والزجاج فتم استبدالهم به كلما أمكن ذلك. هكذا سيطر البلاستيك على السوق وعلى حياتنا اليومية وأدق تفاصيلها. مع زيادة متنامية في معدلات إنتاج البلاستيك وجدنا أنفسنا في محيط من الزجاجات الفارغة والأكياس وغيرها من المخلفات التي لا تذهب إلى أي مكان. من الثمانية بلايين ونصف طن المنتجة من البلاستيك أصبحت 6.3 بليون مخلفات. لم تتعد الكمية التي تم إعادة تدويرها من هذه البلايين الستة أكتر من 9%. تم حرق 12% أيضا وتبقى لنا 79% تقبع –أغلبها لا يتحلل والأنواع التي تفعل تأخذ زمنا طويلا جدا مثل PET الذي يستغرق 400 عام- في مكبات المخلفات وفي البيئة الطبيعية من بحار ومحيطات لتقتل سكانها. مع الإشارات الواضحة إلى كوننا نحتاج إلى تدابير صارمة للتعامل مع استهلاكنا وإنتاجنا للبلاستيك، ومع التطور المعرفي الذي مدنا بالمعلومات الكافية عن مختلف أنواع البلاستيك ومختلف خواصها من حيث قابليتها لإعادة التدوير أو السهولة النسبية في التحلل مقارنة بغيرها، ظهرت رموز مرجعية تمكننا نحن المستهلكين من معرفة المنتج البلاستيكي الأفضل لنا وللبيئة. بدأت جمعية الصناعات البلاستيكية (Society of plastic industry SPI) بوضع نظام لتقسيم المواد البلاستيكية تبعا لنوع المادة الأساسية أو الراتنج Resin المكون لها. بمعرفة المكون الكيميائي للبلاستيك يصبح معروفا لدينا مدى خطورته وملاءمته لصناعة معينة ويصبح من المعروف أيضا قابليته لإعادة التدوير من عدمها. على هذا النحو ستجد أن أي وعاء بلاستيكي أو لعبة أو أي منتج بلاستيكي تقوم بشرائه سيحمل كودا أو مثلثا يحتوي على رقم. سنتعرف سويا على معنى هذه الأرقام ودلالاتها لعلنا نتمكن من حماية حيواتنا من تأثيراتها الضارة وحماية البيئة من تراكمها المطرد. رموز جمعية الصناعات البلاستيكية المستخدمة لتقسيم منتجات البلاستيك طبقا لقابليتها لإعادة التدوير الرمز رقم 1 – بلاستيك المرة الواحدة: إذا وجدت مثلثا يحمل الرقم 1 على الزجاجة التي تستخدمها فإن هذا يعني أنها آمنة ولكن للاستخدام مرة واحدة فقط. نتحدث هنا عن بلاستيك من نوع يدعي polyethylene terephthalate (PETE أو PET). بوليمر شفاف يشيع استخدامه في البيت في زجاجات العصائر والمياه والمشروبات الغازية، حاويات الأطعمة المحفوظة عالمربى وحاويات الشامبو، سائل الاستحمام، المنظفات والمطهرات أيضا. كذلك مع تعديل بسيط على هيكل البوليمر نجده في الملابس بكثرة وفي السجاد وشريط اللصق العازل. يتميز البوليمر المعروف مجازا باسم عائلته «بوليستر» بقدرته الممتازة على العزل. لهذا يصبح هذا النوع من البلاستيك قادرا على حفظ المواد التي تفسد بتعرضها للهواء كالأطعمة والمشروبات الغازية. في الوقت ذاته فإن ثالث أكسيد الأنتيمون Antimony Trioxide -المستخدم كعامل حفاز للبلمرة في صنع البوليستر ومانعا لاشتعاله- يمثل خطورة مرتفعة على صحة الإنسان عند التعرض له لفترات مطولة. لا يمثل التعرض للبوليستر المذكور بكميات صغيرة خطرا ولا مسببا للسرطان إلا أن تسريب البوليمر للأنتيمون باستمرار قد يؤدي لتراكم كميات خطرة منه في المادة المستهلكة وبالتالي يصبح الخطر واضحا. لهذا فإن هذه الأوعية تصلح للاستخدام مرة واحدة فقط قبل أن يتسرب منها الأنتيمون بكثرة. يقبل البوليستر إعادة التدوير ولكن بشكل محدود وينتج عن إعادة تدويره خامات أقل جودة بكثير إلى أن يصل لكونه مخلفا لا يمكن إعادة استخدامه. ينتهي به الأمر كمخلف متراكم في المكبات على الأغلب. هكذا فإن تدابير الأمان تنصحك هنا بألا تعيد استخدام زجاجات المياه المعدنية والمشروبات الغازية أو أي وعاء بلاستيكي عليه الرقم 1. الرمز رقم 2 – البلاستيك الأكثر استخداما: اختيار المصنع الأول للمنتجات البسيطة. تمتاز عملية تصنيعه بالبساطة الشديدة حيث إن جزيئاته ليست إلا سلاسل طويلة جدا ومنظمة جدا من الإيثيلين. ولأن تكوينه منظم للغاية نجد أن كثافته عالية جدا مما يحدو بنا إلى تسميته متعدد –بولي-الإثيلين عالي الكثافة أو HDPE اختصارا. نجد هذا النوع من البلاستيك في المستخدم للتغليف وفي الأكياس. يتميز بالقوة والتماسك مع غير نفاذية للضوء تجعله مناسبا لزجاجات اللبن وعبوات الأدوية. يعتبر البولي إيثيلين من البلاستيك الآمن على الصحة ويمكن إعادة تدويره ليعاد استخدامه في مصنوعات غير متعلقة بالطعام مثل الطاولات البلاستيكية وزجاجات الشامبو. في الواقع نجد أن بلاستيك كود رقم 2 من أكثر البلاستيك الذي يعاد تدويره. الرمز رقم 3 – خطر محدق: هو أخطر أنواع البلاستيك على الصحة والبيئة وللأسف فإن وجوده مازال شائعا بشكل صادم خاصة في مواسير وأنابيب المياه. الأمر الذي يجعل منه قنبلة موقوتة في حياتنا اليومية. يدعى PVC أو الكلوريد عديد فينيل Polyvinyl Chloride. باختصار هو بوليمر صناعي – أي لا تنتجه الطبيعة أو تنتج شبيه له-من وحدة متكررة هي فينيل الكلوريد المسبب المعروف للسرطان. كذلك فإنه للحصول على بلاستيكية ومرونة أعلى للبوليمر يتم إضافة مادة الفثالات Phthalate السامة والتي ينتهي بها الأمر في الجسم. رغم هذا فإنه يتم انتاج حوالي 20 مليون طن من PVC كل عام ليمثل PVC ثالث أكبر سوق بلاستيك على الإطلاق. يمكننا أن نجد PVC في بلاستيك التغليف –غير المستخدم في الطعام- والألعاب وبطاقات البنوك، كما يستخدم أيضا في تبطين السجاد وبعض زجاجات الشامبو كذلك. تحت أي ظرف لا تقم بحرق هذه النوع من البلاستيك لتصاعد مادة Dioxin المسرطنة منه. كذلك حاول ألا تستخدمه لأغراض تكرارية لصعوبة إعادة تدويره التي تجعل المصانع تصرف نظر عن الأمر ليتراكم ها البلاستيك السام في البيئة. الرمز رقم 4 – الأخ الأكثر رقة: هو نفس البوليمر المستخدم لصناعة بلاستيك كود رقم 2 إلا أنه يختلف عنه في الكثافة. على عكس رقم 2 مرتفع الكثافة، فإن هذا النوع يتميز بنظام أقل وتفرع أكثر في سلاسله وبالتالي فإننا نطلق عليه متعدد الإثيلين منخفض الكثافة Low Density Polyethylene أو LDPE. يتشابه هذا البلاستيك مع أخيه في كونه آمن (لكن يفضل عدم تعريضه للشمس إذا احتوى على طعام أو شراب) إلا أنه يختلف في كونه يصعب جدا إعادة تدويره. يستخدم هذا النوع أيضا لصنع الزجاجات القابلة للضغط squeezable bottles والأكياس الأكثر أمانا وبلاستيك تغليف الطعام الرقيق. الرمز رقم 5 – صديق الميكروويف: لأنه يتميز بعزل عالي للحرارة، يستخدم كثيرا لصنع حاويات الطعام التي ربما توضع في الميكروويف. تجدر بنا الإشارة هنا إلى أنه لا يفضل بشكل عام تسخين الطعام في أوان بلاستيكية حتى تلك الآمنة مثل بلاستيك كود رقم 5. يدعى عديد البروبلين Polypropylene أوPP. يتميز بصلابة أعلى من سابقه كما يعمل كعازل ممتاز للرطوبة والمواد الكيماوية ولذا يستخدم في حاويات الزبادي والأيسكريم والأدوية. للأسف يصعب إعادة تدوير PP لكن يمكن إعادة استخدامه لأغراض طويلة العمر كإعادة استخدام الأطباق في إطعام الحيوانات مثلا. النسبة التي يعاد تدويرها من PP تذهب لصنع المقشات ومصنوعات السيارات البلاستيكية التي تحتاج قوة. الرمز رقم 6 – شيطان أكواب القهوة: سمعة طاغية في عدم قابليته لإعادة التدوير. خطر محدق بالصحة عند تعريضه للحرارة وإطلاقه لجزيئات الستيرين Styrene المسرطنة والتي تعمل كمادة سامة للجهاز العصبي والجهاز المناعي. وللعجب فإن أكثر استخداماته تأتي مع الطعام والمشروبات الساخنة وعلى رأسها أكواب القهوة الرغوية Foamy التي توحي بأنها من الكرتون. يسمى متعدد الستيرين (Polystyrene PS) ويشيع استخدامه في الأكواب والأطباق التي تستخدم مرة واحدة. يكثر استخدامه في المقاهي والمطاعم كاّنية لوضع الطعام Take-out وكراتين البيض. تستخدم الأنواع الأكثر صلابة من PS في صنع الأسطوانات المدمجة وألواح أرقام السيارات. الرمز رقم 7 – الآخرون: يشار إليها بالبلاستيك O. تتضمن هذه النوعية كل أنواع البلاستيك الأخرى وأشهرها متعدد الكربونات PC. إذا وجدت مادة بلاستيكية طبع عليها الرقم سبعة، حاول أن تتفاداها لأن هذا يعني أنه يمكنها أن تكون مصنعة من PC السام. مع هذا فإن PC ليس البلاستيك الوحيد في هذه الفئة، لكنها جميعا تتميز بمعدل إعادة تدوير منخفض للغاية لذا عليك تفاديها جميعا منعا للخطر. هكذا يصبح لديك فهم عام لما تعنيه هذه الأرقام المخفية في منتجاتك المفضلة. يستطيع البلاستيك جعل حياتك أسهل إلا أنه أيضا قد يقوم بالعمل على جعلها مؤلمة. عليك الأخذ في الاعتبار أنه يحدث تداخل ضخم في استخدامات هذه الأنواع من البلاستيك بسبب عدم تماشي أمانها مع تكلفتها الصناعية. لهذا عليك الحذر من البلاستيك المستخدم في المنتجات الرخيصة وعليك أيضا التأكد من نوع البلاستيك في كل منتج تقوم بشرائه وعدم الاعتماد على الاستخدامات الشهيرة لكل نوع. تعد ألعاب الأطفال مثالا شهيرا على هذا التداخل ومدى خطره. في المجمل ربما يكون من المفيد استبدال الأوعية البلاستيكية بأوعية زجاجية كلما أصبح ذلك متاحا. إن لم يكن فعليك أن تقصر استخداماتك البلاستيكية على الأنواع ذات الكود 2 و4 و5 إذا تعلق الأمر بطعامك وشرابك. لا تقلق من رقم 1 إذا لم تعد استخدامها لأكثر من مرة ولكن حاول أن تتفادى 3 و6 و7 بأي طريقة حفاظا على صحتك. قد يعجبك أيضاً دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — ديسمبر/كانون الأول 2019 بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، حان وقت الفزع زمن التعديلات الجينية: أهم 8 إنجازات طبية مذهلة في 2016 أفضل 6 مواقع تقدم الأفلام الوثائقية مجانًا شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram رنا عيسى Follow Author المقالة السابقة استخدام حقل مغناطيسي خارجي لتفعيل الدواء داخل الجسم المقالة التالية مصير الكون: هل يستمر الكون إلى ما لا نهاية؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك 10 قنوات ربحت 70.5 مليون دولار من اليوتيوب في عام... 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أضواء تتراقص: ما هو الشفق القطبي وكيف يحدث؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إعادة البريق للنحاس: عملية إنقاذ كيميائية منزلية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أنت لست تافهًا: الطائرات الورقية سلاح وعلاج ومعجزة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف يقيس الفلكيون المسافات الشاسعة بين النجوم؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تبدو الحياة في محطة الفضاء الدولية؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بكتيريا تذهب مع سيارة «تسلا» إلى الفضاء: ما الخطر؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك دراسة جديدة: لا جين محددًا يقف وراء المثلية الجنسية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك دعوا الذكاء الاصطناعي يتطور 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نوبل في الطب 2021: كيف نشعر بالعالم من حولنا؟ 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.