شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 86 لم أكُن من محبي تطبيق تيك توك ولا من المعجبين به وبفكرة عمله وما بنى عليه إمبراطوريته، ولكن تلك الآراء الشخصية لا تغير من الواقع شيئًا، فلقد أصبح وجهة لفئة كبيرة من الشباب صغير السن، فئة كبيرة للغاية! فنحن نتحدث هنا عما يقترب من ملياري تحميل على الهواتف الذكية، واحتلال رأس قائمة التطبيقات الترفيهية المجانية الأكثر تحميلًا على متجر تطبيقات هواتف آيفون، والمثل في فئة تطبيقات التواصل الاجتماعي على متجر تطبيقات هواتف أندرويد، وحسب إحصائية للمستخدمين في يناير لعام 2020 فإن ترجمة هذه الأرقام للواقع العملي هي 800 مليون مستخدم نشط شهريًّا حول العالم. أكثر المنصات الاجتماعية استخدامًا في العالم يناير 2020 ولقد تناولت الحديث عن تطبيق تيك توك في مقال سابق لسرد ظروف نشأته وطريقة عمله، في محاولة لتحليل أسباب الإقبال الشديد عليه والسلبيات الكثيرة التي تحيط باستخدامه منذ ما يزيد على العام، فلقد كان الأمر كارثيًّا على أصعدة عديدة، وأخطرها كان على المستوى النفسي للمراهقين، لضعف إمكانية الرقابة الأبوية والإجراءات الاحترازية التي يقدمهما التطبيق للحفاظ على سلامتهم، بالإضافة لابتعاده عن مفهوم الشبكات الاجتماعية التي كان يروج لنفسه بانتمائه لها. اقرأ المزيد في: ماذا يخفي تطبيق تيك توك وراء قناع الشبكة الاجتماعية؟ بداية جديدة مع الحظر منذ مدة قصيرة، ومع انتشار كارثة فيروس كورونا عالميًّا ومطالبة منظمة الصحة العالمية – بالتعاون مع الحكومات – للشعوب بالبقاء في المنزل، ومع فرض حظر التجول في عدد من الدول؛ فإن الحديث عن تطبيق تيك توك قد بزغ مرة أخرى بكثرة؛ ذلك لأن الكثيرين قد اعتبروه ملاذًا ترفيهيًّا يهوِّن عليهم فترة البقاء في المنزل بعيدًا عن الأخبار السيئة والضغوطات العصبية التي نتعرض إليها جميعًا بسبب تأثير هذا الوباء على جميع مناحي الحياة. هذه المرة لم يكن جمهور المستخدمين هو الشباب المراهق صغير السن فقط، بل توجه لاستخدامه جمهور من جميع الأعمار، شرائح عريضة أخرى أضيفت للتطبيق بدأت بهجرة مشاهير المجتمع من الفنانين والمؤثرين إليه، وتبعهم معجبوهم الذين وجدوا أنهم بدورهم يستطيعون إنشاء محتوى ترفيهيًّا يزجي أوقاتهم بكل سهولة. استغل تيك توك ما يمر به العالم وانطلقت حملاته الإعلانية تنهال علينا من كل حدب وصوب ليرسخ فكرة أنه الحل الأول والأمثل للاستمتاع بوقت التباعد الاجتماعي، ولاقت تلك الحملات نجاحًا ملحوظًا للعيان؛ حيث ارتفعت عمليات تحميل التطبيق في شهر فبراير لعام 2020 إلى ما يقرب من 113 مليون تحميل، وحقق أرباحًا لشركة ByteDance المالكة له – لنفس الشهر – تقدر بـ 50.4 مليون دولار، ليكون شهر فبراير هو الأعلى نموًا للتطبيق على جميع الأصعدة (لا تتوفر بيانات عن شهر مارس بعد). إنفاق المستخدمين داخل تطبيق تيك توك دفعني كل ذلك إلى تحميل التطبيق مرة أخرى على هاتفي ومعاودة استخدامه لمعرفة ما الذي اختلف منذ وقت كتابة المقال الأول وحتى اللحظة، وبالفعل وجدت أن هناك تغييرات قد طرأت – بطبيعة الحال – تجعله أكثر قابلية للتقبل عن ذي قبل. تيك توك شبكة اجتماعية ما لاحظته هو أن التطبيق في جوهره لم يختلف كثيرًا عن السابق، فهو يقوم على نفس الأساس، ولكنه كأي «بيزنس» ناجح؛ يخضع لتغيرات السوق، ويتأقلم عليها، ويطوع نفسه لتحقيق أقصى استفادة منها. وطبيعته البرمجية كـ «سوفتوير» تساعده على تبني هذا التغيير الذي يكون أسهل بكثير عبر العبث ببعض الأكواد هنا وهناك. لقد أصبح تيك توك أكثر إخلاصًا لمفهوم الشبكات الاجتماعية، تخلص من المسميات الموحية التي لا تخدم هذا المفهوم بأي حال واستبدلها بمسميات معتادة تشبه غالبية الشبكات الاجتماعية الأخرى كإنستجرام وتويتر، مما يسهم في تقليل وطأة العامل النفسي السيئ على المستخدمين وما كان يسببه من دفعهم دفعًا لحب الظهور، وتوجيههم أكثر للانخراط وسط مجتمع التطبيق. كما أنه قدم دليلًا فعالًا للرقابة الأبوية يقلل من مخاطر الاستخدام الخاطئ للتطبيق تجاه الأطفال والمراهقين الصغار، ويأتي هذا وسط مركز مفيد للسلامة والذي يشمل التحديات التي قد يواجهها صناع المحتوى وتمثل خطرًا على سلامتهم النفسية أو الجسدية وكيفية التعامل معها، بالطبع لا يجعله هذا منصة آمنة تمامًا لهم، ولكنه على الأقل اقترب لأن يكون على قدم المساواة مع الحد الأدنى من الأمان الذي تقدمه المنصات الأخرى. أما المثير للاهتمام فهو نمو جانب المسئولية المجتمعية التي يقدمها تيك توك في محاولة تصحيح النظرة المغلوطة عنه؛ ليثبت أنه من الممكن أن يصبح منصة ترفيهية وهادفة في نفس الوقت، والأمثلة على ذلك عديدة، ولعل أوضحها هو قسم Tiktok for Good الذي يهتم بمساعدة صناع المحتوى والمؤسسات لجعل العالم مكانًا أفضل. كيف تستفيد من تيك توك؟ إن انتشار التطبيق على هذا النطاق الواسع، ودخول مشاهير المجتمع والمؤسسات المتعددة لصناعة محتوى به، قد شجع فئات عمرية أكثر على تجربة التطبيق والاستمتاع به. بالطبع لا تزال فئة المراهقين الصغار هم الفئة المهيمنة والأكثر استخدامًا للتطبيق واستهدافًا منه، إلا أن الشريحة العمرية قد تمددت بلا شك. هذا التنوع ساعد على ظهور محتوى مفيد – نوعًا – للسطح بعدما كان التطبيق غارقًا في التفاهة من قمته إلى قاعه، وأضحى إيجاد محتوى ترفيهي يستحق المشاهدة أمرًا ممكنًا وأكثر سهولة عن السابق. كوفيد-19 فمثلًا في الوقت الحالي وبسبب مواجهتنا الصعبة مع وباء كورونا المستجد، ستجد أن التطبيق قد وفر قسمًا خاصًّا باسم Covid-19 في أعلى الواجهة الرئيسية ليجعل الوصول إليه سهلًا وواضحًا. قسم Covid-19 بالواجهة الرئيسية لتطبيق تيك توك وداخل هذا القسم ستجد إحصائيات تابعة لبلدك عن مدى تقدم المواجهة مع الفيروس، وإحصائيات عالمية، ومقاطع فيديو توعوية، وأخرى ثرية بالمعلومات والإحصاءات، وغيرها ملهمة ومشجعة، كل هذا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والعديد من المؤسسات المعتمدة الأخرى لتقديم محتوى مفيد وأرقام دقيقة. تصفح قسم Coronavirus في تطبيق تيك توك استكشف طريقة أخرى لاستكشاف محتوى مفيد هي تبويب استكشف Discover الذي سيطلعك على أكثر الوسوم استخدامًا عالميًّا في الوقت الحالي، لتتنقل بينهم وتختار منهم ما يسترعى انتباهك لتتصفح مشاركات المستخدمين به أو تشارك بنفسك، ستكون المهمة صعبة بكل تأكيد ولكنها لم تعد بذات الصعوبة البالغة كما ذكرت. تبويب استكشف discover في تيك توك من أكثر الوسوم المفيدة تداولًا في الوقت الحالي والذي عثرت عليه بلا جهد تقريبًا من خلال هذا التبويب هو وسم #stylenotfashion أو #ستايل_مش_فاشن الذي أطلقته مسابقة سديم الباحثة دائمًا عن أفضل صناع المحتوى في العالم العربي؛ لتدعمهم وتزودهم بأحدث وأفضل الأدوات والخبرات وتساعدهم ليصل تأثيرهم إلى أوسع نطاق من الجمهور. تحدي style not fashion على تيك توك يهدف هذا الوسم إلى زيادة وعي الشباب بالأضرار التي يغفل الكثيرون عنها للموضة السريعة؛ وهي سرعة التنقل بين الأزياء وشراء المزيد والمزيد منها في وقت قصير لمواكبة الموضة التي أصبحت تتغير باستمرار بتشجيع من أباطرة صناعة الأزياء في العالم، غير عالمين بالأضرار البيئية الكارثية التي تسببها تلك الصناعة . فنجد مشاركات المستخدمين في هذا الوسم عبارة عن أفكار مبتكرة لاستخدام نفس قطعة الملابس التي يمتلكونها ليرتدونها بأكثر من طريقة لتجديد إطلالتهم دون الحاجة إلى شراء ملابس جديدة، وبالتالي التخفيف من التلوث البيئي والأضرار التي تسببها صناعة الأزياء. مفضلات، إعجاب، متابعة حتى تقلل من فرص مصادفتك لمحتوى تافه يثير امتعاضك ونفورك؛ احرص على حفظ كل ما يعجبك في قائمة المفضلات، سواء كان فيديو، وسم، صوت، أو حتى تأثير، لتتمكن من العودة إليهم وتصفح المحتوى الجديد بهم بضغطات معدودة، فبهذا تضمن حدًّا معقولًا من الرضاء عما تشاهده وتستمتع به في تيك توك. المفضلات في تيك توك وبالإضافة لذلك لا تبخل بوضع إعجاب لأي مقطع فيديو يعجبك، فهذا سيكون لمصلحتك أنت أيضًا وليس فقط دعمًا لصانع الفيديو؛ لأن خوارزمية عمل تيك توك ستتفهم تفضيلاتك وما يعجبك مع مرور الوقت، ومن ثم تبدأ في اقتراح أشياء مشابهة لاهتماماتك وستجدها تظهر أمامك بمجرد فتح التطبيق في تبويب For You. ولا أظن أنني بحاجة لتذكيرك بعمل متابعة للحسابات التي تجدها مفيدة وممتعة لك، لتجد كل جديد منها في تبويب Following في واجهة التطبيق الرئيسية. اصنع محتوًى مفيدًا بنفسك لماذا عليك أن تجلس دائمًا على مقعد المتفرج؟ لو كان لديك شيء مفيد تود مشاركته مع الآخرين فليس عليك سوى سحب هاتفك الذكي من جيبك وفتح التطبيق ثم تسجيل ما تريد نشره، ولكي تصل رسالتك لأكبر عدد ممكن من المتلقين فهناك بعض النصائح التي يستحسن أن تتبعها لضمان أفضل نتيجة. كن مبدعًا! لا تكن رتيبًا مملًا في إلقائك أو طرحك، فكر كيف توصل فكرتك بطريقة بسيطة وممتعة ومبتكرة في نفس الوقت، فتلك هي طبيعة التطبيق الترفيهية وجمهوره الملول الذي يريد الاستمتاع بما يشاهده، فالذكاء هو أن تقدم محتوى مفيدًا مع الحفاظ على الروح المرحة والإبداعية. استخدم الوسوم الأكثر انتشارًا شريطة أن تكون متعلقة بالمحتوى الذي ستقدمه لتضمن الوصول لأكبر عدد ممكن. أنشئ تحديًا يجعل الآخرين يستعينون بالوسم الخاص بك الذي أنشأته والمقطع الصوتي الذي استخدمته لعمل مقاطع فيديو تنشر فكرتك ورسالتك. ابدأ بثًّا مباشرًا ولا تعتمد فقط على المقاطع المسجلة، فإن تطبيق تيك توك قد بدأ منذ فترة قريبة دعم خدمة البث المباشر، فتتحدث إلى المشاهدين عن الموضوع الذي تود طرحه وتتلقى ردودهم وتتناقش معهم في لحظتها، وربما يكون ذلك وسيلة لجني بعض المال لو أراد المشاهدون إهداءك بعض الهدايا المتاحة داخل البث، ولقد تحدثت عن هذا النموذج الربحي بالتفصيل في مقال تعريفي بتطبيقات اللايف يمكنك مراجعته للاطلاع على المزيد في هذا الصدد. إن الانعزال في برج عاجي، والتأفف، والترفع عن التدخل والمتابعة، ورفض السمع من الأساس؛ لن يغير من حقيقة الأمر شيئًا! فإن هذا ما يبدو عليه العالم الآن، وإن أردت إحداث تغيير حقيقي ومؤثر؛ فعليك بدءه من داخل هذا العالم وليس من منطقة نائية خارج أسواره حيث لن تسمعك سوى أذنيك وبعض القوافل الشاردة المارة في صحرائك القاحلة، فالأمر الآن بيدك لتساعد على انتشار ما هو مفيد وإبرازه من بين كل ما هو غث، أو الاكتفاء بهز رأسك والمضي قدمًا تاركًا الجمل بما حمل. لذلك فسأنتظر منك عزيزي القارئ مشاركتنا في التعليقات بأبرز الحسابات والوسوم التي ترى أنها مفيدة وتستحق المتابعة على تطبيق تيك توك من وجهة نظرك؛ ليكون لك دور إيجابي في نشر ما يستحق الانتشار بحق. قد يعجبك أيضاً ٨ معلومات يجب أن يعلمها الجميع عن سرطان الثدي الميكروبيدات: جسيمات البلاستيك الدقيقة تشكل خطراً بيئياً دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — يوليو/تموز 2018 سقوط الحصن الأخير: «الهيليوم» العنصر الأكثر خمولاً يتفاعل شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد محمود Follow Author المقالة السابقة كيف تصارع الماكينات الألمانية وباء كورونا بنجاح؟ المقالة التالية ما أخطأ ريتشارد فاينمان بشأنه حول الجمال والحقيقة في العلوم قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك الكائنات الدقيقة على الأرض أكثر من النجوم في المجرة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 8 مخاطر يتعرض لها جسدك بسبب الحرمان من النوم 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الكيمياء ضد الرصاص: الكيفلار وضربة «دو بونت» الثانية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أحدث 5 تقنيات ذكية في عالم السيارات في عام 2018 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف أطمئن على صحة قلب طفلي المولود؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ثورات نظرية الأوتار الفائقة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف يقوم الدماغ بحوْسَبة العقل (1-3) 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من أين تأتي لحظات الإلهام؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيارتك ذاتية القيادة قد تختار أن تُضّحي بك، فهل ستقبل؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك علماء مصر غاضبون: «هاشتاج» لمطالب أساتذة الجامعات 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.