شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 111 منذ فترة لا بأس بها، توقف الفيلم الوثائقي عن أن يكون ذلك البرنامج الممل الذي يتحدث عن موضوعات متشابهة وقديمة، وازداد وعي صُناعه بضرورة احتوائه على عنصر التشويق، ليتمكن المُشاهد من متابعته إلى النهاية فيتحصل على الفائدة المرجوة. ومنذ فترة لا بأس بها أيضًا، أصبح للفيلم الوثائقي مهرجاناته وجوائزه وتكريماته، بل وقنواته الفضائية المتخصصة، هذا طبعًا إلى جانب كونه بندًا رئيسيًا على مائدة الأوسكار السنوية. سنستعرض في هذا المقال أربعة أفلام وثائقية لثلاث مُخرجات عربيات من جنسيات مختلفة، عُرضت على قناة الجزيرة الوثائقية خلال العامين والنصف الماضيين. الأفلام الأربعة وثائقية اجتماعية متنوعة المضامين، ويجمعها جميعًا الاحترافية في التنفيذ، بالإضافة إلى سلاسة الطرح. ويتراوح طولها بين تسع وعشرين ودقيقة، إلى ساعة كاملة تقريبًا. الطلاق على الطريقة اللبنانية الفيلم الأول عنوانه «الطلاق على الطريقة اللبنانية». عُرض بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وهو من إخراج اللبنانية ريبيكا البيطار. الفيلم يتناول حياة خمس نساء لبنانيات، تنتمي كل واحدة منهن لطائفة مختلفة من الطوائف الأربع الرئيسية في لبنان، السنة والشيعة والمسيحيين والدروز. وصلت الحياة الزوجية لكل منهن إلى طريق مسدود، واضطررن لطلب الطلاق. ويعرض الفيلم المشاكل التي واجهتها كل واحدة من هؤلاء، على اختلاف ملّتها، حيث علقت قضاياهن في المحاكم لعدة سنوات، وحيث يصطف القانون غالبًا في صالح الرجل. يروج الفيلم لإحلال القانون المدني مكان قوانين الأحوال الشخصية المعمول بها حاليًا في لبنان، ويعرض شهادة لإحدى العاملات في منظمة «كفى»، المعنية بإيقاف العنف ضد المرأة. حيث تقول: «لو كانت القوانين المعمول بها حاليًا منصفة، فلماذا إذن لجأت إلينا 1050 امرأة في العام الماضي وحده؟!». نساء في الملعب الفيلم الثاني عنوانه «نساء في الملعب». عُرض بتاريخ 22/4/2014، وهو من إخراج الفلسطينية «سوسن قاعود». يروي الفيلم قصة تأسيس المنتخب الفلسطيني النسوي لكرة القدم، على يد الكابتن «هني ثلجية»، التي أخذت على عاتقها هذه المهمة. وتتجول عدسة الكاميرا داخل بيوت العديد من اللاعبات، مستوضحة آراء ذويهن في هذا الموضوع، حيث نجد موافقة وتشجيعًا من بعضهم، واعتراضًا من البعض الآخر، خوفًا من كلام الناس. يعرض الفيلم أيضًا العديد من الصعوبات التي تواجهها اللاعبات، كالإصابات والكسور، بالإضافة إلى الحواجز الإسرائيلية بين مدن الضفة الغربية، وكيف يعيق ذلك انتظامهن في التدريب. رغم ذلك نرى روح صداقة عالية بين اللاعبات، وروحًا قتالية في التدريب وأثناء المباريات. وتروي العديد من اللاعبات حكاية شغفها الكبير بكرة القدم، وعشقها للحركة واللعب. أنامل الزمان أما الفيلم الثالث فهو بعنوان «أنامل الزمان». عُرض بتاريخ 19/10/2016، وهو لنفس مخرجة الفيلم السابق، الفلسطينية «سوسن قاعود». يروي الفيلم قصة «ريما ترزي»، وهي ملحنة فلسطينية وعازفة بيانو. ورغم أن هذه العجوز في التاسعة والسبعين من عمرها، إلا أنها شخصية ملهِمة للغاية، ذات روح مرحة لا تنطفئ. وأدت «ريما ترزي» العديد من ألحانها الخاصة على آلة بيانو كبيرة أثناء الفيلم. تروي السيدة ريما حكايتها منذ الطفولة، وتصف حال يافا في أربعينات القرن الماضي، حيث كانت عاصمة للفنون والثقافة. وتروي حكاية اغترابها في كندا مع زوجها الطبيب الذي توفي منذ عدة سنوات. نرى في الفيلم أيضًا ابنيها وأحفادها، حيث ما زالت إلى الآن تزور المعهد الوطني للموسيقى، في مدينة بيت لحم حيث تقيم، لتقدّم دعمها المعنوي للأطفال. ابنك ناشونال أم إنترناشونال؟ الفيلم الرابع والأخير هو بعنوان «ابنك ناشونال أم إنترناشونال؟». عُرض بتاريخ 7/6/2014، وهو من إخراج المصرية «نهى الحناوي». يتحدث الفيلم عن ظاهرة التعليم الدولي في مصر، حيث يعرض مشاهد واضحة عن الفرق الشاسع في أساليب التعليم، ما بين المدرسة الدولية التي تُدرّس المنهاج الأجنبي، وبين المدرسة الحكومية التي تدرّس منهاجًا يعتمد على الحفظ والتلقين. يطرح الفيلم العديد من الأسئلة، مثل مدى أحقية أبناء الأثرياء فقط بالتعليم الممتاز، وأيضاُ التبعات الثقافية لتنشئة الطفل المصري في بيئة تعرض النظام والقيم الغربية كأسلوب حياة، وليس كمنهاج تعليمي فقط. نتابع أيضًا حوارات مع ثلاث أمهات، من ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة، حيث تعرض كل واحدة منهن وجهة نظرها، التي تميل إلى تفضيل المدرسة الدولية، لولا تواضع الإمكانيات. الإخراج النسائي للأفلام الوثائقية بات يلفت النظر بالفعل مؤخرًا، سيما بعد أن صار يحصد الجوائز بشكل متكرر ويكاد يكون ثابتًا، وأهمها بالطبع جائزة الأوسكار. ونذكر في هذا السياق، مخرجة الأفلام الوثائقية، الباكستانية شيرمين عبيد جنائي، الحاصلة على جائزتي أوسكار، عامي 2012 و2016، والتي ربما تستحق أن يُفرد لها مقال خاص، للحديث عن إنجازاتها. مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً مستر كروكر في كل مكان ماذا تعرف عن أسوأ عصور العبودية؟ ثلاثة مقالات قصيرة تاريخ الحشيش في مصر شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram إيمان الشريف Follow Author المقالة السابقة العلاقات الإيرانية السعودية: بين التحالف والصراع المقالة التالية الحب في زمن التألُّه قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك طيبات ما رزقناكم: الموروث الشعبي للمائدة الرمضانية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مداحات النبي: قصص من الحب والتنوع 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك السينما النظيفة: سهل عنه نمتنع 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الدين كما أفهمه – بين السند والأسطورة [2] 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جوائز أدب الخيال العلمي (1) 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك التغيير لا يبدأ من العاصمة! 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فيلم «مثلث الحزن» والضلع الناقص لـ «روبين أوستلوند» 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تغطي الدول المستعمِرة تكاليف الاستعمار؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كتاب «فكر بنفسك! عشرون تطبيقًا للفلسفة»: عن شجاعة التفكير 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فكر علم: الجرعة السنوية الأولى من العلوم 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.