شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 281 كادر قريب لجمجمة بشرية في شارع مهجور، قدم إليكترونية تقترب لتخطو عليها، تدهسها وتحطمها تمامًا، صوت إلكتروني صادر عن روبوت يسأل: «هل أنت متحمس لمشاهدة هذا؟»، ليجيب روبوت آخر: «على الأغلب لا، إذا شاهدت مدينة أبوكالبتيكية واحدة فكأنك شاهدت كل المدن». هذا بالتحديد ما يتخطاه صناع مسلسل «Love, Death and Robots»، هنا نحن لا نرى معالجة مكررة لأحداث نهاية العالم على يد مجموعة من الروبوتات الغاضبة، على العكس تمامًا، نحن نرى شذرات في شكل حلقات قصيرة تتراوح مدة أغلبها بين 10 دقائق و16 دقيقة، يدور معظمها عن تيمات مختلفة تمامًا وغريبة أحيانًا، يجمعها فقط أن للذكاء الصناعي دورًا كبيرًا فيها، كما يجمعها أيضًا أنها تظهر تشائمًا عميقًا عن مصير البشرية ومستقبلها. كيف سيبدو إذن هذا المسلسل القصير الذي يتصدر أسماء صناعه تيم ميللر مخرج فيلم Deadpool الشهير بحسه الساخر، وديفيد فينشر صاحب أفلام «Seven»، و«Fight Club» الشهير بالمحتوى العنيف والحبكات الملتوية، بالإضافة لجيش من الكتاب والرسامين والمخرجين. اليوم نجيب عن صفات هذا المسلسل، في رحلتنا المليئة بالهلاوس، والشبيهة بحبات مخدر LSD، مع مسلسل لا يمكن تصنيفه في خانة بعينها. وذلك من نجيب على أسئلة: أين التفرد؟ أين الهلاوس؟ وإلى أين المصير؟ وأخيرًا لمَ تنتهي الأمور دائمًا بشكل سيئ؟ دماء بشرية وآلاء إلكترونية الطابع الأول لهذا المسلسل هو كثرة المحتوى العنيف بشكل ملحوظ، نحن أمام محتوى غالبيته ينتمي لعالم الرسوم المتحركة لكن المحتوى رغم ذلك غير مناسب للأطفال. هذا المحتوى العنيف يمتزج في كثير من الأحيان بإمكانيات متطورة للذكاء الاصطناعي، بحيث يبدو القتل بسيطًا وسهلًا للغاية. نشاهد هذا مثلًا في الحلقة المعنونة Sonnie’s Edge والتي تدور عن رياضة غريبة يتقاتل فيها وحوش إلكترونية بأجساد يمتزج فيها اللحم والدوائر الكهربية، كما يتحكم في هذه الوحوش لاعبون بشريون. الجدير بالملاحظة أن العنف هنا يبدو مستندًا لفكرة، حيث إن بطلة الحكاية قد تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل، ولذلك فهي تنتقم الآن ومن خلال هذه الرياضة الدموية من كل من يشبه من اعتدى عليها. قصص سايكيديلية المحتوى العنيف يتكرر في حلقة The Witness لكنه يمتزج هذه المرة بقصة سايكيدلية، والوصف هنا مرتبط بالشعور المرافق لحبوب الهلوسة، نحن هنا أمام حكاية أشبه بكابوس مستمر، عنف وقتل دون سبب واضح، ومطاردة مخيفة بين شخصيتين متماثلين تماماً. هذه الهلوسة تستمر مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف، حينما تشاهد هلوسة صادرة عن روبوت من خلال حلقة Zima Blue ، تطور وأصبح صاحب إرادة حرة، لدرجة أنه نسي معها أنه كان يوميًا كائنًا إلكترونيًا، هذا الرجل الآلي يظنه الجميع رجلًا حقيقيًا، ينبهرون برسمه المتقن، ويبدون تعجبهم من رمز يضيفه دومًا للوحاته، هو مربع ملون بالأزرق السماوي. يظل هذا الجانب الغرائبي والسريالي حاضرًا في العديد من الحلقات، لكنه يتصدر الواجه في هاتين الحلقتين. ديستوبيا الماضي والمستقبل أما عن الطابع الأبرز لهذه الحلقات، فهي أنها تشترك جميعها في رسم عالم ديستوبي، انهارت فيه الحضارة البشرية، أو تعرض فيه البشر بما كسبت أيديهم لخطر داهم، حينًا في المستقبل وحينًا في الماضي. نشاهد هذا على سبيل المثال في الماضي في حلقة The Secret War حيث يقع الجيش السوفيتي الأحمر في مصيدة نصبها مجموعة من الوحوش التي تشبه الموتى الأحياء بشكل كبير. كما نشاهده في المستقبل في حلقة Beyond the Aquila Rift حيث نتتبع رحلة طاقم مكوك فضائي تعرض لحادثة وضل طريقه، ننتظر لنرى من مات ومن نجا، لكننا في النهاية نكتشف أن كائنات أكثر تطوراً من البشر تستغل ذكريات هؤلاء الموتى لتعرف أكثر عن رحلتهم. أما في حلقة Good Hunting فتمتزج الديستوبيا مع الأساطير الآسيوية مع المحتوى العنيف بلمسة إلكترونية، حيث نتابع رحلة فتاة من الجن تم إجبارها على البقاء في شكلها البشري ليستمتع أصحاب المال والسلطة بها جنسيًا، فتحولت في النهاية لوحش إلكتروني يتسلى باصطياد البشر وقتلهم. هذا التشائم من مصير البشر يظهر حتى في حلقة Ice Age رغم ما فيها من خفة ظل، حيث يكتشف حبيبان وجود عالم بشري مكتمل داخل ثلاجتهم القديمة، يتابعون تطوره من العصر الجليدي حتى عصر الإنسان الآلي، لكنهم ولسوء الحظ مرة أخرى يشاهدون كيف ينتهي هذا العالم نتيجة سوء تصرف من يعيشون فيه. يبدو إذن أن طريق البشرية وطبقًا لصناع «الحب والموت والروبوتات Love, Death & Robots» مسدود مسدود مسدود، حتى ولو كنا نحيا داخل فريزر ثلاجة قديمة في إحدى دول غرب أوربا. قد يعجبك أيضاً أفضل 10 مسلسلات أجنبية في 2020 محمد أمين راضي: يشغلني الخوف أكثر من الوباء نفسه نقوش – الحلقة الأولى مسلسل «ريفو»: دراما النوستالجيا والأحلام غير المحققة شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram حسام فهمي Follow Author المقالة السابقة «طير بلا أجنحة»: من قيود الواقع إلى التحليق في السماء المقالة التالية «الكيت كات» و«مالك الحزين»: الزمن بين السينما والأدب قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك توقعات إضاءات لجوائز الأوسكار 2019 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رواية «حفلة التيس»: أن تحرس التاريخ من كذب الرواة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 10 أفلام ﻻ تفوتكم في بانوراما الفيلم الأوروبي 2018 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حرب الكلب الثانية: هل يفوز «إبراهيم نصر الله» بالبوكر؟ 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الكيف: ما يقدر يحييها إلا اللي خلقها 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مهرجان «زاوية» للأفلام القصيرة في دورته الثانية 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هشام يخفي سرًا – الحلقة الخامسة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الفيلم الوثائقي «مسكون»: مرثية لبيوت سوريا 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قصص لا تكتمل – الحلقة السادسة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لوال دي أوول: مغني «هيب هوب» يعالج قضايا جنوب السودان 03/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.