شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 66 استضاف ملعب الإمارات قمة الجولة الثانية عشرة بين أرسنال وتوتنهام في لقاء يحمل – إلى جانب تلك العداوة التاريخية بين مشجعي طرفيه – الكثير من الأسئلة الصعبة عن اختيارات مدربي الفريقين وتعاملهم النفسي قبل التكتيكي مع اللقاء المشحون مسبقًا من قِبل الجماهير التي تسعى لتأكيد تفوق فريقهم على جاره المزعج وإعلان تلون لندن بلون فريقهم المفضل. «مدرب استثنائي»، وأحد أعظم المبدعين في كرة القدم الإنجليزية — بوكيتينو، عن أرسين فينجر قبل لقاء أمس. تلك العداوة التاريخية لم تمنع مدربي الفريقين من كيل المديح لمدرب الخصم نظرًا لما ينتظرهم من تحدٍ صعب أمام مفاجآت الخصم المحتملة في رحلتهم للظفر بنقاط المباراة ومواصلة المنافسة على اللقب لإرضاء جماهيرهم التي قد تجد الفوز على الجار سببًا كافيًا للاحتفال بنهاية الموسم إذا أخفق فريقهم في مسعاه نحو بطولة تبدو عصية -حتى الآن- على طرفي اللقاء. كيف؟ أين؟ لماذا؟ واجه بوكيتينو العديد من الأسئلة قبل المباراة حول قدرته على الحفاظ على صلابة فريقة في المباريات الكبرى وتقديم عروض قوية كهذا الذي سحق به مدريد قبل التوقف الدولي متسلحًا بفريق قوي دفاعيًا، مقاتل هجوميًا بامتلاكه العديد من الخيارات الهجومية مثل ديلي آلي وأريكسن وكين. بينما واجه فينجر العديد من التحديات للإجابة عن أسباب تراجع مستوى الفريق وعدم استقراره حتى الآن على التشكيل والتكتيك المناسب لفريقه ولماذا لا يبدأ لاكازيت دائمًا على الرغم مما يقدمه من مستوى متميز؟ بل امتدت التساؤلات إلى الخصم عن مدى قدرة أرسنال على غلق ملعبه أمام خصم شرس هجوميًا كتوتنهام وإيقاف محركو أدائهم إيريكسين – علي – كين، ويبقى أصعب أسئلته إجابة عن مدى قدرة فريقة على إحداث ضرر بأقوى دفاعات المسابقة؟ عند مورينيو الخبر اليقين يبدو أن فينجر قد وجد سريعًا الإجابة على ما يواجهه من أسئلة عند عدوه اللدود جوزيه مورينيو، عداوة لم تمنعه من تعلم خدعة داهية مانشستر التي قلب بها الطاولة على أقوى دفاعات المسابقة، بإرسال بينيات طولية من الأطراف إلى عمق دفاعات السبيرز، مستغلين بطء عمق الدفاع إيريك داير في الارتداد والملاحقة الأرضية والتي أتت بثمارها وكلفت توتنهام نقاط المباراة سابقًا أمام مورينيو. وبالفعل لجأ فينجر للأسلوب ذاته بإمطار الخط الخلفي للضيوف ببينيات طولية للاكازيت وأحيانًا سانشيز بغية الوصول لمرمى لوريس بأقصر الطرق الممكنة، لم تنجح معظمها لعدم التوفيق الذي لازم خط هجوم أرسنال في بداية اللقاء، ولكنها ألزمت بوكيتينو وفريقه أماكنهم الدفاعية وقيدت حركة وسط ملعبه من أجل التغطية على ثلاثي الدفاع خشية تلقي هدف من تلك الثغرة المكشوفة. ماذا حدث في أرض الملعب؟ أدرك فينجر أنه قد وجد ترياقًا سحريًا لحل معظم مشاكله المستعصية حين أدرك أن تشكيل خطورة على مرمى الضيوف من العمق لا يحتاج إلا إلى ثلاثي المقدمة ليترك لباقي فريقه الاهتمام بعبء ثقيل يتمثل في الدفاع عن مرمى تشيك بتضيق المساحات على الضيوف وعزل هجومه عن وسطه، لذا كانت مهمة فينجر في الأساس هي تعديل أسلوب لعب الفريق وتوزيع الأدوار وليس في الخطة والتشكيل، الذي لم يختلف كثيرًا عن سابق المباريات إلا بدخول لاكازيت المباراة منذ بدايتها. تشكيل الفريقين، أرسنال (يسار) وتوتنهام، (مصدر الصورة: www.whoscored.com) أثبت فينجر جودته كمدرب بعدم التراخي في الضغط على الضيوف كما فعل مورينيو أمامهم بالارتكان للدفاع، بل كلف فريقة بضغط عالٍ على دفاع الضيوف والتمركز بخط دفاعي متقدم من أجل مزيد من الضغط، أسفرت عن عدة كرات مقطوعة من دفاع الضيوف في نصف ملعبهم كادت أن تصيبهم بهدف لولا تسرع لاكازيت وسانشيز. كما استغل فينجر عدم ارتياح خصمه في اللعب على الملاعب الأكبر مساحة من معقله القديم – وايت هارت لاين – لتشكيل خطر أكبر على الضيوف من الجانبين معتمدًا على المساحات الكبيرة التي دائما ما يتركهها الجيران على الأطراف حتى في ملعبهم المؤقت ويمبلي الذي يشبه ملعب الإمارات الذي أقيمت عليه أحداث المباراة. صورة توضح الفارق في الأبعاد بين ملعب وايت هارت لين وملعب ويمبلي، (مصدر الصورة: www.squawka.com) فبدأ ذلك السعي بإمطار الضيوف بعرضيات كثيفة من الأطراف غير المراقبة افتقد فيها أصحاب الأرض لرأس جيرو الغائب وتحسس معها فينجر ملامح ثغرة أُخرى كشفت خللًا في منظومة توتنهام الدفاعية، ألا وهي سوء التفاهم بين ثنائي الرواق الأيسر للضيوف دايفز- فيرتونخيين وعدم التزام آلي بواجباته الدفاعية، ما سمح لظهير أرسنال الأيمن بيلليرين بالتقدم وإرسال العديد من العرضيات الخطيرة داخل منطقة الجزاء ولعب ثنائيات مع أوزيل ولاكازيت أسفرت لاحقًا عن صناعة أرسنال لهدفهم الثاني . المساحات خلف مدافع فريق توتنهام (جان فيرتونخين) سمحت بالتواجد الهجومي لفريق أرسنال، المصدر: www.whoscored.com كل هذا كانت محصلته ما شاهدناه من تراجع السبيرز لإغلاق ثغرات العمق والأطراف، التي بدأ معها سقوط ترابطهم الدفاعي متسببًا في هدف أول جاء من ارتباك أفضل مدافعيهم هوائيًا – داير – في التعامل مع ضربة حرة، تبعه هدف آخر من رواق الضيوف الأيسر، هذا إلى جانب استسلام الضيوف للحصار الذي فرضه فينجر على ثلاثي المقدمة الخطير واصطدم كل هذا بتراخي مدربهم المجتهد عن التدخل لتغيير حقيقة التفوق الميداني المستحق لخصمه، ليعلن بوكيتينو نفسه نهاية اللقاء مبكرًا من جانب الضيوف بإخراج آلي وكين في الدقيقة 71، وإن كانت ابتسامته على الخط قبل ذلك بدقائق خير دليل على تفوق خصمه العجوز وتسيده لديربي عاصمة الضباب بفوز مستحق ومنطقي. فليرحل بوكيتينو! كثيرًا ما عودنا فينجر على شعارات تطالب برحيله مع كل إخفاق يواجه فريقه، والجديد هنا ما فاجأنا به بوتشينيو من أداء سيئ للغاية من فريق تعودنا معه على الإثارة واللعب السريع المباشر، ولكن يبدو تأثر فريقه بمباراة مدريد الأخيرة، والتي قد يغفرها قلة خبرة عناصر تشكيلته وصغر سنها، ولكن مازلنا نستطيع لوم المدرب نفسه على بطء استجابته وتأخر قراءته للمباراة وعدم تداركه لأخطائه، والتي بدأها بإشراك سيسيكو صاحب الانطلاقات الضالة التي ينتهي معها في كل مرة استحواذ فريقه على الكرةـ بل الاعتماد عليه لتكون انطلاقاته العشوائية تلك هي المتنفس الوحيد لفريقه لإيصال الكرة للثلاثي المعزول خلف وسط أرسنال الملتزم دفاعيًّا. ارتكن بوكيتينو أيضًا إلى إبداع لم يأت من ثلاثي المقدمة إلا على استحياء، غير مبالٍ بتغيير شكل الفريق حين تقاعس ثلاثي المقدمة عن واجباتهم الدفاعية على عكس ثلاثي أرسنال الهجومي، مكتفيًا فقط بلوم التحكيم بعد اللقاء على أهداف أرسنال التي لم تخلُ من شبهة التسلل. الخريطة الحرارية للثلاثي الهجومي للفريقين تظهر تفوق ثلاثي أرسنال في القيام بواجباتهم الدفاعية واستسلام هجوم الضيوف للحصار المفروض عليهم من وسط ودفاع فريق أرسنال، المصدر: www.whoscored.com وانقلبت الآية هنا فأصبح بوتشينيو هو المطالب بالإجابة على حفنة من الأسئلة عن أداء فريقة واستجابته المتأخرة لتعديل التشكيل وإصراره على إشراك سيسيكو رغم عشوائيته المفرطة، ومتى سيشهد خطه الخلفي التعديل بعد أن أصابته الهشاشة وتبين وجود ثغرة بين دفاعاته المختارة بعناية؟ والأدهى من ذلك هو لماذا يختفي فريقه في الملاعب ذات الأبعاد الكبيرة نسبيًّا كويمبلي مقارنة بمعقله القديم وايت هارت لاين؟ دعنا نرى الإجابة فيما هو قادم. قد يعجبك أيضاً متى يصبح «ميسي» عظيمًا في الأرجنتين كـ«مارادونا»؟ أيهما أهم في كرة القدم: الجانب الذهني أم البدني؟ بيبي: الطيب الذي لم يعرفه أحد ميسي أم مارادونا؟ دليلك لتكذب وتتجمل في نفس الوقت شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أحمد إسماعيل Follow Author المقالة السابقة أتليتكو 0-0 الريال: هذا ماحدث لفريق زيزو في 94 يومًا المقالة التالية كيف نجح «ساري» نابولي على طريقة «والتر هايزنبرج» قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك مدير أم مدرب: هل يمكن لفريقك الفوز بدون تكتيك؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل تعلم كيف كانت أول مباراة في تاريخ كرة القدم؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جريمة قتل وراء تأهل بنما للمرة الأولى في تاريخها للمونديال 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك علم النفس يجيب: هل «عادل شكل» مشجع كرة قدم؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك والد نيمار وابن بونوتشي: كيف تؤثر الأسرة في مسيرة اللاعب؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بين ميدو ونيلسون مانديلا: لماذا يكذب اللاعبون باستمرار؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك غرائب الملاعب: ما بين قميص كرويف والكلب بيكلز 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أزمة ميلان: كيف يستعيد الروسونيري مكانته مرة أخرى؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك منتخب الكاميرون: لا نعترف بالبطولات القارية دون افتعال أزمة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لهذا قرر «مرتضى منصور» تغيير خطة التوريث بنادي الزمالك 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.