في نهاية كل موسم كروي تنظم الاتحادات المختلفة احتفالية للاحتفاء بالأفضل خلال الموسم، أفضل مدرب، أفضل جمهور أفضل لاعب، وبالطبع يتم اختيار التشكيل المثالي لتلك البطولة.

بعد إعلان التشكيل المثالي، كثيرًا ما تفكر الجماهير ماذا لو كان هذا التشكيل حقيقيًا؟ ماذا لو استطاع كل هؤلاء أن يجتمعوا في فريق واحد؟ ربما يقوم أحدهم بخلق هذه الفرق عن طريق ألعاب الفيديو، ليتنافس الفريق المثالي للدوري الإنجليزي مع قرينه من الدوري الإسباني والنتائج ممتعة بالطبع فالجلاكتيكوس فكرة جماهيرية محببة.

في النسخة القادمة من كأس العالم والتي سنتطلق بعد مرور حوالي شهر تشارك ولأول مرة أربعة منتخبات عربية دفعة واحدة، لكن ماذا لو شارك العرب بمنتخب موحد، هل سيعبر هذا المنتخب للقب كأس العالم بسهولة؟ هل يستطيع أن يصل للأدوار النهائية؟ الفكرة بكامل تفاصيلها محض خيال، فلا عجب أن نتساءل. حاول أن تستسلم قليلًا للفكرة ودعنا نستعرض معًا ما هو التشكيل المناسب لهذا الفريق لنرى كيف سيبلي أمام الكبار.


الحبسي: أكثر من عشرة أعوام في الملاعب الإنجليزية

الميزة الكُبرى لتشكيل منتخب يشمل هذا العدد من البلاد وهذه المساحة الهائلة على الخريطة يتضح لنا مبكرًا في مركز حراسة المرمى، فبينما تكتم المنتخبات العربية الأربع المتأهلة قلقها إزاء مركز حراسة المرمى، سواء في وجود المصري المخضرم «عصام الحضري» أو السعودي الجيد «عبد الله المعيوف» إلا أن اتساع الخريطة العربية يتيح لنا الحصول على حارس ذي خبرة هائلة ومستوى جيد، لكنه يفتقد للمنتخب الجيد الذي يمكنه من الوصول لكأس العالم، والحديث هنا عن العماني «علي الحبسي».


بدأ الحبسي

– صاحب الـ36- عامًا رحلته في الاحتراف الأوروبي في الرابعة والعشرين مع نادي لين النرويجي، والذي استمر معه لعامين ليبدأ رحلة احتراف إنجليزية لأكثر من عشر سنوات بين بولتون وويجان وبرايتون وريدينج، إلا أن أكثر فترات تألقه كانت مع فريق ويجان من عام 2011 حتى عام 2014 في البريمييرليج.

يلعب الآن الحبسي بقميص فريق الهلال السعودي، ليتقاسم مباريات الفريق مع الحارس المتأهل بالفعل عبد الله المعيوف الحارس السعودي الأساسي في المونديال القادم. ربما لا يعد الحبسي نقطة قوة في المنتخب العربي حيث لا يعد أداؤه مبهرًا هذا العام، لكن أرجوك لا تتخلى عن الفكرة فالقادم أفضل كثيرًا.


المهدي بن عطية: اختيار عمالقة أوروبا


المغربي صاحب الـ 31 عامًا

، المدافع الأساسي لفريق اليوفنتوس الإيطالي والحاصل على لقب الدوري الإيطالي رقميًا حتى الآن، ابن عطية الذي بدأ حياته في مارسيليا الفرنسي ثم ترك فرنسا ليلتحق بأودينيزي الإيطالي، ثم روما ليقدم أداء أكثر من رائع يلفت به أنظار البافاريين، ليقضي موسمين ناجحين مع بايرن ميونخ ثم ينتقل أخيرًا لعملاق إيطاليا اليوفنتوس ومع رحيل بونوتشي إلى الميلان يبدو أن ابن عطية سيتعاظم دوره مع الفريق الإيطالي.

حسنًا يبدو ابن عطية ركيزة دفاعية جيدة لمنتخب طموح، دعنا نرى من سيجاوره في الشق الدفاعي.


عيسى ماندي: الجزائري الشاب

ربما سيحتاج ابن عطية إلى شاب جواره خفيف الحركة، وهنا يبرز الجزائري الشاب عيسى ماندي ذو الـ26 ربيعًا

وصاحب الأداء الثابت في التشكيل الأساسي

بنادي ريال بيتيس الأسباني والذي يقدم مستويات جيدة هذا الموسم ويحتل المركز الخامس في الدوري الإسباني، ربما يعيب على الفريق كثرة استقبال الأهداف خاصة أنه يعتمد على ثلاثي دفاعي، إلا أن أداء ماندي يتسم بالثبات، وقد أثنى عليه الكثير من المتابعين. لاعبان يتسمان بالثبات الدفاعي والتغطية السليمة سيمنحان الفرصة لظهيري الملعب في التقدم وهو ما يجعلنا نختار الظهير الجزائري الذي لا يمل الانطلاق.


فوزي غلام: ظهير أيسر ماركة ساري

يعد المدرب الإيطالي لنادي نابولي الحالي «ماوريسيو ساري» من أهم مدربي العالم في شق تطور اللاعبين، واستطاع فوزي غلام الظهير الأيسر الجزائري صاحب الـ26 عامًا أن يكون ركيزة قوة هائلة في الفريق الإيطالي. في 11 مباراة فقط في الدوري الإيطالي

استطاع غلام أن يحرز

هدفين ويصنع ثلاثة آخرين إلا أن الإصابة أوقفت الصاروخ الجزائري وهو ما أثر بالسلب على فريق نابولي بالكامل.

ورغم تكرار إصابته بكسر جزئي في الركبة في فبراير/شباط الماضي أثناء التأهيل من الإصابة الأساسية وهي قطع في الرباط الصليبي فإن الأخبار تبدو مبشرة بخصوص عودته سليمًا للملاعب. هل أصابك بعض التخوف أن تتجدد إصابة غلام؟ حسنًا الظهير الأيمن الذي سنختاره يستطيع أن يعوض أي مركز حتى ولو على الجانب الآخر من الملعب.


أحمد فتحي: ظهير أيمن وعشرة مراكز أخرى

يعد أحمد فتحي واحدًا من أفضل لاعبي مصر تاريخيًا، الأرقام تتحدث عن ذلك بوضوح. فصاحب الـ33 عامًا استطاع أن يحرز كل البطولات التي يستطع أن يحرزها، فاز بالدوري المصري والكأس والسوبر المصري ودوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي، وعلى صعيد المنتخبات استطاع فتحي التأهل لكأس العالم للشباب والفوز ببطولة أفريقيا للمنتخبات وأخيرًا استطاع أن يتأهل رفقة المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018.

يمتلك فتحي ميزة هامة للغاية وهي

إجادته اللعب في أكثر من مركز

حيث يلعب كظهير أيمن ويشغل مراكز هذا الجانب بامتداده حيث يلعب كخط وسط أيمن وهو قد بدا كلاعب خط وسط مدافع، ولذا يلجأ إليه مدربوه كثيرًا ليشغل ذلك المركز.

أما مدربه المحلي حسام البدري فقد لجأ إليه للعب مركز المدافع الصريح أكثر من مرة وفي بطولة أفريقيا للمنتخبات الأخيرة لجأ إليه الأرجنتيني هيكتور كوبر ليشغل مركز الظهير الأيسر وقد أدى أداء جيدًا حتى أن الاعتقاد السائد أن فتحي يستطيع أن يلعب في جميع مراكز الملعب حتى في حراسة المرمى!


ابن طالب: خط وسط مدافع يرتدي الرقم 10

حسنًا، لقد أتممنا اختيار خط الدفاع بالكامل، هل بدأت الفكرة تروق لك ولو قليلًا، أستطيع أن أخبرك أننا لم نذهب لكأس العالم لنركن الباص، فكلما أوغلنا نحو الهجوم يزداد منتخب العرب قوة.

خط الوسط المدافع في منتخبنا يرتدي الرقم 10 بفريق شالكه، ثاني الدوري الألماني بعد بايرن ميونخ، أنه نبيل بن طالب، الجزائري الموهوب، صاحب الـ23 عامًا والذي بزغ نجمه صغيرًا في فريق توتنهام الإنجليزي والمدجج بالنجوم في خط الوسط، مما ذهب به إلى صفوف شالكه الألماني الموسم الماضي في صورة إعارة وبعد أداء مميز قرر شالكه الإبقاء على الجزائري الشاب.


ظهر ابن طالب في 14 مباراة في الدوري الألماني هذا الموسم

، استطاع لاعب خط الوسط المدافع أن يحرز 4 أهداف ويصنع ثلاثة آخرين ويخلق ثماني فرص للتسجيل، استطاع ابن طالب أن يكمل 401 تمريرة بدقة بلغت 82% وبنسبة 63% من التمريرات للأمام. يبدو أننا سنملك خط وسط يتسم بالمهارة فنسر قرطاج القادم يؤكد ذلك تمامًا.


وهبي الخرزي: جاء ليصنع الفرص

يلعب وهبي الخرزي كخط وسط مهاجم، التونسي صاحب الـ27 عامًا والمولود بمدينة أجاسيو الفرنسية يبدو أنه لا يتألق على مستوى الأندية إلا في فرنسا، فالتونسي الذي بدأ مسيرته في نادي باستيا الفرنسي ومنه انتقل إلى بوردو ثم رحل إلى رحلة غير موفقة لسندرلاند الإنجليزي والذي أعاره إلى نادي رينيه ليستعيد تألقه الموسم الحالي.


ظهر الخرزي في 22 مباراه في الدوري الفرنسي

هذا الموسم محرزًا 9 أهداف وصانعًا هدفًا آخر و30 فرصة للتسجيل، أكمل 422 تمريرة بدقة بلغت 77%وبنسبة 70% من التمريرات للأمام. لقد تحدثنا عن خط وسط مهاري تمامًا فمن يتبقى من مهاريي العرب في بالك، بالطبع لن نغفله أبدًا، إنه عموري الإمارات.


عموري: ميسي الخليج

«دييجو مارادونا»

يتحدث عن

عموري.

هكذا وصفه الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، عمر عبد الرحمن صاحب الـ26 عامًا والملقب بميسي الخليج فهو من القلة بين لاعبي العرب الذي لا تملك سوى الإعجاب به سواء كنت مشجعًا أو منافسًا، يستطيع أن يراوغ متى شاء، يستطيع أن يمرر كرة للاعب لا يراه سواه فهو يغازل حتى الكاميرا المتتبعة لحركاته، يسدد ويسجل ويبهر الجميع.

توجته مجلة فور فور تو بأفضل لاعب في آسيا عام 2017 متفوقًا على الكثير من محترفي القارة ثم أفردت له

الكلمات التالية

:

«عندما يلعب صاحب الـ25 عامًا بشكل جيد يستطيع أن يحمل فريقه إلى مستوى آخر تمامًا، والسؤال الآن للاعب الذي ما زال الوقت يقف بجانبه والذي هو محط أنظار العديد من عمالقة أوروبا، إلى أي مدى يستطيع أن يصل هذا اللاعب»

حسنًا يبدو أننا سنصنع الكثير من الفرص ولكن من سيسجل، نحن على موعد مع ثلاثي هجومي ناري نبدأه بالملك المصري.


صلاح: العالم منبهر بالملك المصري

من بازل إلى تشيلسي ثم إلى فيورنتينا ليبدأ التألق ثم إلى روما ليبدأ التوهج ثم إلى ليفربول ليصبح أهم لاعبي عام 2018 على الإطلاق، استطاع صلاح أن يصعد بمنتخب بلاده لكأس العالم بعد غياب 28 عامًا ثم يصل بفريقه ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد 13 عامًا.

أفضل لاعب في أفريقيا وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في فريقه ليفربول الإنجليزي والهداف التاريخي للدوري الأقوى في العالم، حيث ظهر صاحب الـ25 عامًا بقميص فريقه في الدوري الإنجليزي 34 مرة محرزًا 32 هدفًا ضاربًا بجميع الأرقام القياسية عرض الحائط لتنعقد عليه آمال المصريين في كأس العالم وآمال العرب أيضًا.

لاعب عربي آخر كان حديث الملاعب الأوروبية قبل عامين، إنه الجزائري رياض محرز.


رياض محرز: بجوار صلاح يصبحان ثنائيًا لا يقهر

هل تتذكر ثنائي ماجد وياسين الشهير، نحن على وشك أن نملك ثنائي مشابهًا تمامًا فما يملكه رياض لا يقل عما يملكه صلاح، ربما يمتاز صلاح بالسرعة، ولكن محرز يعوض ذلك بالقدرة على المراوغة. أفضل لاعب في أفريقيا عام 2016 وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي أيضًا في نفس العام بعد موسم استثنائي مع ليستر سيتي استطاع أن ينتزع الدوري الإنجليزي مع فريقه في أكبر مفاجآت العقد الأخير.

الجزائري البسيط صاحب الـ27 عامًا الذي وثق في إمكاناته فغرد عاليًا في سماء إنجلترا، ربما يعاني من انخفاض في مستواه الفني لكنه يبقى من أفضل لاعبي العرب، كما أنه يجيد اللعب في الرواق الأيسر.

في 31 مباراة في الدوري الإنجليزي

هذا الموسم استطاع رياض أن يحرز 10 أهداف ويصنع 8 أخرى هذا بخلاف خلق 46 فرصة للتسجيل، أكمل 838 تمريرة بدقة بلغت 80%.


عمر السومة: النموذجي الذي يستحق كأس العالم

أنا من عشاق عمر عبد الرحمن، بسبب تواضعه ولأنه يعامل الكرة كما يجب أن تعامل، هذا هو اللاعب الذي يرغب جميع المدربين.

هل بدأنا تشكيلنا المفترض بلاعب يصعب عليه الوصول لكأس العالم، حسنًا سنختتم التشكيل بآخر كاد يصل بفريق يعاني من ويلات الحرب في سوريا إلى كأس العالم.

عمر السومة هو المهاجم النموذجي تمامًا، أقدام مثالية يمينًا ويسارًا ورأس لا يخطئ إلا قليلًا، استطاع أن يصل بمنتخب سوريا إلى الأمتار الأخيرة في سباق التأهل إلى كأس العالم، لكنه لم يدرك النجاح أمام العملاق الأسترالي، يبقى المشهد الشهير له قبل تسديد ركلة حرة مباشرة في الدقائق الأخيرة للمباراة حيث التقطته الكاميرا وهو يحدث نفسه باكيًا: «يا رب ما تكون في الحيطة»، ولكنها اصطدمت بالقائم في أحد أكثر المشاهد درامية في مباريات التصفيات.


عمر السومة هو هداف الدوري الكويتي عام 2014 مع فريق القادسية ثم هداف الدوري السعودي في الثلاث سنوات التالية مع فريق أهلي جده، أرقام قياسية بالجملة للهداف العربي الأفضل على الساحة.

ربما يتبقى لنا المراكز الاحتياطية، حسنًا سنضع أحمد حجازي لاعب ويست بروميتش الإنجليزي برفقة التونسي عبد النور مدافع مارسيليا، احتياطي الوسط سيشمل السعودي فهد المولد بجوار حكيم زياش المغربي والمحترف بصفوف أياكس أمستردام الهولندي ويبقى عصام الحضري والمعيوف حراسا مرمى و عمر خربين السوري كرأس حربة آخر.

ربما أعجبتك الفكرة قليلًا الآن، هل تتخيل كيف سيبدو ثنائية «محرز – صلاح»، كيف سيتبادل الكره عموري مع الخرزي قبل تسديدة السومة التي لا ترد، ربما سينقذ بن عطية المرمى في المباراة النهائية بعد ما مرت الكرة من تحت يد الحبسي ليمررها لغلام الذي سيطير في هجمه مرتدة ويتبادل الكرة مع البديل المولد ثم يسدد محرزًا الكأس، ربما.