هو المدرب الأفضل تكتيكيًا من بين الذين لعبت معهم في حياتي.





واين روني متحدثا عن لويس فان خال

عند قراءتك لهذا التصريح وتذكرك لقمة مستوى روني مع السير أليكس فيرجسون وكم الانتصارات والبطولات التي حققوها سويًا، لا يسعك سوى أن يكون لك خيار من ثلاثة؛ إما أن تكذبه وتطعن في مصداقية ناقليه، أو تنعت روني بالجنون والخرف المبكر، أو تفكر بشكل آخر فيما قاله المهاجم الإنجليزي!

هل حقًا كان فان خال أفضل من السير أليكس فيرجسون؟ لا تتوقع الإجابة بنعم أو لا لأن العالم لا يدار هكذا، ولكن المؤكد أن الافضلية كلمة مائعة إلى حد كبير، كأن يقال إن البرتقال أفضل من الموز أو أن مدريد أجمل من روما، شيء لا يقاس. كذلك روني نفسه كان محددًا فيما قال، لقد نعته بالأفضل تكتيكيًا من حيث أدوار اللاعبين ومهامهم وقراءة الخصم وتلك الأمور. روني يعني ما يقول على الغالب.

أفضل نقاط قوته هي قدرته على إدارة الأشخاص والتحكم بهم، لمرحلة قد يعاني الكثيرون ليصلوا إليها. كان يعلم كيف يتحدث إلى كل لاعب، هو المدرب الوحيد في العالم القادر على إجلاسك على الدكة سعيدًا.





واين روني متحدثًا عن السير أليكس فيرجسون

هل هذان التصريحان متناقضان، أم أن روني نفسه هو المتناقض؟ الحقيقي أن روني فتح بابًا جديدًا ومثيرًا للنقاش حول ماهية المدير الفني وطبيعة وظيفته وجعل الجمهور يبحث في الأرشيف حول حالات مماثلة تعبر أيضًا عن الفكرة.


من هو المدير الفني؟

عادة ما يكون الحديث عن المدراء الفنيين حول قدراتهم التكتيكية وطرقهم الجديدة في اللعب ومهارتهم في اللعب على نفسية الخصوم في المؤتمرات الصحفية، ببساطة لأن تلك الأمور هي الظاهرة للناس. ولكن ماذا عن ما بعد اللقاء وكل في بيته؟ ماذا عن تفكير اللاعبين وقراراتهم ذاتها في الملعب؟ الأمر أوسع بكثير من مجرد 4-3-2-1 مقابل 3-5-2.


يقول دكتور تيم أوبرين

، الأخصائي النفسي لنادي أرسنال، إن مثلث التفكير والشعور والقرار معقد جدًا وهذا ما يحدث داخل عقل اللاعبين داخل الملعب. الوظيفة بحد ذاتها قد تبدو غريبة على كرة القدم ولكنها توضح الفرق بين تصريحي روني. كذلك توضح أن المدرب أو المدير الفني أو أيا ما يكون المسمى هو بالفعل يدير فريق عمل مكون من مجموعة قد تتخطى الأربعين شخصًا.

تخيل أشخاصًا ليسوا مجردين لكل منهم تاريخ وحاضر، كل منهم له قصة نبع منها وأثارت فيه أشياء ودفعته للقيام بأخرى. كل شخص يمتلك أسرة ولديه مسئوليات، كذلك لديه من يحبونه خارج نطاق كونه لاعبًا، باختصار كل شخص فيهم هو إنسان، أما لاعب فقد تأتي بالمرتبة الثانية وربما بعد ذلك. حسنًا يبدو أن روني كان دقيقًا جدًا وفهم اللعبة بشكل أجمل.

علاقة المدرب باللاعبين تأتي في المقام الأول وبعد ذلك تأتي القدرات الفنية والتكتيكية والخبرة، لذلك زيدان رغم أنه لا يتحدث كثيرًا نجح مع ريال مدريد على عكس رافا بينيتيز رغم أنه أكثر خبرة.

كارلو أنشيلوتي المدير الفني السابق لريال مدريد

عن الفارق بين بينيتيز وزيدان

تصريح أنشيلوتي من مدرب خبير في التعامل مع نجوم الصف الأول على مدار سنوات عديدة يقودنا لمرحلة أخرى؛ ماذا عن المتفوقين تكتيكيًا ولكن دون دور اجتماعي مع اللاعبين؟ حينها لا تستطيع أن تنعت المدرب بالسوء ولكنه قد يكون سيئًا إذا أراد اللاعبون؛ بمعنى آخر ستكون قدرة اللاعب الاحترافية نفسه وحبه لناديه واتزانه النفسي هم المقياس هنا.


تروي ميليسا ريدي

، الصحفية الشهيرة بموقع جول، أن يورجن كلوب في حواره معها قد تذكر لاعبًا دربه ربما من أكثر من عقد كامل وبدأ بتتابع الأسئلة عليها، هل هو بخير؟ وما أخباره وعائلته؟ لقد حكى لي يومًا كيف التقاها، هل ما زالا سويًا؟ كلمات بسيطة قد تخبرك عن مدى تأثير تقوية الروابط الإنسانية بين المدرب ولاعبيه قد تؤدي للنجاح التام.

كذلك أضافت ميليسا أن يورجن وبخ أحد أعضاء طاقمه الفني لأنه لم يكن يعلم أن روبرتسون على وشك أن يصبح أبًا واصفا تلك اللحظة بأنها الأهم في حياته. كلوب يؤكد أن اللاعبين هم أناس قبل أي شيء.


إبراهيموفيتش وجيرارد وجهان لعملة واحدة

أهلا بك، هل ستيفين يحب المال؟


جيرارد يحكي عن رافا بينيتيز

عندما قابل والدته أول مرة أثناء متابعته يلعب في يورو 2004

جيرارد يصف بينيتيز دومًا بالعملاق التكتيكي وكيف أنه استفاد منه كثيرًا وهو يدرب رينجيرز، ولكنه كان يكره بروده وجموده تجاهه، حتى في أدق التفاصيل حيث كان يناديه جيرارد وليس ستيفين مما يبعد المسافات بينهما.


جيرارد عن

رافا بينيتيز

تصريحات كثيرة قد تجدها لجيرارد عن رافا منها أنه جعل منه لاعبًا عالميًا وآخر يقول فيه إنه يكرهه ولا يعلم السبب. تناقض في التصريحات ولكنه اتحاد يؤكد المفهوم العام المراد إيصاله قد تكون مدربًا جيدًا ومديرًا سيئًا.

الأمر يختلف جملة وتفصيلاً عند زلاتان ابراهيموفيتش الذي

قال إنه مستعد للموت

من أجل جوزيه مورينيو، ومستعد أن يقتل من أجله. كذلك شنايدر الذي صرح أنه ما زال يطلب نصائح من مورينيو حتى الآن، فما بين ذلك وجيرارد الذي صرح بأنه لم يحادث رافا بينيتز منذ ترك تدريب ليفربول فارق كبير. هي ليست لعبة، هي حياة ومن يلعبونها بشر وليسوا آلات.

حتى في وطننا العربي نفسه صرح أبو تريكة يومًا بعد تقديمه لمستوى جيد مع المنتخب المصري خلاف مستواه السيئ وقتها في الأهلي أنه يجد نفسه مرتاحًا مع جوزيه وحسن شحاتة فقط في إشارة لسوء إدارة حسام البدري مدرب الأهلي وقتها للأمور بنادي القرن الأفريقي.

أثار روني دون أن يدري حفيظة المثيرين وتساؤلاتهم، ولكن الأهم هو أنه لفت انتباهنا أن اللاعبين ليسوا مجرد قمصان نرتديها حاملة لأسمائهم أو أرقام أموال في سوق انتقالات، ولكنهم بشر لهم مشاعر وظروف وخياة تأتي في المقام الأول قبل أي شيء، والإنسان هو من يستطيع تقدير إنسانيتهم حتى لو لم يكن مدربًا أفضل. ويبقى السؤال لكم: هل كان فان خال أفضل من السير أليكس فيرجسون؟


لاعبو الجيل الجديد مخطئون؟

كنت أريد أن ألعب بشكل أفضل حتى أحصل على كلمة مجاملة منه!

منذ عشر سنوات كان هناك احترام أكثر للمدربين وقراراتهم حتى ولو لم يهتموا بالجانب الإنساني، ولم نكن نسمع عن قضايا مثل هذه. فجيرارد رغم عدم حبه لرافا بينيتيز بلغ قمة مستواه معه، هذا عامل مهم وهو عقلية اللاعب ومدى احترافيته والتعامل مع أي شخص تحت أي ظرف.

الطارئ هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وشركات الدعاية على شعبية اللاعبين وتضخيمهم مبكرًا وبالتالي شعورهم الخادع بالنجومية قبل أن يحققوا شيئًا يذكر في مسيرتهم. ليس غريبًا على أسطورة مثل السير أليكس فيرجسون أن يمنع لاعبين دون الـ 23 عامًا من استلام سيارات من شركة شيفروليه. كنت أنظف أحذية اللاعببن خصوصًا دينيس وايز الذي كان يريده نظيفًا جدًا، كان يعطيني ٢٥ جنيهًا إسترلينيًا وهذا نصف ما أتقاضاه وقتها، كنت أصلي من أجل أن يحرز هدفًا!





جون تيري عن أيام مراهقته في تشيلسي

أحد عظماء دفاع اللعبة وأشهر مدافعي تشيلسي وقائدهم التاريخي يمسح أحذية اللاعبين وهو صغير، أما الآن فإنستجرام ومعجبون. جون تيري نفسه يطلق على نفسه مدرسة قديمة وكلاسيكي لأنه يرى اللاعبين يجب أن ينضبطوا ويجب أن يعود النظام القديم بأن يحضر اللاعب في الثامنة صباحًا قبل اللاعبين القدامى وأن يغادروا ليلاً، منطقي جدًا فهل تتوقع من لاعب كان يمسح حذاء الكابتن أن يهتم بعلاقته بالمدرب؟ هو جندي أقرب منه للاعب.