شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 63 في بداية الألفية الجديدة كان هنالك شاب إسباني يدعى «جيسوس أباريسيو» يعشق لعبة التنس. ومن قلة خبرته قرر التعلق بلاعب صاعد سويسري الجنسية يدعى «روجر فيدرر». وبحلول عام 2004، كان جيسوس قد شاهد لاعبه المفضل يفوز ببطولة ويمبلدون العريقة مرتين متتاليتين، فقرر أن يدخر بعض النقود لشراء تذاكر البطولة القادمة ورؤية لاعبه المفضل. لكن القدر قرر حرمانه من تلك الأمنية، بل حرمانه من الحياة عندما أصيب في حادث سيارة أثناء الاحتفال مع أصدقائه في عيد ميلاده الثامن عشر. دخل جيسوس في غيبوبة، لم يفق منها سوى بعد 11 عامًا . وبعد استجماع ما فاته من ذكريات عائلية، خطر على باله السؤال عن فيدرر، ليُذهَل مما سيسمع. لقد اعتقدت أنه اعتزل اللعبة. عندما أخبروني أنه في سن ال32 ويحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي، ظننتهم يمزحون. ثم أخبروني أنه حصل على 17 بطولة جراند سلام، فوضعت يدي على وجهي من الذهول. كنت أعلم أنه لاعب جيد، لكن لم أتخيل أن يفوز بكل هذا. — «جيسوس أباريسيو» لموقع tennis world USA ?? @RogerFederer becomes the first men’s tennis player to reach TWELVE @Wimbledon Finals: ? 2003 ? 2004 ? 2005 ? 2006 ? 2007 ? 2008 ? 2009 ? 2012 ? 2014 ? 2015 ? 2017 ⏳ 2019 ? The King of Grass. pic.twitter.com/G25XUu9mfu — S P O R F (At ?) (@Sporf) July 12, 2019 فيدرر آخر أكاد أجزم أن أرقام فيدرر لم تكن السبب الوحيد لذهول مشجعه الإسباني. فالنظر إلى ملامح اللاعب السويسري كان وحده كافيًا ليدرك أباريسيو كم غاب عن هذا العالم. فـ «فيدرر»، الذي تركه كان لاعبًا صاعدًا، يبدو عليه الطيش. يرتدي سلسلة حول عنقه، ويربط شعره الطويل على هيئة ذيل الحصان. كان سريع الانفعال يعترض كثيرًا على الحكام، وأحيانًا يعترض على سوء حظه برمي مضربه. كان أبعد ما يكون عن الأناقة والذكاء، عندما تم سؤاله عن آخر كتاب قرأه، أجاب بأنه لا يقرأ حتى يملك كتابًا مفضلاً . لكن أباريسيو أفاق فوجد فيدرر مختلف، هادئ، ذكي، متواضع، يٌضرب به المثل داخل وخارج الملعب. أصبح مفرطًا في أناقته، فلا يرفع كأسًا إلا ويرتدي ساعة قيمة ماركة «Rolex». محبوه يلقبونه بـ «The GOAT»، ولا يقبلون أي نقاش بشأن هذا؛ لأنهم يرونه الأعظم في تاريخ اللعبة. وهذا كان الشيء الثابت الوحيد الذي لم تغيره سنوات غيبوبة أباريسيو؛ موهبة فيدرر وطريقة لعبه المختلفة. فيدرر يجيب على أحد الأطفال عندما سأله عن سبب تسميته ب The GOAT. فارس الكلاسيكية على مدى كل تلك السنوات، كان فيدرر متمسكًا بتقديم تنس هجومي مختلف. ربما لم يدرك أباريسيو ذلك في وقته، لأن من رأى الأسطورة الأمريكية بيت سامبراس، كان من شأنه أن يرى ما دونه عاديًا. لكن روجر حمل اللواء من سامبراس، بل تفوق عليه. ذلك الأسلوب الهجومي الذي يعتمد على التقدم ذهنيًا على الخصم برسم السيناريو مسبقًا وإجباره عليه أو مفاجئته بالمزيد من الجرأة، وكسر الإيقاع بالصعود إلى الشبكة. ذلك الأسلوب أصبح نادرًا هذه الأيام؛ حتى تساءلت صحيفة التليجراف في تقرير لها: لماذا لا يلعبون بنفس أسلوب فيدرر؟ فلاعبو هذه الأيام قليلو المخاطرة، ويفضلون البقاء وتبادل الكرات من الخط الخلفي، ليتحول الأمر إلى ماراثون في اللياقة. وبما أن روجر من أشد المعجبين بسامبراس وإستيفان إدبيرج، فتأثر بأسلوبهم لكن دون الصعود على الشبكة بنفس الكم؛ لأن أرضيات الملاعب الحالية أبطأ من مثيلاتها قديمًا. الأمر الثاني الذي لاحظه التقرير هو ندرة اللاعبين الذي يرسلون الضربات الخلفية بيد واحدة «Single handed backhand». تلك المهارة الآخذة في الانقراض، لكن فيدرر كان أكثر اللاعبين ولاءً لها. في التصنيف العالمي لعام 1999، كان هنالك 43 لاعبًا من ال100 الأوائل يتقنون هذه المهارة. ثم انخفص العدد إلى 28 في عام 2009، ثم انخفض مرة أخرى إلى 15 لاعبًا فقط في 2019. Roger Federer’s one-handed backhand stroke. The most aesthetically pleasing move in sport? pic.twitter.com/ePKHsOV0q8 — Coral (@Coral) January 16, 2019 أكسبت تلك المهارة فيدرر أفضلية على الشبكة . وجعلته أقدر على إرسال ضربات الـ Slice . والأهم من ذلك أنها جعلت أسلوبه أكثر أناقة. لكن أناقة السويسري خارج الملعب لم تكن أبدًا أقل من داخله. رياضي مثالي وفقًا لموقع Celebrity net worth فإن دخل اللاعب الفائز بويمبلدون 8 مرات وصل إلى 70 مليون دولار سنويًا، ليبلغ مجموع ثروته 450 مليون دولار. ولو كان والدا أباريسيو أخبراه بذلك، لأمسك وجهه أيضًا من الذهول أو الحسد. يعد «فيدرر» واجهة إعلانية لكبرى الشركات مثل: بنك Credit Suisse ، مرسيدس، روليكس، نايكي ثم يونيكلو (شركة ملابس يابانية)، وبالتالي نحن لا نقصد أبدًا مظهر روجير وذوقه في اختيار الملابس. لكننا نتحدث عما يعنيه فيدرر في عالم الرياضة، فهو يقدم مثالاً يحتذى به للاعبين والمشجعين. ففي بداية مشاوره وقبل انفجاره في عام 2003، أدرك دوره الإنساني خارج الملعب، وأسس مؤسسته الخيرية «Roger Federer Foundation» لإتاحة التعليم والتحفيز الرياضي في الدول الفقيرة. و جمعت المؤسسة منذ ذلك الحين 40 مليون دولار ، وحققت مؤخرًا هدفها المتمثل في تعليم مليون طفل في أفريقيا بحلول نهاية عام 2018. Take a break from learning and move your body! It makes you happy too ? #educationempowers #dancing #breaktime #education pic.twitter.com/rYlzzSUPIY — Roger Federer Fdn (@rogerfedererfdn) March 21, 2019 يحاول فيدرر دائمًا إيجاد الوقت لزيارة هؤلاء الأطفال، كما يحاول توفير وقتًا لأسرته. فـ «روجر» قد قرر تكوين أسرته الصغيرة بالتوازي مع ممارسته للعبة، وهي مسئولية نادرًا ما يقرر لاعبو القمة تحملها. تزوج فيدرر من مواطنته لاعبة التنس السابقة «ميركا فافرينيتش» في عام 2009 . ولديه حاليًا توأم من الإناث؛ ميلا وتشارلين، وتوأم من الذكور؛ ليو وليني. Amazing #FedFamily ! Roger #Federer and his twins Charlene, Myla, Leo and Lenny! (Made by aozbatur, IG) pic.twitter.com/8CwvuTRg4g — MariaRF ?? (@inspiredtennis) September 13, 2014 عندما أعود إلى المنزل بعد مباراة، سواء فزت أو خسرت، يطلبون مني لعب الLego معهم، فأجيبهم سريعًا بالموافقة. أحيانًا أجلس معهم وذهني شارد في تخيل سيناريو مباراتي المقبلة، ورغم ذلك أحاول أن أعطيهم انتباهي قدر الإمكان. المشهد الأكثر سيريالية، والذي لم أتخيله قط في صغري هو فوزي ببطولة ويمبلدون ثم العودة للعب مع أطفالي. — «روجر فيدرر» لمجلة Financial Times فيدرر يسعى بوضوح ليكون أبًا مثاليًا، ويظهر دائمًا رغبته في ذلك. وهذه هي الرسالة التي نجح فيدرر بإيصالها، التوازن بين الملعب والأسرة ومساعدة المجتمع. أرقامه الأسطورية؟ بإمكانك الاطلاع عليها بضغطة زر على جوجل ، لكن يبقى هذا الجانب الأكثر تميزًا بالاشتراك مع أسلوب لعبه المتفرد. لهذا احتل روجر القمة ولم يعد استمراره فيها مرتبطًا بعدد البطولات، لأن ما يقدمه فيدرر بعيدًا عن الأرقام سيبقى هو العلامة الفارقة. قد يعجبك أيضاً لهذا يتوجب عليك متابعة تلك المواهب في أوروبا هذا العام متى بدأ الربط بين «جوارديولا» والـ«Overthinking»؟ ليفربول 3-0 مانشستر سيتي: روبن هود يكسر عظام جوارديولا! هل ظلمت علاقات جون تيري النسائية مسيرته الكروية أم شهرته؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد بدوي Follow Author المقالة السابقة فانتازيا: جوزيه مورينيو مديرًا فنيًا للنادي الأهلي المقالة التالية خافيير زانيتي: أن تترك حفل زفافك لتذهب إلى التمرين قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك 3 خطوات يحاول بها أرتيتا تأسيس إمبراطوريته في أرسنال 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تشافي سيمونز: لماذا تتصارع أندية أوروبا على طفل برشلونة؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من هو «سانتياجو برنابيو» الذي سمّي باسمه ملعب مدريد؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بالشوارع أم في الأندية: أين تنتج كرة القدم التي نحبها؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل خدعونا حين قالوا إن حلم المونديال أهم من المتعة؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فانتازيا: ليفربول يفوز بالدوري على أرض ستاد القاهرة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف بدأ الصراع الرياضي بين السعودية وقطر؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيف زاهر: أن تحصد كل شيء دون أن تقدم أي... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تعرف على أغرب 5 بنود في عقود لاعبي كرة القدم 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ليفربول 5-2 روما: «صلاح» يشعل النار في قلعته القديمة 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.