ماذا لو هزمنا داعش؟ ما هي التهديدات الإرهابية الأخرى التي يجب أن تكون على رادارنا في العام المقبل؟ محلل الأمن القومي في كلاريون يجيب عن ذلك.

حقق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) تشبعًا إعلاميًا، من خلال فتوحاته الدموية وهجماته الإرهابية من قِبل أيديولوجييه في الغرب، لكن ما هي التهديدات الإرهابية الأخرى التي يجب أن تكون على رادارنا في العام المقبل؟ هذا هو السؤال الذي سألت

فوكس آند فريندْز

عنه محلل الأمن القومي لـ

ذا كلاريون بروجيكت،

وهنا ملخصه المكتوب عن أهم خمسة تهديدات إرهابية بعد داعش في عام 2016:


5- الإرهاب غير الإسلامي

إن وجود إرهابيين غير إسلاميين يؤدي في بعض الأحيان إلى

تهوين مضلّل

للتهديد الإسلاموي؛ لكن علينا أن لا ننكر أن تهديدات المتطرفين غير الإسلاميين موجودة. كشخص قدَّم معلوماتٍ استخباراتيةً محددة إلى السلطات عن كل من التهديدات الإرهابية الإسلامية وغير الإسلامية؛ أود أن لا يكون مستغربًا أن نرى هجومًا كبيرًا يرتكبه الأخير العام المقبل.

لقد خلُصت دراسة مثيرة للجدل نشرت في وقت سابق من هذا العام إلى أن هناك 19 هجمة إرهابية غير إسلامية داخل الولايات المتحدة منذ عام 2001. ووجد مسحٌ لـ 382 إدارة شرطية وعُمَدية أن هؤلاء يمثلون ثلاثة أرباع المتطرفين المناهضين للحكومة باعتبارهم التهديد الأكبر في منطقتهم المحلية.

في مارس، كان هناك

هجوم إرهابي

استهدف وكلاء إدارة أمن النقل في مطار

نيو أورلينز

، انتهى بإطلاق النار على مهاجمٍ يحمل بلطة. وفي الآونة الأخيرة، تم

القبض

على رجل في ولاية

كاليفورنيا

بتهمة التخطيط لتفجير مسجد؛ وهذا هو نوع الاستجابة الذي

يأمل فيه

تنظيم الدولة الإسلامية.


4- تدهور أفغانستان وباكستان


تنمو حركة طالبان مرة أخرى

في أفغانستان –

كما هو حال تنظيم القاعدة

– لكن هناك مجموعات إرهابية إسلامية أكثر قوة، (

هنا لائحة بـ 15 منها

). وهذا يشتمل على مجموعاتٍ من قبيل

عسكر طيبة التي تصنف كجماعة الدعوة

وبنيتها التحتية الضخمة. هناك أيضًا شبكة حقاني، وجماعة جيش محمد، وحزب المجاهدين، والشيخ الصوفي الراديكالي مبارك علي جيلاني، زعيم مجموعة

مسلمو الأمريكتين

التي لها وجود كبير داخل الولايات المتحدة.


3- التخصيب الإيراني


زاد النظام الإيراني من تمويله

لحزب الله وحماس، كما زاد الرئيس الإيراني المعتدل، روحاني، من ميزانية الحرس الثوري.

وتتوعد

الميليشيات المدعومة من إيران بضرب المملكة العربية السعودية

وشن هجمات

على القوات الأمريكية في العراق؛ وهذا كله قبل أن تبدأ إيران حقًا في جني فوائد الاتفاق النووي.

العام المقبل قد يشهد إيران

عاملة على تنشطات

والغرب قد يجد نفسه

مجردًا من خيارات هامة لردع

الجهاد الإيراني.


2- المتمردون السوريون (المعتدلون)

خلُصت

دراسة

أجرتها

توني بلير فيث فاونديشان،

إلى أن 60 % من المتمردين السوريين هم من المتطرفين الإسلاميين الذين يريدون تطبيق الشريعة، بل ما هو مخيف أكثر أن ثلثهم؛ أي حوالي 15 مجموعة متمردة، يشترك في نفس درجة التطرفية الإسلاموية التي تتبناها داعش. هذا عن 65 ألف جهادي على استعداد فوري لحل محل الدولة الإسلامية. حقيقة، إن المتمردين السوريين المعتدلين من الصعب جدًا تحديدهم ودعمهم؛ لأنه تمت السيطرة عليهم عن طريق حلفائنا الإسلاميين من قبيل قطر، والسعودية، وتركيا أو أدمجوا كأقلية داخل الائتلافات ذات الأغلبية الإسلاموية.


1- من سيحل محل الدولة الإسلامية؟

دعونا نفترض أن كل شيء سيذهب في الطريق الذي نتوقعه وأن مكانة داعش ستُستنفد؛ بسبب الخسائر والهزائم التي ستجبر أعضاءها على أن يدركوا أن الله لا يبارك المجموعة. إن المعتقدات التي تقوم عليها داعش لن تختفي بعيدًا إذا اختفى التنظيم فجأة. ورؤية التنظيم الأبوكلبتية ليست جزءًا من عمليات غسيل المخ الغرائبية؛ إنها تتأسس في

نبوءات نهاية العالم المقبولة إسلاميًا على نطاق واسع

.

وهنا يصبح السؤال هو: من يملأ الفراغ الذي سيتركه تنظيم الدولة الإسلامية؟ لقد قدَّم التنظيم صيغةً للنجاح سيتم اتباعها والدعوة إليها من قِبل الإرهابيين الإسلاميين الآخرين لتأكيد موافقة الله. قد يعود تنظيم القاعدة، أو يمكن لمجموعة أقل شهرة أن تصنع لنفسها اسمًا، من قبيل أيٍّ من المجموعات السورية المذكورة أعلاه، أو يمكن أن تكون مجموعة جديدة تمامًا، لا نعرف.

وهذا هو السبب في أنه إذا ما استثنينا داعش من قائمة الخمسة تهديدات الإرهابية الأهم في عام 2016؛ فإن التهديد رقم واحد هو ببساطة ذلك الذي سيرتفع من رماد داعش كلما خَبَت، تمامًا كما فعل داعش مع تنظيم القاعدة. التهديد ليس مجموعةً معينة؛ ولكنه ذلك (المعروف المجهول) الذي سيتمثَّل نموذجها.

نعلم أنه سيكون ثمة من يخلُف داعش؛ طالما أن الإسلاموية الأصولية موجودة كأيديولوجية سائدة. والتهديد (غير المعروف) هو ما سيكونه هذا الكيان. هذا التهديد (المجهول المعروف) هو أصعب ما ينبغي التحضير له.


المصدر