محتوى مترجم
المصدر

واشنطن بوست
التاريخ
2016/02/09
الكاتب
آدم تايلور، لاريس كاركليس



أصدر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية يوم الثلاثاء الماضي تقريره للتوازن العسكري لعام 2016، الذي يسعى إلى إجراء دراسة عن كثب للطبيعة المتغيرة للقوة العسكرية في العالم.

أظهر التقرير، مرة أخرى، على نطاق واسع أن الإنفاق العسكري الأمريكي يجعل بسهولة الإنفاق العسكري لبقية دول العالم يبدو ضئيلًا. مع بلوغ ميزانية الدفاع الأمريكي لحوالي 597 مليار دولار، مثل ذلك الرقم تقريبًا مجموع الدول الـ14 التالية، متجاوزًا بذلك ميزانيات بقية دولة العالم بفارق كبير. أما الصين، وهي قوة عسكرية صاعدة والدولة الأكثر سكانًا في العالم، فتمثل على الأرجح الدولة الوحيدة التي تقترب قليلًا من الميزانية العسكرية الأمريكية. ومع ذلك، تمثل الميزانية العسكرية الصينية، التي تبلغ 145,8 مليار دولار، أقل من ثلث نظيرتها الأمريكية.

خريطة الانفاق العسكري

خريطة الانفاق العسكري

كشف التقرير أيضًا أن هناك تحديًا. فالتكنولوجيات الجديدة تعني أن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص يخسرا تقدمهما التكنولوجي، وفق التقرير. فقد قدمت دولٌ مثل روسيا والصين أنظمة وتقدمات تكنولوجية جديدة، ما يظهر أن توازن القوى ربما يتحول.على سبيل المثال، يدرس تقرير عام 2016 عن قرب تحديث روسيا لعرباتها المصفحة المقاتلة، وأنظمة الصواريخ البالستية الصينية الجديدة، بالإضافة إلى المشكلة المستحدثة إلى حد كبير المتعلقة بالردع في الفضاء الإلكتروني.«يتسع نطاق امتلاك التكنولوجيات الجديدة ذات الاستخدامات العسكرية، وتقدم تلك المنافسة على الساحة التكنولوجية للحكومة تحديًا، ليس فقط لمجرد مواكبة أحدث التكنولوجيات ومراقبة انتشارها، بل أيضًا للتعامل مع الحدود الضبابية بين التكنولوجيات المدنية والعسكرية والأنظمة العسكرية الهجومية والدفاعية»، حسبما علق جون شيبمان، المدير العام والتنفيذي للمعهد، عند إصدار التقرير في لندن.وتابع شيبمان: «يبدو التفوق التكنولوجي العسكري الغربي، الذي مثل افتراضًا أساسيًا خلال العقدين الماضيين، آخذًا في التآكل».علاوة على ذلك، يبدو التوازن العام للقوى على صعيد الإنفاق العسكري في طور التحول. فقد أشار

تقرير العام الماضي

إلى صعود قوى آسيوية، وهو توجه لا يزال مثبتًا في تقرير العام الحالي. كما يضيف تقرير العام الحالي ملاحظة أخرى؛ وهي أن منطقة الخليج العربي قد تشهد تحولاتها الخاصة لموازين القوى، محفزةً جزئيًا بفعل رفع العقوبات عن طهران، انخفاض أسعار النفط، والصراعات المستمرة في الدول المجاورة.تحوي تلك المنطقة بالفعل واحدة من أكبر ميزانيات الدفاع، وفق المعهد، وهي ميزانية دفاع المملكة السعودية، حيث تبلغ قيمتها 81,9 مليار دولار، وتمثل ثالث أكبر ميزانية في التقرير، وتقع ضمن أكبر الميزانيات أيضًا على مستوى العالم عند احتسابها بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي. إلا أنه حدثت بعض الخلافات بشأن إن كانت ميزانية الدفاع السعودية بالفعل كبيرة جدًا أم لا، بينما أظهر التقرير أيضًا تمويلًا أكبر مقدمًا لوزارة الداخلية السعودية. جدير بالذكر أن طلبات التعليق المقدمة للوزارة لم تلقَ ردًا فوريًا.على خلاف القوى الصاعدة، يبدو بوضوح أن ميزانيات الدفاع في أوروبا في حالة ركود، ما لم تكن تتقلص. فعلى سبيل المثال، شهدت بريطانيا هبوط ميزانيتها للدفاع من 62 مليار دولار إلى 56,2 مليار دولار، رغم استمرار وجود تهديدات كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. بينما يحقق حاليًا أربعة فقط من أصل 26 شريكا أوروبيا بالناتو حد الإنفاق المتفق عليه، 2 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، ما يترك فارقًا يبلغ تقريبًا 100 مليار دولار يفصلهم عن ذلك الحد.