شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 52 في «مرافعة قانونية» مسيسة صادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بذل الباحث (القيادي اليساري المعروف) أحمد بهاء الدين شعبان كل ما وسعه من جهد لذبح السلفية (كل السلفية) بسكين «الإرهاب المعولم»، ستحاول السطور التالية التعرف على طرح الكاتب وأبرز أفكاره بخصوص الأطروحة السلفية. من ربى الوحش ومن أطلقه؟ ينطلق الكاتب من أن الإرهاب المعولم هو ذلك النوع بالغ الخطورة من الإرهاب، الذي يتجاوز الأطر المحلية في النشأة والإمكانات والمستهدفات والحركة، ويتصف بوقوف قوى كونية كبرى وأجهزة استخبارات عالمية، ودول، ودويلات إقليمية غنية من خلفه، تمده بالدعم الاستخباراتي والسياسي واللوجيستي، لتحقيق غايات وأغراض توفر مكاسب إستراتيجية هائلة، وعوائد مادية ضخمة لهذة الجهات. وبحسب الكاتب فإن الإرهاب في مصر في المرحلة الأخيرة لا يعدو أن يكون جزءًا من خطة كبيرة، هدفها مثلما أصبح معلومًا للكافة تفتيت بلدان المنطقة، وتدمير دولها الوطنية، رغم أي مزاعم أو ادعاءات، وبالتالي، فرض الإرادة الإمبريالية الصهيونية عليها. http://gty.im/461267752 لكن هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، لا تعني أن الإرهاب محض ظاهرة مستوردة أو خارجية أو مجلوبة من أطراف أخرى حاقدة ، أو لها مصالح و أغراض معادية وشريرة وحسب! فهذا العنصر موجود بالضرورة، لكنه ليس كل ما يفسر هذه الظاهرة. فالأصح في المنشأ أن للإرهاب دوافع داخلية عميقة في التربة المحلية العربية والمصرية، على سبيل المثال هيأت الأرضية لاستقبال المؤثرات الخارجية، أو حتى استدعاءها. ومن الضروري أن نعرف الدوافع الأساسية الكامنة في البيئة المحلية التي احتضنت هذه الظاهرة، ورعتها ووفرت لها المناخ المواتي للتوالد والتكاثر والانتشار والتأثير! إذ دون هذا الشرط لن يكون بإمكاننا أن نحاصر تهديدات هذه الظاهرة الدموية الخطيرة أو نتقي شر هذه الرياح المسمومة…. الجريمة الكبرى : «الأفغان المصريون» يرى الكاتب أنه إمعانًا في ولاء الرئيس السابق محمد أنور السادات للأمريكان فقد أقدم السادات ونظامه على ارتكاب واحدة من أكبر الجرائم والخطايا في تاريخ مصر المعاصر، دفعنا وندفع وسندفع ثمنها غاليًا من دمنا، حين سمح بسفر آلاف الشباب من مصر إلى أفغانستان للتدرب والإعداد لخوض حرب العصابات ضد الجيش السوفيتي على أيدي المخابرات الامريكية والباكستانية في معسكرات بيشاور التي مولتها المملكة العربية السعودية، تحت قيادة الإخواني عبد الله عزام الفلسطيني الأصل، وبزعامة الثري السعودي أسامة بن لادن. ويشير الكاتب إلى اعتراف هيلارى كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في فيديو شهير منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيه: إن الذين نقاتلهم اليوم نحن أوجدناهم من عشرين عامًا، وفعلنا ذلك لأننا كنا مشتبكين في المعركة ضد الاتحاد السوفيتي، الذي غزا أفغانستان، وكنا لا نريد أن نراهم مسيطرين على آسيا الوسطى. ذهبنا للعمل بواسطة الرئيس ريجان وبمشاركة الكونجرس، بقيادة الحزب الديمقراطي والذي قال: «أتعرفون، هذه الفكرة جيدة جدًا! دعونا نتعامل مع المخابرات الباكستانية والعناصر الباكستانية، ودعونا نذهب لتجنيد هؤلاء «المجاهدين»، دعوهم يأتون من السعودية وأماكن أخرى، استوردوا هذه العلامة الوهابية للإسلام، بحيث نسطيع التفوق على الاتحاد السوفيتي» — (ص 15) ويضيف الكاتب أن مصر كانت من أهم الأماكن الأخرى التي استوردوا منها آلافًا من الـ «مشاريع إرهابيين» تم إعدادهم جيدًا للعمل في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تحت زعم الجهاد المقدس ضد السوفييت الشيوعيين «الملحدين» أعداء الملة والدين! وتم ذلك عن طريق الالتحاق بمعية أمراء الحرب الأفغان، من كبار الإقطاعيين وتجار السلاح والموت في العالم، وباعتبارها فرصة ثمينة مواتية لتجهيز الكوادر الإرهابية وتدريبها على فنون الحرب والقتال التي تحتاجها جماعه الإخوان انتظارًا لفرصة التمكين، حينما يحل أوانها. هذا التصور المغرق في التلفيقة، فضلًا عن أنه ليس سوى عريضة اتهام لخصومه الفكريين والسياسيين لا تستند إلا إلى اتهامات مرسلة، يراه الكاتب (وهو باحث يساري معروف) تفسيرًا يتصف بالمنهجية! السلفية الداعشية: «الطبعة المصرية» يرى الكاتب أنه إذا كان لهذه الدولة أن تتعلم من اللحظات الدامية التي تعيشها الآن درسًا بليغًا يحميها من تكرار الثمن الباهظ المدفوع في حربنا المصيرية ضد الإرهاب في المستقبل، فعلينا أن ننتبه جيدًا لفحوى بيان أصدرته «الجماعة السلفية» ونشر على موقعها الإلكتروني وتقر فيه بأن «مشروعها السياسى هو الوصول للحكم». ويشير الكاتب إلى أن الهدف الأساسي من البيان هو إعلان الجماعة السلفية – على رؤوس الأشهاد – أن هدفها المُحدد من الوصول للحكم هو فرض «المشروع الإسلامي، وإنقاذ الأمة من وصول العلمانيين والشيعة والخوارج للحكم». (ص 32). وهو اعتراف صريح لا يقبل اللبس بأن نيتها تغيير مقومات ومكونات الدولة، من دولة كل المصريين إلى ما يسمونه: «الدولة الإسلامية» المزعومة! فضلًا عن دعوتها لتكفير كل من لا ترضى عنه من عناصر المجتمع وحل دمهم، تحت تقسيمات نوعية خبيثة: فهذا علماني، وهذا ملحد، وذاك مسيحى نصراني، وذلك شيعي، أو خارجي زنديق وهكذا… السلفيون والثورة : «يومَ كان الخروج على الحاكم حرامًا» يرى الكاتب أنه كان للدعوة السلفية ورموز ومشايخ السلفيين دور ملحوظ في تثبيط همم الشعب الثائر على استبداد وفساد حكم مبارك، وفي يوم 16 يناير 2011، على سبيل المثال، ومع انتشار الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج إلى الشوارع يوم 25 يناير، أفتى الشيخ عبد المنعم الشحات بأن هناك شبابًا أهوج يحركه الإنترنت «عاوزين يولعوا البلد بضربة زرار»، وأكد أن هناك من يحاول أن يُخرج الشباب الإسلامي من دائرة اهتماماته إلى دائرة المشاركة في الاهتمامات الجزئية وحسم موقف الدعوة: «نحن نؤكد أننا لا يمكن أن نبذل دماءنا ولا دقيقة من حياتنا في هذا الشأن». وقد فضح الشيخ طارق يوسف صالح الإخواني السابق وإمام مسجد أولي الألباب بنيويورك الطريقة الحقيقية التي ينظر بها الإخوان المعتدلون إلى الديمقراطية لا كقيمة إنسانية تستدعي معاني المشاركة والمساواة والعدالة وحسبما أسر له مصطفى مشهور، المرشد العام الأسبق للجماعة «نستخدم الديمقراطية حيث لا بديل، لكن بعد أن نصل فلا حكم إلا لله». ويستطرد الكاتب مؤكدًا أن الديمقراطية «مثل السفينة التي ركبها طارق بن زياد فلما وصلت إلى البر قرر إحراقها باسم الله».(ص 53) لماذا يعادي السلفيون الدساتير؟ ويرى الكاتب أن من الطبييعى للغاية، مع هذه التوجهات، أن يجري النظر إلى مسعى الدولة لامتلاك دستور متقدم باعتبارة أمرًا مستهجنا لخروجه عن الملة ومعاداته للدين، وانتقاصه من الشريعة، من وجهة نظر هذه الفرق المتطرفة. لكن ليس مقبولًا، هذا التشوية المتعمد واللجوء إلى الكذب والافتئات للهجوم على الدستور، باستخدام حجج واهية، وبالغة التدني من نوعية أن «الدستور الجديد يسمح بزواج الأم من ابنها، والأخ من أخيه»، على حد وصف منتمٍ لـ «الجماعة الإسلامية» خلال مباحثات إعداد الدستور، الذي صدر وتم الاستفتاء عليه في 2014. وهذه التيارات – بحسب الكاتب – لا تعترف بمفهوم المواطنة وتنكر بالأساس فكرة المساواة بين المواطنين وترفض مبدأ عدم التمييز بين الناس على أساس الدين أو الجنس أو اللون، أو الثروة، وهو ما استقرت عليه المجتمعات المتحضرة الحديثة، ويعبر أحد رموز السلفية الجهادية، الشيخ مرجان سالم عن هذه الرؤية دون لبس أو تمويه بالقول: «سندعو الناس للتوحيد، مسلمين ومسيحين، ولو كنت مكان الرئيس لخرجت على الناس وقلت لهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، وهدمت جميع النظم العلمانية». (ص 55) وهو مع هذا لا يعتبر أن الفتن الطائفية لها ما يبررها في مواقف أمثاله، وإنما دافعها الفعلي هم «المتطرفون النصارى» الذين يريدون أن يستمر التناحر بين الناس وبعضهم، وألا يكون لهذا الصراع نهاية، وأنا لا أقصى أحدًا وما أقوله هوالشرع… المسيحيون يجب أن يدفعوا الجزية كي يعيشوا بيننا! السلفيون والجيش: كيف تأصلت الكراهية ؟ لا تعترف السلفية بمفهوم المواطنة وتنكر بالأساس فكرة المساواة بين المواطنين وترفض مبدأ عدم التمييز بين الناس على أساس الدين أو الجنس أو اللون، أو الثروة يؤكد أحمد بهاء الدين شعبان أن الكراهية المتأصلة لدى الجماعات التكفيرية تجاه القوات المسلحة المصرية تعمقت مؤخرًا، بعد تصاعد وتيرة الصدام بينهما في سيناء وفي غيرها، ووصلت الكراهية بينهما بعد النزول الشعبي الملاييني في 30 يونيو، إلى درجة يصعب تجاهلها ويعبر عنها شعار: «يسقط يسقط حكم العسكر»، الذي مررته «جماعة الإخوان»، وتلقفته بعض الجماعات الشبابية دون وعي. وبحسب الكاتب حددت الجماعة السلفية أهداف العصابة الجهادية في «القصاص من الجيش والشرطة، بسبب قتلهم للمصريين، وظلمهم ووجوب جذب الشباب المُحب للجهاد إلى الجماعة، وأن العصابة سوف تحرر مصر، مدينة مدينة، ومحافظة محافظة، من سلطة الحكومة الكافرة». (ص 63) وليس غريبًا والحال هكذا، أن ترى رد فعل هذه النماذج ذات المنبع الإخواني/ السلفي على جرائم جز الرؤوس، وحرق الأبدان، التي قام بها تنظيم دولة داعش مع سبق الإصرار والترصد، فعلى سبيل المثال، كان رد الشيخ صفوت حجازي على رفض مسلكيات داعش، وعلى أولئك الذين حاولوا حماية الإسلام من جرائهم هو التالي: «سيدنا عمرو بن العاص يقول لابنه عبد الله: يا عبد الله … …. عليك بهام الرؤوس وليس بجذور الرقاب»! (ص 67) يبقي أن نشير إلي أن الكتاب في الحقيقة نموذج لتصفية الحسابات الأيديولوجية والسياسية تحت قناع البحث، وهو عينة مما أصبحت تعج به المكتبة العربية من كتابات تفتقر إلى أبسط قواعد المنهجية وترسم صورة مضللة لدراسات الحركات الإسلامية والعنيفة. ويضاف إلى ما سبق أن الكاتب باحث وناشط يساري مرموق عُرف لسنوات طويلة بتبني مواقف وفاقية معتدلة فيما يتصل بالعلاقة مع الحركات الإسلامية، وصدوره عن (دار نشر مملوكة للدولة) الهيئة المصرية العامة للكتاب، اعتبار آخر ينبغي التعامل معه بجدية. الكتاب: السلفي الأخير: الإرهاب المعولم و الداعشية المصريةالمؤلف: أحمد بهاء الدين شعبانالناشر: الهيئة العامة المصرية للكتابسنة النشر: 2016 مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً عدوى الانقلابات تجتاح العالم: هذا الصباح من باكستان ليبيا: باشاغا ضد الدبيبة أم حرب الجميع ضد الجميع؟ لماذا تفشل الشرطة المصرية في التعامل مع العمليات التفجيرية دلالات الصبغة الفضائحية للانتخابات الأمريكية شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram عمر الجزار Follow Author المقالة السابقة السعودية من الداخل: حصاد سياسات 2016 المقالة التالية الجيش العربي السوري: تاريخ العار لحماة الديار قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك نهاية الأيديولجيا أم نهاية السياسة؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المغارة العراقية: حكاية «علي السيستاني والأربعين ميليشيا» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رفعت السعيد: سيرة السياسي الذي تحبه الدولة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يحيى السنوار: رحلة رجل حماس القوي 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «فيس بوك» يشارك الاحتلال الإسرائيلي في حصار الفلسطينيين 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هآرتس: ليبرمان وسياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فورين بوليسي: مرحبا بكم في بصرة ستان 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رحيل بولتون: قطعة الشطرنج التي خدع ترامب بها العالم 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جنوب السودان: الاستقرار ليس قريبًا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تركيا: تداعيات قانون الأحزاب على الحزب الحاكم والمعارضة 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.