شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 79 مع توسط الشمس كبد السماء، وفي مدينة القدس، ترجل عشرات الجنود في العشرينات من أعمارهم، استعدادًا للمشاركة في حدث ثقافي خاص بجيش الاحتلال، ليُفاجأوا بحالة من الهرج والمرج. دقيقة ونصف خاطفة أودعت أربعة قتلى وخمسة عشر مصابًا، عقب انحراف شاحنة بيضاء من نوع «مرسيدس» بسرعة كبيرة عن مسارها؛ مما أدى لدهس مجموعة من الجنود في أحد ألوية النخبة، كانوا يقفون على ممشى بجانب الطريق. الأسير الفلسطيني المحرر «فادي القنبر» (28 عامًا) هو من نفّذ العملية، قبل أن تستهدفه رصاصات جنود الاحتلال؛ مما أدى إلى استشهاده على الفور. المقاومة تضرب من جديد شهيد مقدسي آخر يُضاف إلى قائمة انتفاضة «السكاكين»، ليرتفع العدد خلال عام 2017 إلى شهيدين. وفور وقوع الحادثة ظهر اليوم، 8 يناير/كانون الثاني 2017، غرّد مئات النشطاء بهاشتاج #شاحنة_الانتفاضة، معربين عن أملهم في ميلاد عهد جديد من الرعب لدى إسرائيل. من جانبها، باركت حركة حماس عملية القدس اليوم، واصفةً إياها بالبطولية، وأنها رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. وقال «حازم قاسم»، الناطق باسم حماس في تصريح صحفي»: العمليات الفدائية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس تثبت أن انتفاضة القدس ليست حدثًا عابرًا، وإنما هي قرار الشعب الفلسطيني بالثورة حتى النهاية للحصول على حريته والانعتاق من الاحتلال». وأصدرت كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني، بيانًا قالت فيه إن عملية دهس التي أودت بحياة 4 جنود وأصابت أكثر من 13 آخرين في منطقة جبل المكبر في القدس المحتلة، «نوعية»، ورد طبيعي على جرائم العدو المتزايدة، فضلاً عن أنها خيار إستراتيجي لموجهة تدنيس القدس. على الجانب الآخر، وداخل الكيان الإسرائيلي، سارع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى التوافد في مكان الحادث، كما أصدر بيانًا قال فيه: «تعرفنا على هوية منفذ الهجوم، ووفقًا لكافة المؤشرات فإنه من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية». وقالت الشرطة إن الواقعة هجوم متعمد، ووصفت متحدثة باسم الشرطة لراديو إسرائيل الهجوم بـ «الإرهابي». وقد أشعل حادث الشاحنة فتيل التصريحات، فالمعارضة رأت أن ما جرى اختراق أمني كبير يضع علامات استفهام حول العمل الأمني تحت مظلة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. الانتفاضة مستمرة يرى مراقبون أن الجغرافيا الفلسطينية يجري العبث بها، حيث الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة تجاه الأقصى، في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية عن خطوات جديدة تعزل البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى من خلال إصدار أوامر بمنع المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه القرارات إلى خنق سكان القدس، فلن يُسمح للفلسطينيين أن يقيموا دولة قابلة للحياة، يستطيع مواطنوها أن يتنقلوا بين مدنها وقراها من دون أن توقفهم الحواجز الإسرائيلية. كما تتزايد التصريحات الإسرائيلية التي تحمل «طابعًا تهديديًا»، كتصريح وزير المواصلات «يسرائيل كاتس»، الذي هدد بتنفيذ اجتياح إسرائيلي بري للضفة الغربية ومدنها على غرار اجتياح عام 2002 الذي أطلق عليه «السور الواقي». ويوضح العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، عبد الله أبو معروف، في تصريحات صحفية، أن إسرائيل تستخدم قضية المستوطنات كورقة تفاوض لفرض أمر واقع، وهي لن تنسحب من الضفة، مشيرًا إلى أنها تعمل على أن تُبقي المساحات الاستيطانية المكثفة ضمن سيطرتها. وتجد الإشارة إلى أنه منذ عام 1967، أقام الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية 196 مستوطنة، ويسكن تلك المستوطنات ما يزيد على نصف مليون شخص. وينوه أبو معروف إلى أن حكومة نتنياهو تريد أن تحافظ على وضع قائم في الضفة يسمى «وضع لا حرب ولا سلم»، لحين فرض أمر واقع نهائي، يجعل إسرائيل في نهاية المطاف متحكمة في مساحات واسعة من الضفة الغربية. فردية الانتفاضة ما زال النمط الفردي هو المسيطر على عمليات الانتفاضة الفلسطينية إلى الآن، فوفقًا لإحصائية نشرها موقع القدس للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، تظل 82% من العمليات والهجمات فردية. وفي هذا الصدد، قالت الناشطة الفلسطينية، أشجان عجور: «هذه العمليات هي التي تنقذنا من حالة التشاؤم وما حل بالقضية؛ لأنها دليل على إبقاء شحنة وشعلة المواجهة في حالة الصراع بدلاً من الإحباط الذي تتغنون به بموت التنظيمات»، وأضافت أن تدفق دماء الشهداء في العمليات الفردية دلالة على أن «الفلسطينيين ماضون في المقاومة». ومع انسداد الأفق السياسي للقضية، واستمرار التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، والإمعان في الانتهاكات وبناء المستوطنات في الضفة الغربية، يصبح المناخ العام مُهيئًا تمامًا لاستمرار الانتفاضة الفلسطينية، واستعادة زخمها مُجددًا. المراجع “نتنياهو: كافة المؤشرات تدل على أن منفذ عملية الدهس من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية”، BBC عربي، 8 يناير 2017. معتز بالله محمد، “ضابطة إسرائيلية: القادة أمرونا بالاختباء خلف الجدران”، مصر العربية، 8 يناير 2017. طارق عازم، “إعلامي فلسطيني عن عملية الدهس: عهد جديد من الرعب لسارقي أرضنا”، مصر العربية، 8 يناير 2017. محمد عطية، “الإعلام الإسرائيلي: منفذ عملية الدهس زاد سرعته بعد رؤيته لأهدافه”، التحرير، 8 يناير 2017. محمد أبو علان، “واللا العبري: منفذ عملية الدهس في القدس أسير محرر”، مدار نيوز، 8 يناير 2017. “حماس والجهاد تباركان عملية الدهس في القدس”، موقع عرب 48، 8 يناير 2017. “كتلة التغيير والإصلاح: عملية دهس الصهاينة خيارًا استراتيجيًا لمواجهة تدنيس القدس”، موقع الوحدة الإخباري، 8 يناير 2017. “محلل سياسى: عملية الدهس ترد على التهويد”، موقع الوحدة الإخباري، 8 يناير 2017. محمود علي، “4 نقاط تشرح بوادر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة”، البديل، 8 أكتوبر 2015. قد يعجبك أيضاً الليرة المتأزمة: الاقتصاد التركي يرجع إلى الخلف انتخابات محسومة في الدولة الأكثر ازدهارًا في أفريقيا العسكرية الصينية: التحولات الكبرى تبدأ دائمًا من الجيش المسألة اللاتينية وهندسة أجندة اليسار الجديد شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أسماء خليفة Follow Author المقالة السابقة الإندبندنت: الحلم السعودي بالهيمنة تبدد! المقالة التالية صانع الرؤساء «رفسنجاني» يطويه الموت في لحظة حاسمة قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك الإطاحة بعمران خان: الولايات المتحدة والجيش يد واحدة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سحب السفير وتغريدة الوزير: ماذا يدبر ترامب ونتنياهو للفلسطينيين؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الإرهاب الأسمر: خريطة الجماعات الإرهابية بأفريقيا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ترامب يخطط للحرب العالمية: 3 تغييرات تشرح لك 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حادثة الكرك: حتى يعود النقاش «أردنيًا» حقًا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نظم دفاع جوي وطائرات مسيرة: تنظيم الدولة يعزز ترسانة أسلحته 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك طريق السبايا: السياسات الطائفية تهدد العراق 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الأرجنتين: رحلة الثورة والعسكر والإفلاس 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الهيمنة الثقافية وتحدي الثورة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك العولمة الاقتصادية: كيف يتنقل التضخم بين الدول؟ 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.