شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 71 حالة تمرد فريدة يحياها سامح أبو عرايس، نبي «الإله حورس»، كما كان يحب أن يطلق على نفسه، والمنسق السابق لحملة عمر سليمان في انتخابات الرئاسة، ومؤسس حركة «أبناء مبارك»، وأحد أعتى مؤيدي السيسي، وألد أعداء الإخوان المسلمين قبيل 30 /6، والذي تدرج في معارضة السيسي، بداية من الاحتجاج على إساءة معاملة مبارك وأولاده، ثم إدانة البطش الأمني، انتهاء بإعلان اعتذاره للإخوان، مؤكدًا أنها حركة وطنية كان لها دور عظيم في محاربة الاحتلال الإنجليزي . هل تحقق الإخوان من صدق موقف «عرايس»؟ على الرغم من احتفاء قناة «مكملين» إحدى منابر جماعة الإخوان الإعلامية باعتذار أبو عرايس، ورصده في إحدى نشراتها باعتباره اعترافا ووثيقة تأييد من معسكر مبارك والسيسي لصالح الإخوان وموقفهم قبل الذكرى السادسة من ثورة 25 يناير، فإن الذين احتفوا بالبيان لم يمكنهم قراءة مدلولات حالة المصالحة الفردية التي أقدم عليها عرايس مع الإخوان، بمعزل عن «أولاد مبارك»، هذا التيار العريض من أتباع النظام، الذي أسقطه الشعب المصري في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. المتابع لعرايس سيجد أنه بات يتحين الفرصة لمكايدة النظام الحالي، بداية من رفض الإساءة إلى مبارك، مرورا بانتقاد الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر، ورفض اتفاقية «تيران وصنافير»، إلى الوقوف في صف الإخوان، أو الاصطفاف معهم، إن كان هذا في مصلحة مكايدة السيسي، لاسيما وأن اعتذار أبو عرايس للجماعة، لاقى استنكار وإدانة أبرز مؤيديه . أختلف تماما مع كل من يصف جماعة الاخوان بأنها ارهابية .. جماعة الاخوان المسلمين جماعة وطنية نشأت في مصر وكان لها دور عظيم… Gepostet von Sameh Abou Arayes am Dienstag, 10. Januar 2017 وقال «عرايس» في بوست جديد بعد أن قدم اعتذاره لهم إن الإخوان المسلمين، جماعة وطنية نشأت في مصر، وكان لها دور عظيم في مقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر، وعمليات فدائية ضد الاحتلال، وشاركت في حرب فلسطين، وكانت شريكا في ثورة يوليو، وساهمت في تحرير مصر من الاحتلال البريطاني. وأضاف: اتهامهم بالإرهاب في العهد الملكي كان لتشويههم لأنهم كانوا مقاومين للإنجليز، وانتمى إليهم جمال عبد الناصر والسادات وكثير من الضباط الأحرار لفترة، وفكرهم وحدوي مقاوم للاستعمار، ودورهم في المقاومة بفلسطين من خلال حركة حماس لا ينكره منصف، فضلا على دورهم الكبير في مصر، للحفاظ على الدين الإسلامي والعمل الاجتماعي والخيري، وكانوا داعمين للدولة في عهد السادات ومبارك في السياسة الخارجية والتصدي لمؤامرات الصهيونية والغرب. وأردف: جزء رئيسي من أهداف المؤامرة الأخيرة على المنطقة كان تدمير جماعة الإخوان وتشويهها، خاصة أنهم كان لهم دور وطني عظيم في إحباط المؤامرة على مصر، سيعرفه المصريون فيها بعد . من نبوة الإله حورس إلى الدفاع المطلق عن الإسلام؟ واكب ظهور سامح أبو عرايس في المجال العام إسقاط مبارك، وتدشين مجموعة من الحملات التي تطالب بالاعتذار له، كان أبو عرايس على رأس أحد هذه الائتلافات، ثم تزعم حملة غير رسمية، لترشيح اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق والأشهر، ومن وقتها وهو يظهر على رأس كل عام، بأيديولوجيات فكرية جديدة، سواء كانت معتقدات دينية أو سياسية . قبل عامين كثف «أبو عرايس» من مجموعة تدوينات غريبة في نوعها، تدعو لعبادة «الإله حورس»، وسخر نفسه في سبيل معتقده الجديد، الذي يعتبره من عظماء الفراعنة، بل الدين الأصلي للمصريين، للسخرية من الإسلام والمسيحية واليهودية، وأصبغ على نفسه المعجزات، قال في إحداها إنه أسري به من الأقصر إلى الأهرامات، ثم تحدث عن معجزات حدثت له، مماثلة تماما لما شهدها كل الأنبياء الرسل. المثير في «أبو عرايس» أنه دائما ما يعتبر نفسه مرجعا للتاريخ وقارئا شغوفا له، لكن ذلك مرتبط فقط بعمر البوست الذي يكتبه على «فيس بوك»، لأنك لو بحثت فيما يكتب، فستجد أن القضية الواحدة التي يطرحها محل اختلاف جوهري في نظرته لها، من تدوينة لأخرى، حتى لو كانت المدة الزمنية الفارقة بينهما عدة أسابيع، وكأنه يقرأ كتابا فيعتنق ما فيه، ثم يعود عنه بكتاب آخر، يهدم ما ترسخ فيه من ثوابت . ففي الوقت الذي يمجد فيه حاليا تاريخ الإخوان مع الاحتلال الإنجليزي، أي تاريخ مضى عليه أكثر من 70 عاما، ولا مجال لمراجعته الآن، أو استكشاف حقائق جديدة فيه للمؤيدين والمعارضين للجماعة على السواء، كان أبو عرايس ينتقد الإخوان بشدة، ويتهمهم بالتآمر وبمصطلحات قاسية، لا يمكن وضعها في خانة النقد منذ أشهر قليلة. واتهم أبو عرايس «الإخوان» بالفرح في زيادة قيمة الدولار بمصر، وبالمقابل هبوط قيمة الجنيه، وكال لهم الاتهامات بلغة لا تخلو من سخرية، واتهامات بالعمالة لتركيا، معتبرا أن هبوط الجنيه ضد مصلحة أردوغان، ورجال الأعمال الأتراك، لأن السياحة المصرية ستكون أرخص من نظيرتها في تركيا. هم البهايم الاخوان اللي فرحانين بزيادة الدولار في مصر ونزول الجنيه مش فاهمين ان ده ضد مصلحة سيدهم اردوغان ؟ ده الاتراك… Gepostet von Sameh Abou Arayes am Freitag, 22. Juli 2016 ولم تكن نظرته عن عمالة الإخوان مجرد لحظة غضب من تصرفاته، بل كل منشوراته تجاه الجماعة تخدم نفس النظرة، وعلى الرغم من نشره عدة تدوينات لدعم ضحايا اعتصام رابعة والنهضة، فإنه قال نصا في بوست له على فيس بوك قبل عدة أشهر: «ما تفرحوش قوي بالبنت الإخوانجية اللي من أوائل الثانوية العامة.. بكرة تدخل صيدلة أو هندسة قسم كيمياء وتتعلم تصنع قنابل ». واعتبر في تعليقاته أسفل البوست أن صفحة «شاومينج» من صنع الإخوان، كما أيد اتهام أحد أصدقائه لأتباع الجماعة الذين يعملون في وزارة التربية والتعليم بتزوير المجاميع لصالح أبناء الإخوان. كما يضم متحف «أبو عرايس» تحولات في الفكر الديني شديدة الغرابة، فمن الدعم المطلق للإله حورس، والتشكيك في كل ما هو دون ذلك، إلى الدفاع الشرس عن الإسلام، هكذا دون مراجعات لفكر أو منطق، أو إعلان عودته عما كان عليه. واعتبر مؤسس حركة أبناء مبارك أن قتل عشرات الملايين في حروب عالمية وإبادة السكان الأصليين لأمريكا وعمل مذابح لليهود في أوروبا، وارتكاب الجرائم في المستعمرات، لم تكون من أفعال المسلمين، لكن كانت من القوى الأوروبية، ورصد بدايات العمليات الانتحارية التي اخترعها اليابانيون في الحرب العالمية الثانية، وتبنتها والشيوعية وحتى اليوم في مصر، معتبرا أن الذي يتجاهل التاريخ ويتهم المسلمين وحدهم بالإرهاب إما جاهل أو مغرض. مش فاهم منطق اللي بيتهموا المسلمين بالارهاب أو بأن الارهاب بسبب الاسلام .. أولا اللي قتل عشرات الملايين في حروب عالمية… Gepostet von Sameh Abou Arayes am Freitag, 16. Dezember 2016 ولم تخرج هذه التدوينة عن نفس التناقض في مفاهيم أبو عرايس عن كل شيء، فقبل أسابيع من دفاعه عن الإسلام تهكم مدير حملة عمر سليمان على كل رجال الدين، مسلمين ومسيحيين، وطالبهم باستعمال بركاتهم في استخراج بترول جديد لمصر، يضاهي الموجود بالسعودية، وانتشال الاقتصاد المصري. يعني احنا عندنا رجال الدين والبركة كلها وتواضروس وشنودة والشعراوي والقرضاوي والقديس اللي بيطير والارض اللي يقولك اتكلم… Gepostet von Sameh Abou Arayes am Freitag, 29. Juli 2016 لا يمكن لعاقل أن يعتبر ترهات «أبو عرايس» تراجعا عن موقف تياره من الإخوان، أو حتى يمكن اعتباره مبادرة شخصية منه، لتيقنه من صدق موقف الإخوان وقضيتهم، ما جعله يصطف معهم، ربما يكون الانتظار وحده لما ستحمله الأيام من تقلبات كفيل بإثبات حقائق ثابتة عن الجميع وللجميع، ولا يمكن وقتها أن يماري فيها إنسان. قد يعجبك أيضاً تاريخ من الدم: مذابح العراق الجمهوري فورين أفيرز: تورط بوتين في سوريا.. واستفادة أوباما ما الذي جنته بريطانيا من قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة؟ غياهب التسييس المفكك: لماذا فشلت السلفية السياسية؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أحمد فوزي سالم Follow Author المقالة السابقة بعد 6 سنوات من هروب بن علي: تونس بعيون أبنائها المقالة التالية ليبيا: ساحة حرب دولية جديدة حيث روسيا تلاحق الاتحاد الأوروبي قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك بين الواقع والأساطير: أي دور لعبه يهود مصر في الاقتصاد؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماركوس الابن رئيسًا للفلبين: قصة غسيل دماغ شعب 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قبل بطاقة التطبيع: كيف ضغطت الخرطوم في واشنطن لرفع السودان... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك وزير الدعاية النازي يكتب: لماذا نعارض اليهود؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فرنسا في النفق المظلم: التشريعية تخلق واقعًا جديدًا 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لومومبا: هذا هو ما سيحصل لك إذا طالبت باستقلال بلادك 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحشد الشعبي: مكافحة الإرهاب أم القضاء على السنَّة؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الإخوان المسلمون: تاريخ حافل بالانشقاقات 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك استقالة جونسون والبحث عن بديل: صفحة جديدة مع أوروبا؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نوعٌ جديد من السياسة الخارجية التركية 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.