شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 87 باسل كان وطن، كان حامل همَّ الوطن، اسألوا عنه الشارع، اسألوا عنه الحجر، اسألوا عنه حيطان السجن، يجاوبوك مين باسل! بجوار بندقيته وبقايا ذخيرته التي واجه بها قوات الاحتلال على مدار ساعتين، تجد ذخيرة فكرية من كتب ومجلات تسّلح بها الشهيد عبر سنواته الواحدة والثلاثين، وحاول بثها وزرعها في نفوس أقرانه لمواجهة الاحتلال وأعوانه على حدٍ سواء. صباح اليوم، 6 مارس/آذار 2017، وبعد معركة استمرت لساعتين بين قوات الاحتلال والشهيد المثقف باسل الأعرج برفقة اثنين من أقرانه في منزل في منطقة مخيم قدورة في مدينة البيرة، وبعدما نفذت ذخيرته، استُشهد الأعرج، حيث أعدمته قوات الاحتلال من مسافة قريبة، وأخرجوا جسده من المنزل بحمله من قدميه، وكان مضرجًا بالدماء، وكان جسد الشهيد يرتطم بالأرض . طريد السلطة والاحتلال في مارس/آذار 2016، اعتقلت السلطة الفلسطينية الشاب الناشط باسل الأعرج (31 عاماً) وخمسة من رفاقه، بتهمة التخطيط والإعداد لتنفيذ عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستمر اعتقالهم من قبل جهاز مخابرات السلطة عدة أشهر، ورغم نفيهم للتهم الموجهة إليهم، إلا أن أجهزة السلطة زعمت أن اعتقال هؤلاء الشبان كان بحجة حمايتهم من الاحتلال . وعقب إضراب عن الطعام نفذه الشباب المعتقلون احتجاجًا على اعتقالهم دون تهمة، قررت محكمة فلسطينية إطلاق سراحهم في التاسع من سبتمبر/أيلول عام 2016، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال الشبان تباعًا باستثناء الأعرج الذي ظل متخفيًا عن الأنظار . وصية الشهيد باسل الأعرج ومنذ لحظة الإفراج عن باسل، أصبح مُطارَدًا من قبل قوات الاحتلال، وأعجزهم عن اعتقاله. فاستمر، بشكل شبه يومي، اقتحام منزل الأعرج لمحاولة اعتقاله دون جدوى، كما جرى عدة مرات اعتقال والده وأشقائه، فيما كانت عائلته تؤكد باستمرار انقطاع جميع الأخبار عنه منذ إطلاق سراحه من سجون السلطة . وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي 2016، كان جيش الاحتلال يداهم منزل الأعرج كل ليلة، لمدة عشرة أيام، كما قاموا حينئذ بتفتيش منازل أعمامه المحيطين بمنزله، وعاثوا فيها خراباً أفظع مما سبق . المثقف المقاوم 31 عامًا كانت كافية حتى يصير باسل نموذجًا للشاب الفلسطيني المثقف المقاوم، الذي حمل همّ الوطن، وقرّر أن يفني جسده وفكره في جسد وذاكرة الوطن. الأعرج هو خريج تخصص الصيدلة من إحدى الجامعات المصرية، عمل في مجاله قرب القدس، وكان ناشطًا جماهيريًا، تصدر معظم المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل؛ ومن أبرزها الاحتجاجات على زيارة شاؤول موفاز، وزير دفاع جيش الاحتلال الأسبق، عام 2012، حيث تعرّض للضرب من الأمن الفلسطيني وأصيب على إثرها بجراح . حاول الأعرج تبصير الفلسطينيين بتاريخهم وتاريخ أجدادهم، كاشفًا عن صيرورة الثورة الفلسطينية التي بدأت منذ هجرة أول يهودي إلى أراضي فلسطين. فالثورة عند الأعرج هي الحالة الاعتيادية التي يحيا عليها الفلسطينيون ما دام الاحتلال قائمًا. وفي الوقت ذاته، قاوم الأعرج «فساد» السلطة الفلسطينية، وتعاونها مع الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني. ويزعم البعض أن انتقاد الأعرج للسلطة الفلسطينية كان السبب الرئيسي لاعتقاله في مارس/آذار 2016 وليس التخطيط لعملية مقاومة . كذلك عمل الأعرج في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولا للاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة للتعريف بها على أرض الواقع. وله العديد من الفيديوهاتالمصورة في هذا الشأن، من أبرزها: تفاصيل عملية زقاق الموت عام 2002 المقاومة وجدواها: نموذج ريف جنين في مقبرة الجنود العراقيين – قباطية احتلال الولجة حرب العصابات: الثائر هو قاطع طريق بمشروع سياسي الفعل والفاعلية في الهبة الشعبية الصراعات الداخلية وله العديد من المقالات المنشورة على شبكة «قدس» الإخبارية، منها: أبناء أم العبد وأبناء أم الشيطان بانوراما اغتيال زئيفي نظرات على الهبّة الشّعبية عش نيصا وقاتل كالبرغوث الانتفاضة دمّرتنا: عن هذه الادعاءات أتحدث الشعب يريد مجلسًا وطنيًا جديدًا وليكن الختام مع خاتمة الأعرج لواحدة من مقالاته، حينما قال: إن أول ما يقوم به الاستعمار هو تعريف الممكن والمستحيل للشعوب المضطهدة، ويعاونه في ذلك عادة بعض أفراد الشعب، ويتم ذلك عبر تقنيات تدخل مباشرة وغير مباشرة، فلا تصدقوا ما يتم قوله ونقله ومحاولة زرعه في عقولنا، وحاكموا المقولات وفق المنطق وقوة التحرر لدى الشعوب. قد يعجبك أيضاً اطمئنوا فالآلة لن تهزمنا: العمال لا زالوا يمسكون بزمام الأمور فورن أفيرز: إستراتيجية داعش في جنوب آسيا ماذا يريد الإرهابيون؟ علي عبد الله صالح: الحاوي الذي قضت عليه ثعابينه! شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد محمود السيد Follow Author المقالة السابقة هل تكون مدينة دير الزور «المعقل الآمن» الجديد لداعش؟ المقالة التالية صعود اليمين التركي: العدالة والتنمية حليفًا للحركة القومية قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك هل يكون العراق كبش فداء الصراع الأمريكي الإيراني؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ثورة عبيد هايتي: سكان منجم الذهب الذين أكلوا الطين 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 23 حربا دائرة، ماذا تعرف عن خريطة الصراعات في إفريقيا؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تواطأ الأمريكيون والبريطانيون لقتل خاشقجي، ولماذا؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تاريخ لا ينتهي: «الغواصات» في العسكرية الحديثة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حراك الريف: هل تقلد «محمد السادس» سيف «الحسن الثاني»؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مشروع العقبة: تكتيك إسرائيلي جديد للقضاء على أنفاق غزة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيناريوهات العلاقات المصرية الليبية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك التحفظ على أموال الإخوان: واجهة الدولة لتصفية حساباتها 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف مرّت «ياسمين» و«هبة» على خيام اللاجئين السوريين؟ 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.