شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 57 لطالما افتخر الإخوان المسلمون في مصر بوجود امتدادات لهم، سواء بشكل فعلي أو اسمي، في مختلف أرجاء العالم العربي وخارجه. كانوا يستدلون بهذا الانتشار الواسع على أصالة وصلابة ووسطية منهجهم ودعوتهم. الآن، والفرع الأم في مصر يمر بظروف غاية في الصعوبة، وفي ظل وضع إقليمي ملتهب ومناخ عام معاد للإسلام السياسي، ووسط تزايد الأحاديث عن نية الإدارة الأميركية الجديدة وإدارات غربية أخرى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، تجد هذه الامتدادات نفسها مجبرة على الاختيار بين الاستمرار تحت عباءة الجماعة واسمها، بما يستتبعه هذا من عواقب سيئة، وبين الانفصال والابتعاد عنها سعيًا للنجاة والاستمرار. في الآونة الأخيرة، بدا أن خيار الانفصال والابتعاد هو الخيار الأكثر رواجًا لدى كثير من فروع الإخوان، لكن هذا الانفصال لم يأخذ شكلًا واحدًا في جميع الحالات، بل تراوحت حدته من فرع لآخر، فالبعض نأى بنفسه عن حركة الإخوان في المطلق، والبعض اكتفى بفك ارتباطه بفرع مصر الأكثر تأزمًا. «العدالة والتنمية» أول الفارين http://gty.im/625335076 حرص حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي لطالما لقب بـ«إخوان المغرب»، على نفي وجود أي علاقة من أي نوع بين الحزب والإخوان المسلمين، خاصة بعد تراجع مد الربيع العربي، والإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر، وتزايد العداء تجاه الإسلام السياسي. «مدرسة الإخوان المسلمين لا نعرفها وهذه هي الحقيقة، قواعد حزب العدالة والتنمية تفكّر وتنتقد وهذا غير موجود لدى الإخوان. لم أرد أن أنتقد الإخوان المسلمين وهم في أزمة، الجماعة لديها منطقها الخاص في التعامل مع الأزمات ويعتقدون أنهم قادرون على تجاوز ذلك، ليس مشكل الإخوان هو السجن، فقد سبق لهم أن عاشوا هذه المحنة، المشكل في المنهج»، هذا نموذج من تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، التي دأب على ترديدها منذ الإجهاز على الجماعة في مصر. يمكن إرجاع موقف العدالة والتنمية هذا إلى موقعه الحساس، فالحزب فاز في انتخابات 2011 و2016، وشكّل الحكومة ويتمتع بوضع مستقر جدًا إذا ما قورن بغيره، وبالتالي لم يكن يرغب في اهتزاز هذا الوضع خاصة وأنه لن يجني من وراء هذا مصلحة تذكر. «اتحاد المنظمات الإسلامية» والخوف من الحظر أعلن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، انفصاله عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في إطار ما سماه مشروع «تطوير وهيكلة الاتحاد» ليكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الكبرى. وجاء انفصال الاتحاد، الذي يضم مئات الجمعيات الإسلامية في أوروبا، عن الإخوان المسلمين، كتعبير عن تزايد التخوفات من تصنيف الإدارة الأميركية الجديدة، وربما إدارات غربية أخرى، للإخوان كجماعة إرهابية، وما قد يستتبع هذا القرار من مصادرة أموالها وأملاكها وحظر أنشطتها. «حماس» والابتعاد السياسي http://gty.im/486246745 أضيرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كثيرًا بسبب علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث نتج عن هذه العلاقات القوية دخولها في عداء مباشر مع نظام 3 يوليو الذي لم يتهاون في عقابها، باعتبارها هدفًا سهلًا للعقاب. لم تخفف علاقات حماس القوية مع كل من قطر وتركيا من حدة معاناة قطاع غزة، الذي تحكمه الحركة؛ فرغم أهمية الدور الذي لعبه البلدان، إلا أن أحدهما لا يمتلك شريان حياة القطاع (معبر رفح) كمصر. لأجل هذا، سعت حماس على مدى الثلاث سنوات الماضية، إلى تخفيف حدة التوتر مع النظام الحاكم في مصر، وكان إحدى محطات تخفيف هذا التوتر؛ التصريحات التي خرجت على لسان العديد من قياداتها والتي تؤكد أن «الحركة منفصلةٌ تنظيميًا وإداريًا عن جماعة الإخوان المسلمين». ورغم تناقد هذه التصريحات مع ميثاق الحركة، الذي صِيغ في العام 1988، والذي ينص على أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، إلا أنه من المتوقع أن يأتي الميثاق الجديد المرتقب بجديد في هذا الشأن. ومع هذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه التصريحات لا يمكن اعتبارها انفصالًا كاملًا عن روابطها مع الإخوان المسلمين، فالحركة نفسها لا تنفي انتماءها فكريًا لمدرسة الإخوان المسلمين، ولكن يمكن اعتبار هذه الخطوة انفصالًا لدواع سياسية. «النهضة» تواصل اندماجها في المجتمع http://gty.im/457126158 أعلنت حركة النهضة التونسية، في آيار/ مايو 2016، فصل العمل السياسي عن الأنشطة الدعوية، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي، إن النهضة تحولت إلى حزب يعمل في الحقل السياسي فقط، تاركة الشأن الدعوي للجمعيات المدنية. إقدام النهضة على هذه الخطوة قد يكون نابعًا من ضغوط داخلية وإقليمية، لكنه يعني أن الحركة أخذت خطوة جديدة في طريق ابتعادها عن حركة الإخوان المسلمين التي تخلط الحزبي بالدعوي باعتبارهما متلازمين ولا يمكن فصلهما، كما يعني أنها تواصل تعزيز اندامجها مع المجتمع التونسي كحركية وطنية محلية. فرع الأردن يتخفف من عبء أصل مصر أقرّ مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، في شباط/ فبراير 2016، إلغاء تبعيتها للفرع الأم في القاهرة. كانت هذه ضربة قاسية للجماعة في مصر، فإخوان الأردن كانوا أكثر التابعين إخلاصًا ودعمًا للجماعة الأم، خاصة في أزمتها الأخيرة، لكن لأسباب عدة، منها التوتر الشديد في علاقات جماعة الأردن مع السلطات هناك، والموقف الإقليمي من الإسلام السياسي بشكل عام والإخوان على الأخص، غيّر إخوان الأردن نظرتهم للجماعة الأم، وأصبحوا يرون استمرار الارتباط بها عبئًا كبيرًا. قد يعجبك أيضاً الجيش الإسرائيلي: وحشية تزعج حتى الإسرائيليين معركة تكسير العظام: قصة الأمير الإماراتي الهارب إلى قطر درس في السياسة: الجوية القطرية في قلب الأزمة العلويون: النشأة والمعتقدات شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram كريم أسعد Follow Author المقالة السابقة لقد مات الفن.. نحن من قتله! المقالة التالية الخليج وإيران وثالثهم المصلحة قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك الديمقراطية وحدها لا تكفي: 3 مهام تنتظر «النهضة» 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك اقتحام ورباط: صراع الاحتلال والفلسطينيين في القدس 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أثر الانتخابات التركية على المنطقة العربية (ملف) 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك معركة الموصل بين محاربة داعش وحسم مستقبل العراق الطائفي 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إيران في البوسنة والهرسك: نفوذ يتمدد بمرور الأعوام 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الكاكي يتمدد في غزة أيضا: دلالات تركيبة حماس الجديدة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بترول «أرامكو» يعود إلى القاهرة: فيما ذهب وكيف عاد؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بعد أن اعتقلته حماس: محمد عثمان يتحدث عن حرية الصحافة... 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «الأقصى» قبلة المُحبين في ليالي رمضان 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حرب العملات العالمية وأثرها على الدول النامية 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.