شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 53 مباحثات هائلة بين اثنين من زعماء العالم حول أهمية جلوس المرأة على هذه الطاولة. هكذا علّقت إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة لها، على الصورة التي جمعتها بوالدها ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إبّان الزيارة التي أجراها الأخير للبيت الأبيض في الثالث عشر من فبراير/ شباط الماضي. وقد أفضى هذا التصرف غير المسئول إلى عاصفة من الانتقادات كونه يتنافى مع البروتوكول الرئاسي، الذي يجعل الجلوس على الطاولة المستديرة بالبيت الأبيض حكرًا على الرؤساء، وتساءل البعض عن الصفة الرسمية التي مكّنت إيفانكا من حضور هذا الاجتماع الرسمي بين ترامب ومسئول دولة أجنبية. A great discussion with two world leaders about the importance of women having a seat at the table! ???? pic.twitter.com/AtiSiOoho0 — Ivanka Trump (@IvankaTrump) February 13, 2017 لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقحم فيها ترامب ابنته في مباحثات رسمية، إذ شاركت إيفانكا، البالغة من العمر 34 عامًا، إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في اللقاء الذي جمع بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قبيل تنصيبه رسميًا كرئيس للولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يطرح جملة من التساؤلات حول النفوذ الذي تتمتع به إيفانكا في البيت الأبيض، والذي يخالف بشكل أو بآخر القانون الفيدرالي لمكافحة محاباة الأقارب. اقرأ أيضًا: جاريد كوشنر: رسول ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط إيفانكا: الداعم الأكبر لـترامب ياعيل كوشنر، وهو الاسم الذي اتخذته إيفانكا ترامب بعد اعتناقها الديانة اليهودية قبل نحو سبعة أعوام، إثر ارتباطها بالملياردير اليهودي جاريد كوشنر، هي الابنة الكبرى لترامب والأكثر قربًا منه وتأثيرًا على قراراته. تعمل إيفانكا اليوم نائبة لرئيس التطوير العقاري والشراء في شركة العقارات العائلية Trump Organization، وقد أسّست إيفانكا شركة خاصة بها «مجموعة إيفانكا ترامب»، والتي تخصّصت في بادئ الأمر في بيع حلي النساء، ثم توسّعت لتصبح ماركة موضة في مجالات أخرى كالأحذية والنظارات وحقائب اليد والعطور والملابس وغيرها. قدّمت إيفانكا خير دعم لوالدها إبّان حملته الانتخابية؛ فهي على عكسه تمامًا، تتصف باللباقة، وتنتقي كلماتها، كما تنتقي ملابسها، بعناية ودقة بالغيْن، إلى الحد الذي دفع البعض لنعتها بـ «سلاح ترامب السحري». بذلت إيفانكا قصارى جهدها في تقديم صورة لـترامب على أنه نصير للمرأة ويدعمها حتى تصل إلى أرفع المناصب؛ فهو قد أولاها الكثير من الرعاية والاهتمام رغم انفصاله عن والدتها، وساوى بينها وبين إخوتها من الذكور في إدارة أعماله، وقد نجحت في توظيف هذه الصورة بنجاح منقطع النظير في استمالة الناخبات، رغم انخفاض شعبية والدها لدى شريحة النساء من الناخبين وما أثير خلال حملته الانتخابية حول تصريحات أدلى بها ترامب في فترة سابقة أظهرت مدى احتقاره للنساء؛ فنجدها تارة تؤكد أن والدها سيبذل جُل جهوده بغية تقاضي النساء أجورًا تعادل تلك التي يتقاضاها الرجال، وتارةً أخرى تعدهن بأنهن سيحصلن، حال فوز والدها، على حضانات لأطفالهن بثمن أقل، وفي متناول الجميع. ميلانيا أم ممتازة، ومن غير المعهود ألّا تشارك زوجة مرشح في الحملة الانتخابية بشكل يومي، لقد اتخذت قرارًا أحترمه تمامًا، فهي أم لصبي هو في أمس الحاجة للاستقرار. إيفانكا ترامب، تعليقًا على اختفاء زوجة أبيها إبان الحملة الانتخابية حرصت إيفانكا أيضًا في تصريحاتها على تصدير صورة «عائلة ترامب المتماسكة رغم زيجاته الثلاث»؛ إذ أخذت تدافع عن قلة ظهور زوجة والدها ميلانيا ترامب أثناء حملته الانتخابية، وكذا دافعت عنها أيضًا إزاء الاتهامات التي وُجهت لـميلانيا بأنها قد استخدمت في خطابها الداعم لـزوجها ذات العبارات التي استخدمتها من قبل ميشيل أوباما أو – بمعنى أدق – نسخت ميلانيا خطاب ميشيل بالكامل، ما جعلها في مرمى الانتقادات. هل تلعب إيفانكا ترامب دور السيدة الأولى؟ ملاحظة غير لائقة؛ فهناك سيدة أولى واحدة، وستفعل أموراً رائعة. هكذا أجابت إيفانكا ترامب على سؤال يتعلق بكونها السيدة الأولى الفعلية. لم يكن طرح هذا السؤال عبثيًا؛ إذ اقترن بالعديد من الشواهد التي تدلل – بما لا يدع للشك مجالًا – على الحضور اللافت والمؤثر لإيفانكا في العديد من المناسبات منذ إعلان ترامب ترشحه لخوض السباق الرئاسي في الوقت الذي آثرت فيه ميلانيا ترامب الابتعاد عن الأضواء، والبقاء في نيويورك ريثما ينتهي ابنها، بارون ترامب، من عامهِ الدراسي. وقد دفع هذا النشاط الملحوظ لإيفانكا البعض إلى تشبيهها بـأليس روزفلت، ابنة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، التي استطاعت أن تصل بنفوذها إلى مواقع مهمة كابنة رئيس دولة. عنيت إيفانكا منذ إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وقبيل تنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة، بالتواصل مع اللجان النيابية المعنية بقضايا المرأة والبيئة نيابةً عنه. وفي هذا الصدد، صرّحت إيفانكا، في إحدى لقاءاتها التليفزيونية، بأنها ستسعى جاهدةً لاستخدام موقعها كابنة لرئيس الدولة لمناصرة قضايا المرأة والقضايا الإنسانية، في الوقت الذي استغلت فيه إيفانكا هذه المقابلة للترويج لسوار كانت ترتديه ويحمل علامتها التجارية. Honored to join @realDonaldTrump , Chancellor Merkel and CEOs of US and German companies in a robust discussion on #WorkforceDevelopment pic.twitter.com/dJnrLpqcYF — Ivanka Trump (@IvankaTrump) March 17, 2017 اضطلعت إيفانكا أيضًا بدور مهم في ترتيب لقاءات عدة لترامب مع مسئولين أجانب ومسئولين سابقين في البيت الأبيض. كان أبرزها اللقاءات التي جمعت بين ترامب ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، والمعروف عنه إيلاء كثير من الاهتمام بالقضايا البيئية وعلى رأسها مكافحة الاحتباس الحراري، وكذا لقاء ترامب مع الممثل الأمريكي ليورناردو ديكابريو المعني أيضاًبالقضايا ذاتها، فضلاً عن حضورها المثير للدهشة غير ذي مرة للقاءات التي جمعت بين ترامب ومسئولين أجانب كرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، ويتزامن هذا الوجود المؤثر لإيفانكا مع تغيب زوجة أبيها ميلانيا عن مرافقة نظيرتها اليابانية أكي آبي بجولاتها في واشنطن بعد مضي 3 أسابيع فقط من تنصيب ترامب رسميًا بما يتنافى مع البروتوكول. ترامب يكسر البروتوكول الرئاسي ويدافع عن «مجموعة إيفانكا ترامب» هكذا علّق ترامب، في تغريدة له، على قرار اتخذته شركة نوردستروم لبيع الملابس بالتجزئة، بموجبه تم إيقاف خط أزياء يحمل العلامة التجارية «إيفانكا ترامب»، وذلك على خلفية حملة مقاطعة أطلقها رواد موقع تويتر للشركات التي تتعامل مع ترامب وأفراد أسرته، وكذلك من قدّموا الدعم المالي لحملته الانتخابية قاطبةً، وقد عبّر عنها هشتاج Grab Your Wallet، إذ مثّلت تصريحات ترامب المحقّرة للنساء أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أثناء حملته الانتخابية الشرارة التي اندلعت على إثرها تلك الحملة. على الجانب الآخر، أعلنت شركة نوردستروم، في بيان لها، أن الدافع الرئيسي وراء هذا القرار يكمن في تراجع نسب مبيعات خط أزياء إيفانكا ترامب، ولم تُشر صراحةً إلى حملة المقاطعة كأساس حملها على اتخاذ هكذا قرار. مثّلت التغريدة السابقة لـترامب تجاوزًا واضحًا للبروتوكول الرئاسي في ديمقراطية راسخة مثل الولايات المتحدة، ما أفضى بدوره إلى سيل عرم من الانتقادات وُجهت لـترامب إزاء مهاجمة رئيس دولة لشركة تجارية؛ إذ وصف متحدث باسم عضو ديمقراطي بمجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا «بوب كايسي» تغريدة ترامب بأنها تصرف غير أخلاقي، «فمن غير المناسب أن ينتقد الرئيس شركة خاصة بسبب رفضها المساهمة في إثراء عائلته»، فيما وصفها «نورم أيسن»، الذي عمل مستشارًا للأخلاقيات ضمن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بأنها «مشينة»، داعيًا نوردستروم إلى مقاضاة ترامب، وفقًا لقانون ولاية كاليفورنيا للمنافسة غير العادلة. في معرض دفاعه عن الرئيس الأمريكي ترامب إزاء هذه الانتقادات، أعلن السكرتير الصحافي للبيت الأبيض شون سبايسر أن هذه التغريدة ليست إلا محاولة من الرئيس ترامب للدفاع عن ابنته التي تتعرض للهجوم من قبل المعارضين لسياساته. قانون محاباة الأقارب يهدد ترامب عوملت ابنتي إيفانكا معاملةً ظالمةً من قِبل شركة نوردستروم، هي شخص عظيم، ودائماً ما تدفعني نحو الصواب، هذا فظيع. Taking a call in the White House with my personal assistant Theodore. ❤ pic.twitter.com/7BY5jef0gw — Ivanka Trump (@IvankaTrump) February 7, 2017 جانب كبير من الانتقادات التي يتعرّض لها الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين دونالد ترامب، الذي لم يمض على توليه مقاليد الحكم سوى شهرين وبضعة أيام، ترتبط بشكل أو بآخر بأفراد عائلته ومحاولاته الدءوبة إقحامهم في دائرة السياسة ما يجعله عرضة للوقوع تحت طائلة قانون مكافحة محاباة الأقارب، الذي أصدره الرئيس الأمريكي جونسون عام 1967، وبمقتضاه يحظر على الموظفين العموميين ترقية أقاربهم لوظيفة مدنية في الوكالة التي يعملون بها أو يرأسونها. بالنظر إلى ممارسات ترامب، منذ إعلان فوزه بالرئاسة الأمريكية أمام غريمته هيلاري كلينتون وقبيل تنصيبه رسميًا رئيسًا للبلاد، نجد أنها تمثّل خروقًا جلية لهكذا قانون؛ إذ أقحم ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر في أول مقابلة أجراها مع مسئول أجنبي وهو رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كما أشرنا آنفا، وأفضي ذلك إلى تساؤلات حول الصفة الرسمية لابنته وزوجها لكي يحضرا هذه المقابلة، حتى وإنْ كانت ودية، وتكرّر حدوث ذلك في الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، فضلاً عن حضورها، بجانب والدها، الاجتماع الذي أجراه مع ترودو بغية مناقشة سبل تعزيز دور المرأة في مجال الأعمال التجارية، والهجوم الذي تعرضت له على خلفية حضورها هذا الاجتماع بصفة خاصة، لاسيما وأن هناك نساء كُثُرا بإمكانهن التحدث عن سبل تعزيز دور المرأة في النشاطات التجارية. لم تتوقف الممارسات الترامبية الضاربة بالقانون الفيدرالي لمكافحة محاباة الأقارب عرض الحائط عند هذا الحد فحسب، بل تجاوزته إلى تعيين صهره الملياردير اليهودي جاريد كوشنر كبير المستشارين في البيت الأبيض، وعهد إليه بإدارة ملفي العلاقات التجارية الأمريكية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي كان محط انتقاد الديمقراطيين الذين دعوا وزارة العدل ولجنة القيم إلى التدقيق في قرار التعيين لمعرفة إذا ما كان ذلك يندرج ضمن محاباة الأقارب ويؤدي إلى التضارب بين المصلحة العامة والشخصية في ضوء القلق المتزايد من علاقات كوشنر بالمستثمرين الأجانب لاسيما المستثمرين الصينيين. ما يزيد الأمور سوءًا هو استغلال إيفانكا منصب والداها للتربح غير ذي مرة؛ ففي أول ظهور تليفزيوني لها إلى جانب والدها ترامب بعد انتخابه رئيساً للبلاد، روّجت مجموعة إيفانكا ترامب للسوار الذي ارتدته إيفانكا أثناء المقابلة، كما أنها انتهزت فرصة اعتلائها المنصة لتقديم والدها خلال المؤتمر العام للحزب الجمهوري للترويج لماركة الملابس التي ترتديها. اشتروا إطلالة إيفانكا أثناء إلقائها خطاب بالمؤتمر العام للحزب الجمهوري دفعت هكذا تصرفات تنم عن عجز ترامب الواضح عن الفصل بين السياسة والعائلة صحيفة فايننشال تايمز إلى القول بأنه ليس هناك رئيس في تاريخ الولايات المتحدة قد أثار هذا الكم الهائل من تضارب المصالح، وسلّطت الضوء بصفة خاصة على واقعة الهجوم الذي شنّه ترامب على شركة نوردستروم، وكذا ما قامت به مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي من حث للمشاهدين على شراء منتجات مجموعة إيفانكا ترامب ما يلحق ضررًا فادحًا بالديمقراطية الأمريكية ومكانتها العالمية. وفي الختام؛ لم يبق أمام الابنة المدللة إيفانكا سوى خيارين لا ثالث لهما كما يرى المتابعون، أولهما أن تكف عن الزج بنفسها في غمار السياسة مستغلةً منصب والدها، والخيار الثاني هو أن تضيف أزمات جديدة إلى الرصيد الهائل من الأزمات التي تعصف بإدارة ترامب، وستكشف الأيام القليلة القادمة عن أي الخيارين قد اتخذت إيفانكا ترامب. قد يعجبك أيضاً دروس «إسرائيل» المستفادة من الحرائق الأخيرة تصدير الأزمة: الهجمة الإيرانية على أكراد العراق كارنيجي: النظام الروسي في 2015.. جميع التكتيكات بلا إستراتيجية حركة «لبّيك باكستان»: صعود الإسلام السياسي في إسلام آباد شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram جهاد عمر الخطيب Follow Author المقالة السابقة يهود مصر وعلاقتهم بالصهيونية: نحو بعض من تفكيك الأساطير المقالة التالية قصر غاضب وأداء حكومي باهت: هل تنهار الديمقراطية المغربية؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك الدوافع الحقيقية وراء الاستضافة المصرية لوفد البوليساريو 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لم تعد للحقائق أهمية في سياق الصراع السوري 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 3 بدائل لترامب تثنيه عن تمزيق الاتفاق النووي الإيراني 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا لا يريد أحد العبث مع الطيران الإسرائيلي؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نتنياهو في روسيا يتوسل: فهل يفلح في عزل إيران؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الهند وإسرائيل: تطبيع حذر وتناقضات على هامش المصلحة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك خبير إسرائيلي: أنفاق حماس ليست خطرًا على «إسرائيل» 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل تصبح المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل أداة للغفران السياسي؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك حرب الشتاء: حين تسبب «سجق» فنلندا في فضح الروس 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحرب الصامتة: أبوظبي ودبي وقصة البحث عن التوازن 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.