في جنوب شرق آسيا وفي تلك الأرض ذات الطبيعة الساحرة الواقعة بين جنوب الصين وشرق الهند، والتي أسماها الفرنسيون أثناء استعمارهم لها «شبه جزيرة الهند الصينية»، يجري نهر الميكونغ العظيم بدءًا من هضبة التبت غربًا وحتى بحر الصين الجنوبي شرقًا، ذلك النهر الذي أحبته الكاتبة الفرنسية الكبيرة مارجريت دوراس كثيرًا وكتبت عنه في كثير من رواياتها ومسرحياتها.

في قلب تلك الأراضي تقع كمبوديا، ذلك القلب الممتلئ بجمال الطبيعة وسحر الغابات الاستوائية المطيرة الواقعة على ضفاف الميكونغ وما يقع حولها من حدائق واسعة مترامية الأطراف تزينها المتاحف والمعابد الفضية لحضارة الأنغكور العظيمة التي شيدها شعب الخمير – والخمير هي عرقية 90% من سكان كمبوديا – قبل عشرات القرون، لكن الطبيعة التي ألهمت دوراس في روايتها الأشهر «العاشق» ‌ومنحتها من الحياة ألوانها المتناقضة؛ الأمل والقلق والحب وألم الفقد، لم تمنح الكمبوديين إلا ألوان الشجن والألم والمعاناة والقهر وعذاب الإنسان. إنها كمبوديا التي عُذب فيها البشر من أجل أن يرووا حقولها بدمائهم، «كمبوديا» حقول القتل وأبراج الجماجم.


أيام لا تعرف الألوان

في روايته «

جنوبًا وشرقًا: رحلات ورؤى

» يتنقل الروائي المصري محمد المخزنجي في أرجاء العاصمة الكمبودية بنوم بنه، ويرسم لنا صورة لحياة أهلها: «بدت العاصمة الكمبودية ترتسم أمامي وكأنها مصحة مترامية للمعاقين من مبتوري الأطراف. منظر يتكرر في كل ركن وعند كل منعطف، لهؤلاء المترجلين على ساق واحدة أو المتكئين على عصيّ متواضعة بعد أن ركبت لهم أرجل صناعية، أو لمبتوري الأذرع الذين تخفق أكمامهم الخاوية مع الحركة. بعضهم حصل على أذرع صناعية تنتهي بخطاطيف معدنية مروعة البؤس».


يستكمل

المخزنجي رحلته في شوارع بنوم بنه ليتلقي بنسّاجة الحرير التي تحدثه عن إحدى الأساطير الكمبودية القديمة التي تعطي لونًا لكل يوم من أيام الأسبوع، فالأحمر ليوم الأحد، والأصفر الداكن للإثنين، والبنفسجي للثلاثاء، والأخضر صدأ النحاس ليوم الأربعاء، والأخضر الفاتح للخميس، والأزرق الغامق للجمعة، أما السبت فيناسبه الكحلي، ثم تردف نساجة الحرير بمرارة وأسى «أما أيام بول بوت كانت لا تعرف الألوان، أبدًا لا تعرف الألوان».


الخمير الحمر «الماوية المتطرفة»

في خمسينيات القرن الماضي، وبينما كانت كمبوديا تخوض معركة الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي، كان هناك مجموعة من الطلبة الكمبوديين يدرسون في باريس مثل بول بوت، الذي كان يدرس الهندسة وخيو سامفان ولينج ساري اللذين كانا يدرسان السياسة والقانون، تأثر هؤلاء الطلبة بالحزب الشيوعي الفرنسي وأيديولوجيته الماركسية اللينينة فانضموا إليه وقاموا بتأسيس جمعية طلاب الخمير، وعملوا على تأسيس مجموعات شيوعية داخل كمبوديا تسمى بالخلايا الماركسية، وقد تلقت هذه الخلايا دعمًا كبيرًا من الحزب الشيوعي الفيتنامي الذي قد نشأ قبل 20 عامًا من نشأة هذه المجموعات.

قام بول بوت ورفاقه بعد عودتهم إلى كمبوديا بتأسيس الحزب الثوري الشعبي الكمبوتشي، ثم سرعان ما تبنت تلك المجموعات أفكارًا وخطوطًا ثورية وأيديولوجية متباينة، حيث تبنت مجموعة كبيرة على رأسها بوت وساري أفكار ماو تسى تونغ وفرانز فانون، التي تؤمن بضرورة تحرر دول العالم الثالث من قيود الاستعمار والإمبريالية العالمية عبر تنظيم القوى الثورية نفسها وقيامها بحشد الجماهير للنضال من أجل معركة التحرر من قيود التبعية وتحقيق الاستقلال الوطني عبر التنمية والاكتفاء الذاتي الجماعي.

خلافًا لماركس ولينين، رأى ماو أن الثورة من أجل المجتمع الشيوعي لا يمكن قصرها على البروليتارية الحضرية فقط، بل يمكن للفلاحين والمزارعين القيام بها، فالمجتمع الشيوعي أولى خطواته هي التنمية والإصلاح الزراعي وإنشاء التعاونيات الزراعية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ثم تحقيق القفزة الصناعية الكبرى، وهو ما حاول الخمير الحمر تطبيقه فور وصولهم للسلطة بطريقة أكثر تطرفًا وقسوة من ماو في الصين، لينال الكمبوديون نصيبهم من القتل الجماعي والقمع والجوع الذي ناله جيرانهم الصينيون تحت حكم ماو باسم التحرر والتقدم الاجتماعي والقفز للأمام.

ثمة تطور آخر حدث لبوت ورفاقه وهو تطور نزعة قومية شوفينية متطرفة ضد كل ما هو ليس بكمبودي أو خميري، فحدث خلاف كبير داخل الحزب الثوري الكمبودي بين مجموعة معادية للفيتناميين داخل الحزب ومعادية لأمير كمبوديا سيهانوك بصفته ممثل للإقطاع والملكية الرجعية ويمثل هذه المجموعة بول بوت وخيو سامفان ولينج ساري، وبين مجموعة مؤيدة للتعاون مع الفيتناميين والاعتراف بوطنية سيهانوك وجهوده في مكافحة الاستعمار الفرنسي عن كمبوديا وتحقيق الاستقلال ويترأس هذه المجموعة تو ساموث، وقد انتهى ذلك الخلاف بعد وفاة ساموث وسيطرة بوت ورفاقه على الحزب سيطرة كاملة.

قام بول بوت بعدها بمغادرة العاصمة لينشئ قواعد عسكرية للحزب في مناطق الريف الكمبودي، لتخوض هذه القواعد مجموعة من المعارك والثورات ضد الملك وحكومته بمساعدة وتدريب صيني، ثم قام بوت عام 1968 بتغيير اسم الحزب إلى الحزب الشيوعي الكمبوتشي وتأسيس منظمة الخمير الحمر، لتكون الذراع العسكري للحزب في كفاحه المسلح ضد القوات النظامية، واستمرت تلك المعارك والمناوشات حتى استطاع الخمير الحمر إسقاط العاصمة بنوم بنه في أبريل/ نيسان 1975 وتولي الحكم في كمبوديا.


الحرب الأهلية الكمبودية

الخمير الحمرن كمبوديا

صور الضحايا النساء لمذابح الخمير الحمر

في صيف عام 1964 نشبت حرب فيتنام وبدأت الولايات المتحدة في غزو شمال فيتنام لإسقاط الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة بـ الفيت كونغ، ولم تكن الجارة كمبوديا بمعزل عن هذه الحرب، لما لها من أهمية إستراتيجية وجغرافية هامة لقوات الفيت كونغ، التي دخلت شرق كمبوديا وانتشرت بها لإنشاء قواعد التدريب والإمداد للجبهة في فيتنام، لينشأ تحالف مؤقت بين الفيتناميين والخمير الحمر، يساعد فيه الفيتناميون الخمير الحمر في تمردهم على النظام والعكس أيضًا.

لكن الولايات المتحدة التي ملت سياسة الحياد التي يقوم بها الأمير سيهانوك الذي رأى أن مصلحته تكمن في الوقوف على مسافة متساوية بين الولايات المتحدة والفيتناميين وحليفهم الصيني والسوفييت، فدفعت وزير الدفاع الجنرال لون نول للانقلاب على سيهانوك، بعدها قام الجنرال نول بإغلاق ميناء سيهانوكفيل في وجه الفيت كونغ الذين أمرهم نول بالانسحاب من كمبوديا.

فما كان إلا أن اندلعت الاشتباكات بين الفيتناميين وقوات نول التي طلبت دعمًا أمريكيًا مباشرًا، وهو ما استجابت له أمريكا بإطلاق عملية عسكرية تعتمد على القصف الجوي للمناطق التابعة لقوات الفيت كونغ وحلفائهم الخمير الحمر، لكن لم تزد هذه الضربات الجوية الأمور إلا تعقيدًا، حيث سقط عدد كبير من الضحايا المدنيين، ودمرت البنية التحتية وزاد عدد اللاجئين والمشردين، فانتشر السخط والغضب بين الكمبوديين الذين تعاطفوا مع الخمير الحمر ضد الجيش الحكومي.

استغل الأمير المعزول ذلك الأمر فلجأ إلى الصين ورتب للتحالف مع الخمير الحمر معلنًا إنشاء الجبهة الوطنية المتحدة لكمبوتشيا لتجمع قوات الخمير الحمر وأنصار الملكية المنتشرين في الريف. وفي السابع عشر من شهر أبريل/ نيسان عام 1975 انتهت الحرب بسقوط العاصمة بنوم بنه في أيدي الخمير الحمر بقيادة زعيمهم بول بوت الذي غيّر اسم البلاد إلى جمهورية كمبوتشيا الديمقراطية

،

لتبدأ بعدها واحدة من أروع المآسي الإنسانية المروعة في القرن العشرين، والتي أودت بحياة 2 مليون كمبودي من أصل 8 كانوا يعيشون حينذاك، عُرفت هذه المذابح والجرائم لاحقًا باسم حقول القتل.


حقول القتل وأبراج الجماجم

كمبوديا، الخمير الحمر

عدد من جماجم الضحايا في أحد متاحف كمبوديا

لم تمض سوى ساعات قليلة بعد نهاية الحرب وانتصار الخمير الحمر حتى سمع الكمبوديون صوت إطلاق النار في الهواء، ولم يكن دوي الطلقات هذا إلا إيذانًا بضرورة إخلاء المدن ومغادرة سكانها إلى الحقول والغابات تحسبًا لضربة أمريكية محتملة على منازلهم، فتم تهجير مليوني كمبودي من مدنهم في غضون أسبوع واحد، وكان القتل وحرق المنازل هو العقاب الفوري لكل من رفض قرار الإخلاء.

لكن

الكمبوديين الذين

هربوا من الموت المحتمل لم يجدوا في الحقول والغابات إلا الموت والقتل والعذاب المؤكد. فبمجرد وصول السكان للحقول، طُلب منهم كتابة سير ذاتية عن حياتهم وأعمالهم، لتحدد تلك الكتابات مصائر هؤلاء السكان من طرق الموت والقتل المتعددة، حيث كان القتل الفوري أو السجن مصير كافة المُتعلمين والمثقفين والفنانين، فالعلوم والمعارف في نظر الخمير الحمر ما هي إلا أدوات للقوى الاستعمارية والإمبريالية لتخريب مجتمعهم.

أما بقية السكان فقد فوجئوا بتقسيمهم إلى مجموعات – تم الحرص فيها على تفريق العائلات والأسر – للعمل في الحقول من شروق الشمس وحتى غروبها، وكان الطعام هو وجبة واحدة تتكون من ملعقتين من الأرز فقط، والملابس لا لون لها سوى اللون الطيني الأسود، فقد أُرغم الجميع على صبغ ملابسهم كلها بغليها مع لحاء الشجر، ثم دحرجتها في الطين لتكتسب اللون الطيني الأسود الكئيب، وكان التذمر ومجرد إبداء الامتعاض والنقم على تلك الأوضاع يقود صاحبه للقتل الفوري.

أمر بوت بإلغاء التعامل بالنقود، وحظر وسائل المواصلات العامة والخاصة، وغلق جميع الجامعات والمدارس المتوسطة والثانوية، وتحويلها إلى سجون ومعسكرات اعتقال للنظام، وتم حظر وسائل الإعلام وخاصة الأجنبية، وكان الإعدام وسيلة فورية لمعاقبة كل من يستمعون لوسائل الإعلام الأجنبية أو يستطيعون حتى التحدث بلغة أخرى غير اللغة الرسمية!

مُنع أيضًا استخدام العلاج المستورد، وتم استخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية بدلًا منها، كما مُنع استخدام الألقاب واستبدالها بكملة رفيق، كما مُنعت المصافحة أو الانحناء للتقدير.

قام الخمير الحمر بتحويل إحدى المدارس الابتدائية في تول سلينغ، إلى مركز للاستجواب، وسجن سري يعرف بالرمز «إس-21»، وقد عُرف هذا المعتقل تحديدًا بأنه واحدًا من أبشع معسكرات الاعتقال وحشية ودموية في القرن العشرين والتي لا تقل إجرامًا ووحشية عن معسكرات الاعتقال النازية، فبلغ عدد المعتقلين عشرين ألف معتقل خلال مدة أربع سنوات، نجا منهم سبعة فقط!

و

يصف الصحفي

البريطاني المعروف جون بيلجر رحلته لمعتقل تول سلينغ الذي حُول لمتحف بعد نهاية حكم الخمير الحمر:

مارس الخمير الحمر عمليات إبادة وقتل منظم ومنهجي ضد جميع الأقليات العرقية والدينية، فلقي الآلاف من الكمبوديين ذوي الأصول الصينية والفيتنامية حتفهم، وحظر الخمير الحمر كافة الأديان السماوية وغير السماوية، فتم تدمير المعابد البوذية والكنائس وجميع مساجد كمبوديا، وبلغ عدد المسلمين الذين تم إعدامهم أو إخفاؤهم قسريًا أكثر من 300 ألف من أصل 700 ألف مسلم كانوا يعيشون وقتها في كمبوديا.

كان الإعدام يتم عن طريق قطع الرأس بالفأس، وعقب تنفيذ عقوبات الإعدام يتم تجميع الجثث ودفنها في مقابر جماعية قريبة من الحقول، وقُدر عدد هذه المقابر بعشرين ألف مقبرة في جميع أنحاء كمبوديا، وعدد الضحايا بين مليون ونصف إلى 2 مليون، تم قتل نصفهم على الأقل بطريقة مباشرة عبر الإعدام والنصف الآخر سقطوا ضحايا للجوع والمرض والعمل بالسخرة.

يصف المخزنجي أحد حقول الموت الذي يقع بالقرب من بنوم بنه:

دُرت مقبوضًا واجف القلب حول «برج الجماجم» الذي شيدوه عند مدخل المكان. بناء من الخرسانة والحوائط الزجاجية هو أقرب إلى شكل المسلات فوق قباب المعابد البوذية المسماة «ستوبا». ووراء الزجاج تعلو الرفوف حتى ارتفاع عشرين مترًا، مكدسة بجماجم الضحايا التي عثروا عليها في بعض المقابر الجماعية بحقول القتل، ثمانية آلاف جمجمة.

أسرعت أهرب من موجة صراخ وأنين توحي بها أكداس الجماجم، فدخلت حقول القتل.. أينما توجهت في المكان الشاسع تجد آثار المقابر الجماعية، حفر عشوائية ابتلعت أجساد الضحايا، ثم ردمت بلا اكتراث. أمشي على الجسور الناحلة بين بقايا الحفر المردومة التي غزتها بعض الأعشاب الرهيفة كألحان الأسى، 129 مقبرة جماعية اكتشفت في المكان، تركت 43 مقبرة منها دون أن تمس وأخذت من الأخريات جماجم البرج الزجاجي الثمانية آلاف.


نهاية الخمير الحمر

صادفت بقعًا من الدم وخصلات شعر لا تزال على الأرضيات، حيث كانت تشوه أجساد الناس على السرر الحديدية. مات في هذا المكان نحو 17 ألف شخص، نوع من الموت البطيء: وهي حقيقة ليس من الصعب إثباتها لأن القتلة أخذوا صورًا فوتوغرافية لضحاياهم قبل وبعد التعذيب، ثم قتلوهم في قبور جماعية على حواف المدينة، إحدى الغرف امتلأت حتى السقف بملابس الضحايا وأحذيتهم، ومنها ما كان يخص أطفالاً عديدين.

انتهى

التحالف المؤقت

بين الخمير الحمر والفيتناميين أثناء فترة الحرب الأهلية، وسرعان ما عاد العداء والخلافات بين الجبهتين الشيوعيتين – كان الانشقاق الصيني السوفييتي واحدًا من دوافع هذا العداء والخلاف بين فيتنام الموالية للاتحاد السوفييتي والخمير الحمر الموالين للصين – فبدأت المعارك والنزاعات الحدودية بين الطرفين، مخلفة الآلاف من القتلى، وزادت المعارك ضراوة وشدة في نهايات عام 1978 على إثر زيادة موجات اللاجئين الفارين من جحيم الخمير الحمر إلى الحدود الفيتنامية.

وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1979 شن 100 ألف جندي فيتنامي هجومًا كبيرًا على كمبوديا، استطاعوا فيه إلحاق هزيمة ساحقة بقوات الخمير الحمر التي فرت هاربة إلى الجبال، وتم تشكيل حكومة كمبودية جديدة، أطلقت على البلاد اسم جمهورية كمبوديا الشعبية. لكن الخمير الحمر نجحوا بتجميع أنفسهم مرة أخرى بمساعدة صينية لتستمر المعارك والمناوشات بين الحكومة الجديدة الموالية لفيتنام لمدة عشر سنوات قام فيها الخمير الحمر بزرع ما يقرب من 10 ملايين لغم أرضي في غرب كمبوديا، جعلت من كمبوديا واحدة من أكثر بلدان العالم التي يوجد بها مبتورو السيقان والأذرع.

انتهت تلك الحقبة السوداء والمظلمة من تاريخ كمبوديا عام 1991 عندما قامت كافة الفصائل المتقاتلة بتوقيع اتفاقية نزع السلاح وعقد انتخابات ديمقراطية وحرة، ليبدأ بعدها فتح ملفات الإبادة وعمليات القتل الجماعي التي قام بها الخمير الحمر في الفترة من عام 1975 إلى 1979، وانتهت منظمة الخمير الحمر رسميًا بعد وفاة بول بوت عام 1998، ولم يعد لها وجود سوى ذكرى حقول الموت والألغام، ذكرى الموت والألم والعذاب وما يمكن أن تصل إليه النفس البشرية من جرم وانحطاط ووحشية.

تقول مارجريت دوراس:

هناك الكتابة، ثم الحياة ونوائبها، ومظالمها. ولا يمكن أن نجمع بين الاثنين إلا عندما نجعل من الحياة، ومن كوارثها مادة للكتابة!