سبعون عامًا على قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ملايين المهجرين، مئات الآلاف من المعتقلين، وعشرات الآلاف من القتلى، وصراع مستمر بين من يملك الأرض ومن يحكمها بقوة السلاح، بين العرب جميعـًا وإسرائيل، قتال في أرض في فلسطين، قتال في سيناء مصر، جولان سوريا، وجنوب لبنان.

تستمر المعركة بالطبع في كل مكان، في الأرض، في الفكر، في الفن، وفي السينما أيضًا. في التقرير التالي نقدم لكم 8 أفلام تخبرنا أكثر عن الصراع العربي الإسرائيلي.


Paradise Now 2005


صديقان فلسطينيان يتم تجنيدهما للقيام بعملية تفجير في تل أبيب سينتج عنها وفاتهما، هذا هو الفيلم الأهم الذي ينقل لنا ما يفكر فيه شاب فلسطيني قبل لحظات على تفجير نفسه، والأهم يصور لنا السياق الذي يدفع أي إنسان للتفكير في أن موته هو سبيله الوحيد لتحقيق الحرية.

الجنة الآن هو فيلم المخرج الفلسطيني «هاني أبو أسعد» الذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. كما فاز بجائزة الجولدن جلوب في نفس الفئة مما أحدث ضجة عالمية كبيرة نتيجة لحساسية الموضوع الذي يطرحه.


Munich 2005


رحلة جاسوس إسرائيلي يقود عملية انتقامية ضد مخططي ومنفذي الهجوم الفلسطيني على البعثة الأوليمبية الإسرائيلية في أوليمبياد ميونيخ 1972. عن أحداث حقيقية لسلسلة من حوادث الاغتيال التي تم تنفيذها بأوامر مباشرة من رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها «جولدا مائير».

يركز الفيلم بشكل رئيسي على الجانب النفسي لمنفذي هذه العملية الانتقامية، خصوصًا وأنهم يعيشون في وسط لا يقين فيه في ولاء أحد. نرى طوال العملية كيف يستخدم الفريق الإسرائيلي مصادر عربية للإيقاع بأهدافه، كما نتابع أيضًا تداخل مصالح الأجهزة الاستخباراتية المختلفة في الشرق الأوسط.

الفيلم من إخراج الأمريكي المخضرم «ستيفن سبيلبيرج»، وقد ترشح لخمس جوائز أوسكار من بينها جائزتا أفضل فيلم وأفضل مخرج.


Hanna k . 1983


حنا كاوفمان هي محامية يهودية انتقلت من أمريكا لتعيش في إسرائيل ولتجد نفسها فجأة مسئولة عن الدفاع عن مواطن فلسطيني متهم بالانتماء لتنظيم إرهابي. وحينما تتقصى حنا قليلًا عما يقوله موكلها تفاجأ بالحقيقة، وبما تصفه في الفيلم بأن ما يتعرض له الفلسطينيون من القوات الإسرائيلية التي تحتل أرضهم لا يختلف كثيرًا عما عاناه أبواها في مذابح الهولوكوست.

الفيلم رشح لجائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا، وهو من إخراج اليوناني الشهير «كوستا كافاراس» الفائز بالأوسكار عن فيلم The Missing عام 1982، وصاحب الفيلم الأشهر فيما يخص عنف أجهزة الشرطة في الدول الديكتاتورية Z من إنتاج عام 1969.


Omar 2013


حكاية ثلاثة أصدقاء فلسطينيين يسكنون الضفة الغربية، كيف يحاربون في سبيل تحرير أرضهم، كيف يفكرون في مستقبلهم، وأيضًا كيف يحبون ويلهون. ووسط كل هذا كيف يتم إجبار أحدهم للعمل جاسوسًا لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية.

قصة تغوص في خبايا النفس البشرية وتهتم بالبعد الإنساني أكثر من اهتمامها بالسياق السياسي، مرة أخرى بنفس التركيبة الدرامية تقريبًا مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد. الفيلم قد تم ترشيحه أيضًا لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي، عقب فوزه بجائزة قسم نظرة ما من مهرجان كان السينمائي الدولي.


Ghost Hunting 2017


منذ الاحتلال الفلسطيني لقطاع غزة والضفة الغربية في يونيو 1967، اعتقل ما يزيد على 750 ألف فلسطيني في سجون ومراكز احتجاز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في هذا الفيلم لا نهتم بالأرقام قدر اهتمامنا بالتجربة الشخصية لكل سجين، ومن خلال سياق تسجيلي يجمع المخرج مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين السابقين في مركز احتجاز المسكوبية الإسرائيلي صاحب السمعة السيئة.

يعيد الأسرى الفلسطينيين تذكر ما مروا به من تعذيب ومعاناة، كما لو أنهم يعالجون أنفسهم نفسيًا من خلال التحرر من كل مشاعر المهانة التي عاشوها. الفيلم من إخراج الفلسطيني «رائد أنضوني»، وقد فاز بجائزة الدب الفضي – جائزة أفضل فيلم تسجيلي – في مهرجان برلين الدولي للسينما.


The Time That Remains 2009


كيف قامت دولة إسرائيل وكيف احتلت الأراضي الفلسطينية وتحول العرب لأغراب في بيوتهم؟ نتابع هذا في إطار من الشاعرية الممتزجة الكوميديا السوداء في فيلم «الزمن المتبقى» الذي نتابع من خلاله في أربعة فصول حكاية أسرة فلسطينية من عام 1948 وحتى العصر الحالي.

الفيلم للمخرج الفلسطيني الكبير «إليا سليمان» وهو في الأساس مستوحى من حياته وحكايات أسرته التي عاشت في نصراته حتى أصبحت الآن ممن يطلق عليهم اليوم عرب الداخل. ترشح الفيلم لجائزة السعفة الذهبية – جائزة أفضل فيلم – بمهرجان كان السينمائي الدولي.


Waltz With Bashir 2008


الفيلم الذي يمكننا اعتباره وثائقيًا في صورة فيلم تحريك عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان في بداية الثمانينات، عن ذكريات المخرج الإسرائيلي «أري فولمان» عن فترة تجنيده وهو فتى صغير في عملية الاجتياح. يعرض لنا فولمان برفقة مجموعة أخرى من الجنود القدامى ما حدث من مجازر في عمليات الاجتياح الإسرائيلية، وأبرزها ما وقع في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطنيين في لبنان على يد ميليشيات مسيحية لبنانية وبمباركة وإشراف القوات الإسرائيلية.

هذا فيلم إسرائيلي ولكنه الاعتراف الأهم بما حدث في مجزرة صبرا وشاتيلا.

فاز الفيلم بجائزة الجولدن جلوب في فئة أفضل فيلم أجنبي لعام 2009، كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي أيضًا.


The Angel 2018


تدور أحداث الفيلم حول «أشرف مروان» صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وأحد المقربين بشدة من الرئيسين المصريين السابقين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، والذي توفي إثر سقوطه من شرفة منزله بلندن في صيف عام 2007. الفيلم مأخوذ عن كتاب الكاتب الإسرائيلي يوري بار بعنوان «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل». والذي أعلن فيه يوري أن أشرف مروان كان عميلا للمخابرات الإسرئيلية وأن مساهمته قد أنقذت إسرائيل من كارثة محققة في حرب أكتوبر 1973.

رغم تضارب الروايات المصرية والإسرائيلية حول أشرف مروان فإن الفيلم ما زال منتظرًا وبشدة في الأوساط المصرية نظرًا لاستناده على شهادات أخرى بالإضافة لكتاب يوري بار. هل يظهر أشرف مروان في أحداث الفيلم كعميل للمخابرات الإسرائيلية أم كعميل مزدوج للمخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية؟

الفيلم من إنتاج شبكة نيتفلكس الأمريكية، ومن إخراج الإسرائيلي أرييل فرومين، يقوم دور أشرف مروان الممثل الهولندي من أصل تونسي مروان كانزاري. ويبدأ عرضه في منتصف سبتمبر لعام 2018.