بعد احتلال القدس عام 1967م، حاولت السلطات الإسرائيلية بكل مجهودها القضاء على الإرث الفلسطيني في المدينة، وذلك لتحويلها إلى مدينة يهودية المعالم لإثبات ادعاءاتها الكاذبة حول هيكل سليمان، فنفذت عدة مشاريع لتهويد المدينة بشكل كامل.1- مشروع القدس الكبرى. 2- جدار الفصل العنصري. 3- الخارطة الهيكلية للطريق. 4- غلاف القدس.

مشروع القدس الكبرى

أُقر هذا المشروع من قبل الكنيست الإسرائيلي، وهو مشروع يقوم على توسيع حدود مدينة القدس على حساب أراضي المدن والقرى المحيطة بالمدينة، ويضم هذا المشروع تسعة مدن وستون قرية فلسطينية، ولتطبيق هذا المشروع قامت إسرائيل بمصادرة الأراضي الفلسطينية المحيطة بالقدس وبناء المستوطنات عليها، بهدف إقامة حزام محكم الإغلاق من المستوطنات حول مدينة القدس لعزلها عن الضفة الغربية، وإيجاد كثافة سكانية يهودية كبيرة في محيط المدينة، وذلك لمساهمتها في فصل المدينة تماما عن المحيط الفلسطيني ودمجها بما يسمى إسرائيل.وجدت الجذور الأولى لمشروع القدس الكبرى مع ظهور الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، وفي نصف القرن العشرين تجددت ملامح المشروع مرة أخرى واتضحت أبعادها بعد احتلال عام 1967م عندما باشرت قوات الاحتلال بتنفيذ المشروع دون تراجع، وبذلك قامت إسرائيل بوضع الخطط وتنفيذها، وتمثل المشروع بثلاث محاور أساسية لتنفيذه:

أولا:

الأرض، شكلت الأرض البنية الأساسية في المشروع.

ثانيا:

السكان، تمثل في حشد أكثر من مليون مستوطن في المدينة مع انتهاء المشروع.

ثالثا:

الاستيطان، يتمثل في استيعاب الهجرة الصهيونية المتدفقة نحو القدس.ومنذ انطلاق المشروع وضح الصهاينة أهدافهم من وراء المشروع التي تكلم عنها المسئولين الإسرائيليون، التي تمثلت في بعدين رئيسين:

البعد الاستراتيجي

الذي يقوم على أساس إقامة خط دفاع مجهز بالتقنيات العسكرية لحصانة المستوطنين.

البعد السياسي

الذي جاء على مسارين: الأول: استمرار تهويد فلسطين بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص، والمسار الثاني: إصدار أوامر عسكرية تحد من التوسع العمراني الفلسطيني في المدينة.

جدار الفصل العنصري

عملية بناء جدار الفصل العنصري حول مدينة القدس ما هي إلا عملية لاستئصال الوجود الفلسطيني في المدينة، فعند اكتمال بناء الجدار ستخسر القدس المكتسبات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وبذلك تكون المدينة تلقت قنبلة نسفت المكان، إن جدار الفصل العنصري يضم 90% من القدس، وطول جداره الملتف حول المدينة 130 كيلومتر، وداخل الجدار سيكون هناك 20 مستوطنة، فأساليب الاحتلال هذه دوما تسعى إلى طمس المعالم العربية الفلسطينية والقضاء على كل شيء يقال عنه إرث فلسطيني.تم إقرار عملية بناء جدار الفصل العنصري في شهر نيسان/إبريل عام 2002م، بقيادة رئيس الوزراء أرئيل شارون ووزير جيش الاحتلال بنيامين بن اليعازر، وتم بناء الجدار بشكل سريع حتى يتم تحقيق الأهداف الصهيونية بشكل كامل، ومن الأهداف الإسرائيلية في بناء الجدار:1- العمل على خلخلة التوازن الديمغرافي في المدينة لصالح اليهود. 2- إقامة مشروع القدس الكبرى. 3- جعل السيادة الإسرائيلية في المدينة كاملة بيدهم دون أي تدخل فلسطيني. 4- خنق المناطق المحيطة للقدس، كمناطق أبو ديس، والعيزرية، والسواحرة الشرقية، كونها مناطق للتوسع الاستيطاني. 5- القضاء على الوجود الفلسطيني في القدس، ومحو أي اثر عربي في المدينة.أما انعكاسات جدار الفصل العنصري على الفلسطينيين:1- خوفهم دائما من مصادرة الأرض، وتهديد نمط حياتهم السائد، وتحويل أعداد كبير منهم إلى البطالة وفقدان وظيفتهم الزراعية التي يعملون بها. 2- دفن العلاقات الاجتماعية وتقطيع وإعاقة صلات الرحم بين الناس. 3- فقدانهم للرعاية الصحية بسبب تقييد الحركة للسكان بين المناطق، وعدم توفر أنواع الخدمات الصحية ومستلزماتها. 4- إعاقة العملية التعليمية. 5- عدم التمكن من الوصول إلى مقدساتهم الإسلامية والمسيحية.

الخارطة الهيكلية للطريق

تبتكر إسرائيل دوما المخططات التي ترمي إلى تهويد مدينة القدس، فقد أشرفت بلدية القدس في نهاية عام 2004م على إعداد وإصدار مخطط الخارطة الهيكلية للطريق، وهي مخطط لا تختلف عن المخططات السابقة المنفذة بحق القدس، إذ تهدف إلى تحويل مدينة القدس إلى مركز للحكم في إسرائيل، وحرمان المقدسيين من حاجياتهم الأساسية والضغط عليهم اقتصاديا واجتماعيا وصناعيا وتجاريا وسياحيا وتنفيذ جميع الإجراءات الصهيونية بحقهم.ينص مخطط التهويد الجديد في حق القدس على منع إقامة أي تواصل بين الأحياء الفلسطينية داخل مدينة القدس، وذلك ببناء الكتل الاستيطانية بين الأحياء الفلسطينية، كما ينص على حرمان المناطق الفلسطينية من التطور والتنمية، والعمل على إخراج الآلاف من الفلسطينيين من المدينة والمناطق المحيطة بها، ناهيك عن العنصرية والقسوة المقصودة التي يستخدمها الاحتلال في التعامل مع سكان البلدة القديمة، وزيادة أعداد اليهود المتطرفين داخل البلدة القديمة.وخطورة المخطط يتمثل في:1- توحيد القدس الشرقية والقدس الغربية تحت السيادة الإسرائيلية وهيمنتها. 2- زيادة عدد السكان اليهود في المدينة بنسبة تزيد عن النصف، وذلك لتهجير المقدسيين من المدينة. 3- تحويل مدينة القدس من عاصمة دولة فلسطين إلى عاصمة لما يسمى دولة إسرائيل، والعمل على تغيير ملامح المدينة لجعلها يهودية الملامح. 4- تغيير معالم المدينة التاريخية والحضارية والثقافية من خلال عمليات الحفريات التهويدية لجعلها موروث تاريخي وحضاري وثقافي يهودي. 5- فرض نمط عمراني ذو طابع يهودي.

غلاف القدس

أقر مخطط غلاف القدس من قبل المجلس الأمني المصغر في حكومة أرئيل شارون، وكان هدفه هو منع الفلسطينيين من الدخول إلى مدينة القدس لتنفيذ العمليات، وتشمل هذه الخطة على إقامة حزامين حول المدينة، حزام حول القدس الكبرى ويشمل الخنادق ومناطق المراقبة والأماكن العسكرية، والحزام الأخر داخل المدينة ليفصل الأحياء الفلسطينية عن الأحياء اليهودية، وبدء تنفيذ هذا المخطط من قبل سلطات الاحتلال في يونيو/حزيران عام 2002م.قامت إسرائيل بمواصلة تهويدها في عزل القدس عن الضفة الغربية وقطاع غزة، فشقت طريق تلتف حول مدينة القدس لتوصل بين جنوب الضفة ووسطها وشمالها، لتنقل السكان بين المدن الفلسطينية دون دخولهم ومرورهم بمدينة القدس، ويكون الدخول إلى مدينة القدس فقط بتصاريح رسمية منها.أكدت المصادر الفلسطينية أن مخطط غلاف القدس في مراحل متقدمة من الإنشاء، وما يؤكد ذلك هو مصادرة الأراضي الواقعة في أراضي الضفة الغربية والقريبة من مدينة القدس، وكما نرى يعمل الاحتلال على طرد السكان المقدسيين من بيوتهم وأراضيهم.

حقائق حول غلاف القدس التهويدي:

1- سيؤدي إنشاء مخطط غلاف القدس إلى ابتلاع ربع مساحة أراضي الضفة الغربية.

2-

سيؤدي تنفيذ مخطط غلاف القدس، عزل الفلسطينيين المقدسيين عن أهاليهم في الضفة الغربية، والعكس.