وبينما انشغل النظام الإقليمي العربي بما حدث داخله من زلزال الثورات العربية وما تبعها من فوضى داخل النظام الإقليمي العربي نتاج عجز قوى التغيير عن الوصول لأهدافها من ناحية، وتمسك النظام القائمة بمقاليد السلطة وتوحشها على كراسيها من ناحية أخرى، بالإضافة لإرث الاستبداد والفساد بل والاحتلال الذي لم تتم معالجته بعد، في خضم كل هذا كانت إيران تخطو بخطوات هادئة ولكنها قوية في ذات الوقت نحو تحقيق أهدافها الخاصة.

سعت إيران منذ سنوات في دخول العصر النووي عبر برنامج نووي حقيقي، يرى الكثيرون أنه ذو بعد عسكري بالرغم من النفي الإيراني المتكرر وبرغم فتوى الخميني الشهيرة بحرمة السلاح النووى.

قاد هذا التوجه إيران نحو مزيد من التصادم مع الغرب ادى لعمليات متتالية من الحصار الاقتصادي والسياسي مع نظام كانت له صدامات مباشرة مع الغرب منذ نشاته مع حادث السفارة الامريكية الشهير.

بالتوازي مع هذا التوجه النووي، سعت إيران لمد نفوذها عبر الإقليم بأكلمه، فبين علاقاتها مع حزب الله في لبنان وتحالفها مع نظام الأسد في سوريا، ونفوذها الممتد في العراق، إلى دعمها لحماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن، بالإضافة للعبها دور الظهير المساند لكافة الأقليات الشيعية في الخليج العربي، أصبح لإيران الكثير من الأدوات السياسية التي تستطيع من خلالها أن تحقق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

حدث كل هذا في ظل الحصار الاقتصادي والسياسي، فقد استطاعت إيران أن تعطي الأسد قبلة الحياة وان تجعل من حزب الله القوة المسيطرة في لبنان، وأن تجعل الأمريكان يتعاونون رغما عنهم مع مليشيات الحشد الشعبي في العراق من اجل مواجهة داعش، بينما تظل السعودية عاجزة عن تحقيق أي نصر حقيقي في اليمن ضد الحوثيين.

ومن ثم يصبح السؤال الحقيقي هو ماذا عن مستقبل الدور الإيراني في المنطقة بعد الصفقة النووية الإيرانية وما يستتبعها من طفرة اقتصادية متوقعه للاقتصاد الإيراني نتيجة الإفراج عن الاموال المجمدة المقدرة بحوالي 150 مليار دولار بالإضافة إلى الصفقات الاقتصادية المتوقعة خاصة في مجال النفط، هذا كله مع تقارب سياسي منطقي مع الغرب بوجه عام وأوروبا بوجه خاص.

نحاول في هذا الملف أن نتبين كل هذه الاشكاليات في مجموعة من التقارير المتنوعة، والتي تحاول ان تجيب على العديد من الأسئلة من وجهات نظر متعددة.

نبدأ الملف بالقسم الأول والذي يتعلق برصد وتحليل الدور الإيراني في المنطقة قبل الصفقة النووية، فالباحث عمر سمير يحلل لنا

صراع التدخلات الخارجية في اليمن

فيتحدث عن من هم الحوثيين وما هي علاقتهم بإيران، وما هي الأهداف الإيرانية في اليمن، وكذلك ما تأثير التدخل الإيراني في اليمن على كل من السعودية وإيران.

بينما يقدم لنا الباحث إسلام أحمد حسن إطلالة شاملة على

الدور الإيراني في سوريا

، مبينا أهداف إيران من سوريا والادوات التي تملكها هناك، وتأثير ذلك الدور على مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية.

على الجانب الآخر، يقوم الباحث صلاح عبد اللطيف برصد

التدخل الإيراني في العراق

واقعا وحاضرا ومستقبلا. موضحا الاستراتيجية الإيرانية في العراق، وادوارها الأمنية والسياسية، بالإضافة لتداعيات هذا التدخل على دول الخليج العربي وسوريا.

ونختم هذا القسم بتقرير مترجم من موقع المونيتور يتناول فيه

أسباب توحد الإيرانيون خلف قاسم سليماني

ذلك القائد العسكري الإيراني الذي يعتبر رمزا للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية وخاصة العراق.

في القسم الثاني من الملف نتناول فيه الصفقة النووية الإيرانية، فتقدم لنا الباحثة إيمان عبد الحليم تقريرا عن

خلافات المفاوضات النووية

إبان مرحلة لوزان والتي إنتهت بعقد الاتفاق الإطاري في نهاية أبريل 2015.

بينما يجيب الباحث على عاطف عن

أهم أسئلة الصفقة الحالية ومن الفائز والخاسر

حيث يستعرض مسيرة المفاوضات منذ بدايتها وكذلك أهم بنود الاتفاقية النهائية، وأخيرا أهم الاطراف الفائزة والخاسرة من هذا الاتفاق.

ثم نقدم تقريرا للفورن أفيرز من ترجمتنا يشرح

كيف ضغطت إيران على أوروبا وأمريكا في المفاوضات النووية

، مركزة على التأثير الإيراني على الاقتصاد الأوروبي وخاصة قطاع الطاقة الذي يعاني من أزمة خاصة بعد الازمة الأوكرانية مع الدب الروسي أكبر موردي الغاز لأوروبا، وذلك بالإضافة للوبي الإيراني في أمريكا الذي يضغط من أجل المصالح الإيرانية.

ذا ناشونال انترست تشرح في تقرير لها – من ترجمتنا –

الخيارات الصعبة التي واجهها المرشد الاعلى لإيران علي خامنئي

، والذي تتراوح أمامه الخيارات بين إنفاذ الصفقة النووية أو عدم إنفاذها، وكذا الانفتاح الداخلي في إيران من عدمه، ليصبح أمامه أربع سيناريوهات محتملة يستعرضها هذا التقرير.

نحتم هذا القسم بتقرير للكاتب إبراهيم البديوي عن بطل المبحاثات النووية

محمد جواد ظريف الذي تربى على مائدة المفاوضات

، يستعرض فيه نشاة محمد جواد ظريف وخبرته في المفاوضات السابقة وكذا تدرجه في المناصب وصولا لترأسه وزارة الخارجية الإيرانية.

القسم الثالث والاخير من الملف نتناول فيه تداعيات الصفقة النووية على الاطراف المعنية المختلفة.

يقدم الباحث باسم راشد مستقبل العلاقات بين إيران وأمريكا من ناحية وإيران وأوروبا من ناحية أخرى، حيث يرصد

تداعيات الصفقة النووية على العلاقات بين الأطراف

التي تصارعت لفترة طويلة في الماضي، بينما تنفتح أمامهم وخاصة اوروبا فرصا اقتصاديا كبيرة في السوق الإيرانية.

أما عن الخليج العربي، فيقوم الباحث صلاح عبد اللطيف برصد

المخاوف الخليجية من الصفقة النووية

سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاقليمية، ثم يقوم في تقرير مكمل بتبين

استراتيجيات الخليج في التعامل مع هذه الصفقة النووية

وخاصة احتمالات انطلاق سباق تسلح في المنطقة ولجوء الخليج للسلاح النووي، وكذلك شبكة التحالفات الاقليمية، مع تبين حال الملفات المختلفة في اليمن وسوريا والعراق.

أما عن

الداخل الإيراني ومدى تأثره بالصفقة النووية

وخاصة المواطن الإيراني الذي يعاني اقتصاديا، بالإضافة للقوى السياسية التي ستتأثر حتما بنتائج هذا الاتفاق ومساحات نفوذها في المشهد السياسي الإيراني، تقوم الباحثة إيمان عبد الحليم بتناول هذا في تقرير شامل.

واخيرا الطرف الصهيوني الذي يعد أحد أبرز أطراف هذه الصفقة بشكل غير مباشر، يلقي لنا الباحث خالد سعيد ضوءا عليه من خلال

هذا المقال

.

من ناحية أخرى تحاول فورن بوليسي تقديم وصفة للغرب ل

كيفية التعامل مع إيران الإمبريالية

بينما تقوم في تقرير آخر بتبين

الثورة الإيرانية القادمة

في مجال الطاقة والنفط وذلك بعد رفع العقوبات المتوقع نتيجة للاتفقا النووي.

ونختم هذا القسم بتقرير للكاتب محمد شعيب حول

معركة أوباما من اجل تمرير الصفقة النووية في الكونجرس الأمريكي

وذلك عبر تبين المؤيدين والمعارضين للصفقة داخل الكونجرس الأمريكي والسيناريوهات المختلفة للمسالة.

حاولنا في هذا الملف صنع صورة بانورامية لقضية نرى أنها من أهم القضايا التي تمس الشان المصري والعربي والإسلامي، والتي سنشهد إنعكاساتها في المستقبل القريب إن لم نكن بدأنا في المشاهدة بالفعل. هذا الملف شارك فيه عدد من الكتاب متنوعي التوجهات والآراء حرصنا على أن تتضمن كتباتهم هذا التنوع الذي وإن حمل بعض الاختلاف ولكنه أيضا حمل الكثير من الثراء في التناول.